فالقبلة الأولى قادرة على قتل العلاقة العاطفية الزوجية بين 59 في المائة من الرجال و66 في المائة من النساء.
لماذا يحدث ذلك؟
الرجال يعطون الأولوية لأنواع معينة من القبل، في حين تعطي النساء هذة الأولوية لأنواع أخرى مختلفة.
وقد اثبتت الاختبارات ان الرجال يفضلون القبل الجنسية المفتوحة، أي بفتح الفم حيث يتذوقون من خلالها لعاب الزوجة، ولا توجد ثمة طريقة واحدة للتقبيل، فالأملكوسكسونيون اقترحوا اسماً خاصاً يطلق على نوع القبل الجنسية أو العاطفية، وسموه بالقبلة الفرنسية ليميزوه عن غيره، ولكي يعترفوا بفضل الفرنسيين في تعميق جذور هذا النوع من القبل، الذي اعتمدته العديد من الشعوب الأوروبية.
لكن شعوباً أخرى تتحدث عن نوع آخر من القبل وتسميه بالقبلة المملوءة او القبلة الكاملة او قبلة اللسان.
ولكن لماذا يعطي الرجال الأولوية لهذا النوع من القبل؟
ان ذلك يرجع الى سببين اساسيين، فأكثرية الرجال يعتقد خطأً بأن هذة القبل تشحن او تثير اللذة الجنسية عند النساء، وفي الوقت نفسه ترفع من مستوى التوافق الجنسي بين الاثنين.
تفاعلات كيميائية
ويؤكد العلماء ان الشفتين واللسان هما المنطقتان الأكثر حساسية في وجه الانسان، لأنهما يشكلان نقطة التقاء لآلاف الأنسجة العصبية التي اما أنها تمر عبرها الى مناطق الدماغ، واما أنها تنتهي منهما.
فخلال تبادل القبل تفرز في هاتين المنطقتين بعض الهورمونات او "الاندورفينات"، التي تثير حالة من الاحساس المريح الذي يبعث على السعادة.
والاكثر من ذلك فإن اللعاب يحتوي على بعض الانزيمات والهرومونات التي تؤدي بعد مرورها بتفاعلات كيمياوية معقدة الى التجاذب البيولوجي بين الطرفين.
ماذا يحدث في جسم الانسان اثناء تبادل القبلات الجنسية؟
بداية يتحرك الرأس الى الامام ومن ثم تنتقل الحركة الى احد الجوانب، وبهذه الطريقة تجري عملية ربط اعصاب الكتف والظهر، ثم يبدأ الفك الاسفل بالعمل، اضافة الى عمل 34 عضلة اخرى.
بعد ذلك يوعز الدماغ الى الرئتين بالتنفس القوي، ويوعز الى القلب بزيادة عدد ضرباته والى الغدد اللعابية بالاسراع في عملها وفعاليتها.
وخلال فترة التقبيل المركزة ترتفع دقات القلب الى نحو 100 او 120 ضربة في الدقيقة، وفي بعض الحالات الاخرى الى اكثر من ذلك، بعد ان كان عدد الضربات في حالة الهدوء ينحصر بين 60 - 80 ضربة في الدقيقة.
كما يرتفع ضغط الدم حيث تقترب مناسيب الدم الى الطبقة السفلى الواقعة مباشرة تحت الجلد، لذلك يحدث التعرق الشديد، وتكتس بشرة الوجه بطبقة من الصبغة الحمراء والوردية.
ان ارتفاع نشاط الجسم يؤدي ايضا الى احتراق المزيد من الطاقة في الجسم.
فالمختصون يؤكدون ان الجسم يحتاج اثناء "القبلة الجنسية" الى الكمية نفسها التي يحتاجها اثناء سباحته في النهر لمدة 15 دقيقة والتي تبلغ 150 كيلو كالوري.
ويشير بعض العلماء الى ان "القبلات الجنسية" تؤدي في بعض الاحيان الى فقدان الوعي بل واحيانا اخرى الى الغيبوبة.
كيف تنظر النساء الى ذلك؟
حسب الاختبارات العلمية فإن موقف المرأة يختلف عن موقف الرجل، فاولويتها تنحاز الى القبلة المغلقة، اي القبلة التي تقوم خلالها المرأة بغلق شفتيها وفمها، لان شهيتها وحاسة الشم عندها قوية للغاية، فهي لا تحتاج الى تذوق طعم لعاب زوجها.
الا ان بعض العلماء لا يجردون المرأة من قدرتها على تبادل القبلات الجنسية، بشرط ان تقتنع كليا بحبها الفعلي لزوجها، والذي تمنحه كافة اسباب السعادة.
بيد ان قلة معرفة المرأة بالرجل، وخصوصا في المراحل الاولى من الزواج، ربما تجعل المرأة تتردد كثيرا في تبادل القبلات مع زوجها، لانها غير متأكدة بعد من انه هل يغسل اسنانه ام لا وهل يعاني من مرض معد ام لا؟
الرجال عادة ما يعطون الاولوية للشفاه الكبيرة والمملوءة التي تبدو نافرة ومتميزة عن بقية اجزاء وملامح الوجه، وهذا واحد من الاسباب الرئيسية التي جعلت من الممثلة الاميركية انجيلينا جولي نموذجا للطراز الجنسي الذي يسيطر على ادمغة الرجال.
وحسب الرجال، فان الشفاه المملوءة تثير المزيد من الهيجان الجنسي، حتى ان كان مثل هذا الرأي، لا يتمتع بتأييد بعض العلماء. ففي كل الاحوال، فان الصناعات التجميلية، اخذت في الآونة الاخيرة تنظر بعين الاهتمام لهذه الظاهرة، وبدأت تروج في اعلاناتها لاحمر شفاه يساعد على تضخيم الشفتين، وهو مرصع بقطع صغيرة لامعة من المستحضرات التجميلية الاخرى ذات اللون الذهبي.
وحسب الاختبارات، فان النساء يفضلن الرجل الذي يتمتع بشفتين متوسطتين، لانهن لا يتقبلن ان تكون ملامح الرجل مقتربة الى ملامح المرأة، اعتقادا منهن بان للرجل رجولته وللمرأة انوثتها.
كما ان هنالك اختلافا اضافيا بين الرجل والمرأة في فهم المهمات الاخرى لوظائف وفعالية القبلة. فالرجال يعتقدون، بان القبلة، تدخل السعادة الى قلب المرأة، وتبدد المشاكل والازمات التي تعترض العلاقة الزوجية.
لكن النساء يعتقدن عكس ذلك، ففي احيان كثيرة تكون القبلة سببا جديا في تعميق هذه المشاكل.
وفوق هذا وذاك، فان هنالك فهما مختلفا للقبلة اثناء عملية التواصل الجنسي. فأكثرية الرجال لا يحتاجون الى القبلة خلال فترة ممارستهم للعملية الجنسية، بينما تكون المرأة في موقف مختلف، فهي مستعدة لاشباع هذه الحاجة التي تعتبرها ضرورية جدا وجزءا حيويا من الفعالية الجنسية، كي تساعدها في استكمال دورة التوتر الجنسي الداخلية، وبخاصة لدى ذلك الصنف من النساء اللواتي لا يستطعن الوصول الى الذروة الا من خلال تبادل القبلات.
من أين جاءت ظاهرة القبلة؟
هنالك العديد من النظريات التي تحاول تفسير تاريخ ولادة القبلة في المجتمعات البشرية المختلفة.
فبعض هذه النظريات تشير الى ان القبلة ولدت من صميم قبلة الامومة او قبلة الاطفال للام، اثناء عملية ايصال الغذاء المهضوم في فم الام للطفل في بداية ظهور الجنس البشري، ثم تطورت فيما بعد لتأخذ اشكالها الحالية في عصرنا الراهن، وهذه النظرية قد تعرضت الى التخطئة من قبل علماء آخرين. هنالك طبعا عدة انواع للقبلة، منها قبلة الاطفال وقبلة الاصدقاء وقبلة الاخوة وغيرها، ولكن ما يهمنا هنا قبلة الحب.
فقد ثبت ان بعض الشعوب الموجودة حاليا في افريقيا، والتي حافظت على تراثها الثقافي وحياتها القديمة والمتوارثة، لم تكن تعرف القبل من قبل، والى الان، لانها لم تحتك عصورها التاريخية، بأمم وشعوب أخرى، كانت تمارس هذه الظاهرة، مثل الشعوب الأوروبية.
كما لم يجد العلماء أي صورة أو أي تخطيط في المغارات القديمة التي سكنها الإنسان القديم تنم عن وجود مثل هذه الظاهرة آنذاك.
ففي العالم توجد شعوب وثقافات لم يسبق لها ان تعرفت على ظاهرة القبلة من خلال مراحلها التاريخية الطويلة، بل ان من بين هذه الشعوب، من لم يمارسها قطعاً إلى الآن. فمثلاً، مواطنو بعض جزر المحيط الهادي، كانوا يعرفون وسائل وطرق الاتصال الجنسي بشكل جيد، لكنهم لم يمارسوا ظاهرة القبلة إلا بعد ان غزت أراضيهم جيوش المحتلين الأوروبيين مطلع القرن الثامن عشر.
وفي الصين واليابان كان تبادل القبل بصورة علنية من الأمور المحرمة كلياً، وحتى الآن، فإن التقبيل في هذين البلدين يعتبر حالة غير مرغوب بها منذ قبل الأهالي.
ويعود عمر أقدم إشارة تاريخية على ظهور القبل إلى عام 1500 قبل الميلاد، حيث كتبت بعض المقاطع في اللغة السنسكريتية حول عادات وتقاليد ممارسة التقبيل بواسطة استخدام الأنوف. وهذه الطريقة ربما تكون المرحلة الاولى التي سبقت ظهور انواع القبل الاخرى.
وفي القرن الرابع والخامس وقعت في ايادي العلماء مصادر ثقافية مكتوبة، تتحدث عن تراث الـ"كامسوترا" الهندية التي تناولت القبل وانواعها المختلفة، ومن بينها النوع الذي يهمنا وهو "قبلة الحب".
وقد انتشرت عادات التقبيل بداية في الثقافات الهندواوروبية، وبالاخص بين الاغريق، حتى جاء الرومانيون، فأخذوها عن اسلافهم وتوسعوا بها وبطرقها المختلفة.
وفي اللغة اللاتينية اكتسبت انواع القبل تسميات ثلاثا مختلفة، فالاسم osculum يعبر عن قبلة الوجه والخدين، اما الاسم Basium فيعبر عن قبلة الشفتين، في حين يعبر الاسم Saviolum عن قبلة الحب الجنسية.