عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم
( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم
خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم )
فأين نحن من هذه الخيرية ؟
وكيف نخالط الناس ونصبر على أذاهم ؟
قد يعترض الإنسان من محن وأذى من بعض جيرانه وأقاربه وبعض من حوله من الناس. وقد يصل بعضها الى حد الظلم ومع أنه موعود من الله بالإجابة إذا دعا على من ظلمه إلا أنه لو صبر واحتسب في ذلك الأجر من الله ودعا لهم لكان خيرا له وقد يتغير حال من ظلمه فيكون ايضا خيرا على خير.
الصبر على أذى الناس من عزائم الأمور
فإن الصبر على أذى الخلق من علامات قوة الإيمان، فقد قال تعالى: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ[الشورى:43]،
وفي سنن الترمذي ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الْمُسْلِمُ إِذَا كَانَ مُخَالِطًا للنَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، خَيْرٌ مِنَ الْمُسْلمِ الَّذِي لاَ يُخَالِطُّ النَّاسَ، وَلا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ.
الصبر على اذى الناس لنا اهم صفات يجب ان نتحلى بها ،،
كم من مواقف علمنا فيها نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم عن الصبر
كم صبر وتحمل على ايذاء الكافرين
نتعلم منه الحلم
لو اساءو معاملتنا ليس شرطا
نعاملهم مثل ما عاملونا
بالعكس ممكن احسانا في هذه اللحظه يعرفه خطأه
كما تدين تدان
ممكن يأتي شخص ويسيء معاملته
مثل ما عمل وبك أو ممكن يراجع نفسه في يوم من الايام ..
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم
-: "المُؤْمِنُ الذي يُخَالطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ على أذاهم, أعظم أَجَرًا مِن المُؤْمِنِ الذِّي لا يُخالط النَّاسَ ولا يصبر على أذاهم
" (أخرجه الترمذي وابن ماجة وأحمد والسيوطي
فإن الصبر على أذى الخلق من علامات قوة الإيمان، فقد قال تعالى: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ[الشورى:43]، وقال تعالى: وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً[المزمل:10].
وفي سنن ابن ماجه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَهُوَ يَقْدِر عَلَى أَنْ يَنْتَصِرْ دَعَاهُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى رُؤوسِ الْخَلاَئِقِ حَتّى يُخْيّرَهُ فِي حُورِ الْعِينِ أَيَتُهنَّ شَاءَ. وحسنه الألباني.
فكل ما يصاب به العبد من هم وضيق وابتلاء،إذا احتسب لوجه الله كتب له الأجر والثواب وكانت تطهيرا له من الذنوب وكفرت سيئاته فلا نجزع ولا نسخط لان هذا الابتلاء من الله.
فبقدر ما يشتد عليك البلاء، يزداد قربك من زمرة الصالحين من عباد الله
قال سعيد بن جبير : الصبر اعتراف العبد لله بما أصابه منه واحتسابه عند الله ورجاء ثوابه . وقد يجزع الإنسان وهو متجلد لا يرى منه إلا الصبر .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الصبر على المصائب واجب باتفاق أئمة الدين . وإنما اختلفوا في وجوب الرضا .
اذا شئت ان تحيا سليما من الاذى******وحظك مـوفور وعـرضك صين
لسـانك لا تذكـر بـه عـورة امـرئ******فكـلك عـورات وللـناس ألسـن
وعـينـك ان أبـدت اليـك مـعـائـبـا******لقوم فقل :يا عين للناس اعين
الإنسان بمفرده لا يستطيع أن يلبي كل مطالبه, ويوفر سائر احتياجاته, وأبسط مثال على ذلك:
رغيف الخبز فإنه مع صغر حجمه لا يصل إلى الإنسان إلا بعد عمل عشرات,
بل مئات من البشر, تعاونت على تجهيزه, وإعداده,
وتقديمه,فلا غنى للشخص من مخالطة الناس
والصبر على أذاهم لان ذلك من علامات قوة الإيمان
قال تعالى:
وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً
والحبيب صلى الله عليه وسلم قال:
: مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَهُوَ يَقْدِر عَلَى أَنْ يَنْتَصِرْ دَعَاهُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى رُؤوسِ الْخَلاَئِقِ حَتّى يُخْيّرَهُ فِي حُورِ الْعِينِ أَيَتُهنَّ شَاءَ.
__________________
اجعل شعارك دائما في مواجهة أذى الناس((والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس)) اكظم غيظك في صدرك ولا تظهر أثاره من سب وشتم وأذى وعداوة بل أظهر العفو والمغفرة أعلن السماح والصفح عمن أذاك وتصدق بعرضك على فقراء الأخلاق واجعلهم في حل إن أذوك فعند الله العوض وأعقل الناس أعذرهم للناس فهو يحمل تصرفاتهم وأقوالهم على أحسن المحامل فهو الذي أراح واستراح.
__________________
ضرب أنبياء الله -صلوات الله عليهم- أروع الأمثلة في الصبر وتحمل الأذى من أجل الدعوة إلى الله، وقد تحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاق في سبيل نشر الإسلام، وكان أهل قريش يرفضون دعوته للإسلام ويسبونه، ولا يستجيبون له، وكان جيرانه من المشركين يؤذونه ويلقون الأذى أمام بيته، فلا يقابل ذلك إلا بالصبر الجميل. يقول عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن صبر الرسول صلى الله عليه وسلم وتحمله للأذى: (كأني أنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي (يُشْبِه) نبيًّا من الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم- ضربه قومه فأدموه (أصابوه وجرحوه)، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) [متفق عليه].
وقد وصف الله -تعالى- كثيرًا من أنبيائه بالصبر، فقال تعالى: {وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين . وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين}
كيف تصبر على أذى الناس ؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله_ في الوصية الصغرى
1 / أن يعلم أنه إذا اشتغلتْ نفسه بالانتقام وطلب المقابلة؛ ضاع عليه زمانه، وتفرَّق عليه قلبُه، وفاته من مصالحه ما لا يمكن استدراكه، ولعلَّ هذا أعظم عليه من المصيبة التي نالته من جهتهم،فإذا عفا وصفح؛ فرغَ قلبُه وجسمهُ لمصالحه التي هي أهمُّ عنده من الانتقام.
ينبغي للمسلم التحلي بصفة الحلم والصبر على أذى الناس والتأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم فقد نال ولقي من الاذي الشيئ الكثير وماانتقم لنفسه في شي بل كان حليما صبورا على الاذى وما غضب على شيئ الا بشيئ لله
فقد قال صلى الله عليه وسلم: ليس الشديد بالصرعة انما الشديد من يملك نفسه عند الغضب "
فليكن الحلم والصبر على اذى الناس شعارنا ولنعفو ونصفح عمن اساء الينا بكلمة او قول ولنقابل السيئة بالحسن ونكن كمن قال الله عنهم : " وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما"
ولنتذكر أثناء تعاملنا مع الناس قول الله تعالى " وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ "
لذا كــــن صبــــــورا
واحتسب الأجـــــــر
علمتني الحياة أن الصبر مفتاح الفرح والفرج، وأن الإيمان أمان، نبتة صدق مع النفس وبذرة يشتد عودها بالرعاية لتحصد بها بر الأمان...
...علمتني الحياه أن الصبر جميل وان أبوابه من حديد ومفاتيحه من ذهب ..