العودة   .:: شبكة نعناع ::. > ۩۩ :: نـعـناع العــامـه :: ۩۩ > :: هدي خير العباد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ::

:: هدي خير العباد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم :: تعرف على هديه واقتفي اثره صلى الله عليه وسلم

الإهداءات
عآطِل عَن الأمل من نعناع : نعناع


أحداث في المسجد النبوي في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابه

:: هدي خير العباد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ::


 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-19-2005, 04:20 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

✿ مديرة الموقع ✿

إحصائية العضو







*دنيا المحبة* is just really nice*دنيا المحبة* is just really nice*دنيا المحبة* is just really nice*دنيا المحبة* is just really nice*دنيا المحبة* is just really nice

 

*دنيا المحبة* غير متصل

 


المنتدى : :: هدي خير العباد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ::
Post أحداث في المسجد النبوي في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابه

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبينا محمد
وعلى اله وصحبه اجمعين
اقدم بين ايديكم اهم الاحداث
في المسجد النبوي في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابه
مع العلم اني نقلت لكم الاحداث
من مصدرهاوليس من منتديات
واسال الله ان ينفع به الجميع



توبة أبي لبابة

أبو لبابة هو: رفاعة بن المنذر بن زبير بن زيد الأوسي الأنصاري، شهد بيعة العقبة نقيباً، واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى غزواته على المدينة، وشهد معه صلى الله عليه وسلم غزوة أحد وما بعدها من المشاهد، توفي في خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

وقد اختلف الرواة في الذنب الذي أذنبه أبو لبابة حتى استدعى منه ربط نفسه في إحدى أسطوانات المسجد النبوي الشريف :

فذكر ابن عبدالبر في كتاب "الاستيعاب" أن أبا لبابة كان ممن تخلّف عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فلما أحسّ بالذنب الكبير الذي فعله ربط نفسه بأسطوانة المسجد بسلسلة ثقيلة،وقال : والله لاأحُلُّ نفسي منها، ولا أذوق طعاماً ولاشراباً حتى يتوب الله عليّ أو أموت.

وكانت ابنته _ وفي رواية امرأته _ تَحُلُّه إذا أراد الصلاة أو قضاء الحاجة، فإذا فرغ أعادته إلى الرباط.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى حاله :«لو جاءني لاستغفرت له» ومكث على هذه الحالة سبعة أيام _وفي رواية أكثر من ذلك_ لايذوق طعاماً ولاشراباً حتى خرّ مغشياً عليه، ثم تاب الله عليه.

فقيل له : قد تاب الله عليك ياأبا لبابة. فقال : والله لاأَحُلُّ نفسي حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يَحُلُّني، فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحله بيده.

وفي أبي لبابة ومن تخلف معه عن غزوة تبوك نزلت الآية الكريمة : { وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً، وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم، إن الله غفور رحيم } [التوبة : 102 ].

وذكر ابن عبدالبر أيضاً : أنه قيل في الذنب الذي أتاه أبو لبابة واستوجب ربط نفسه بالأسطوانة، هو إشارته إلى حلفائه من يهود بني قريظة : أن الذبح لكم إن نزلتم على حكم سعد بن معاذ_ وأشار إلى حلقه_ وذلك عندما بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم ليستشيروه في أمرهم بعد خيانتهم ونقضهم العهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غزوة الأحزاب في السنة الخامسة الهجرية.

فنـزل فيه قوله تعالى :{ ياأيها الذين آمنوا لاتخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم } [الأنفال : 27 ]. لكن الإمام ابن عبدالبر حسَّن الرواية الأولى، والله أعلم.

والأسطوانة التي ربط فيها أبو لبابة نفسه في المسجد تسمى: أسطوانة التوبة_ أو: أسطوانة أبي لبابة، وموقعها في الروضة الشريفة، وهي الرابعة شرق المنبر، والثانية غرب القبر الشريف.

وفي قصة أبي لبابة دليل على أن المسجد النبوي الشريف _ وكل المساجد من بعده_ تدعو إلى صقل النفوس وتربيتها وتهذيبها، فهو لم يجد مكاناً لإعلان توبته أولى من بيت الله، فهذا مكان الاستغفار والإنابة إلى الله تعالى.

----------------------

للتوسع:

الاستيعاب في معرفة الأصحاب ـ ابن عبدالبر، المطبوع بحاشية الإصابة 4/168.

الوافي بالوفيات ـ الصفدي 14/133-135


===============

استقبال الوفود

في السنة الثامنة للهجرة فتحت مكة، وحقق الله النصر الكبير للمسلمين، وعرفت القبائل العربية التي كانت تدين لقريش بالزعامة الروحية، أنه بعد الفتح ونهاية قريش، لاطاقة لهم برسول الله صلى الله عليه وسلم و المسلمين.

فأخذت وفودهم _ وخاصة بعد عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من غزة تبوك، في السنة التاسعة _ تصل إلى المدينة تباعاً، وقد سُمّي هذا العام: عام الوفود؛ لكثرة ما أمّ المدينة منهم.

وكان من هذه الوفود: وفد بني تميم، وفد عبد القيس، وفد بني حنيفة، وفد نجران، وفد بني عامر، وفد طيء، وفد حمير، وفد الأشاعرة واليمن، وفد كندة، وعشرات الوفود الأخرى، وكان بعضهم يتكون من بضعة أشخاص، وبعضهم يبلغ المئات.

وكان لوفودهم على النبي صلى الله عليه وسلم أسباب متنوعة: فبعضهم جاء ليعلن إسلامه و يتفقه في الدين، ويسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمور دينه ودنياه. وبعضهم _ مثل وفد نصارى نجران_ جاؤوا للمباهلة والمجادلة، ولما استعدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمباهلتهم خافوا أن تصيبهم لعنة الله، فطلبوا المصالحة على أن يدفعوا الجزية للمسلمين.

وبعض هذه الوفود جاء للمفاخرة، مثل وفد تميم، وفاخرهم المسلمون وتغلبوا عليهم، وبعضهم جاء لطلب العون والمساعدة، وبعضهم جاء للسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم والتشرف بلقائه والتعرف على إخوانهم المسلمين، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقبلهم ويحسن وفادتهم ويصلهم بما هو أهله، ثم يُؤمرِّ عليهم واحداً منهم، ويعيدهم إلى بلادهم.

وكان المسجد النبوي الشريف مسرحاً لهذه الأحداث، حيث شهدت أرضه وأروقته وساحته، استقبال عشرات الوفود وهي تعلن إسلامها، وتقضي حوائجها، وبذلك كان المسجد معقل هداية وإرشاد، ومركز تعليم وتوجيه،ومنبر علم وثقافة وأدب ومعرفة.

------------------------------للتوسع:

وفود الإسلام ـ أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري.

التاريخ الشامل للمدينة المنورة ـ د. عبدالباسط بدر.


==============

حنين الجذع

الجذع_ بكسر الجيم _ هو ساق النخلة.

والجذع الذي نقصده هنا: هو الذي كان يستند إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أثناء الخطبة في مسجده الشريف.

وكان موقعه على يمين مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قريباً منه، لاصقاً بجدار المسجد القبلي على عهد الرسول الله صلى الله عليه وسلم، أمام الأسطوانة المخلقة.

وسبب وضع هذا الجذع في المسجد، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب قام فأطال القيام، فكان يشقّ عليه قيامه، فأُتي بجذع نخلة، فحفر له وأقيم إلى جانب المكان الذي يخطب فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، فكان إذا خطب وطال القيام عليه، استند إلى الجذع واتكأ عليه.

ولما كثر الناس قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: لو اتخذت منبراً، فأمر صلى لله عليه وسلم بصنع المنبر للخطبة يرقى عليه ويجلس عليه متى شاء.

وموضوع المنبر له مكان آخر من هذا البحث والذي سنذكره هنا هو قصة حنين الجذع إليه صلى الله عليه وسلم ::

قصد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر_ بعد أن نُصب له_ ماراً بجانب الجذع، فلما جاوزه خار الجذع حتى تصدَّع وانشق.وفي رواية: جزع الجذع فحنَّ كما تحنّ الناقة. وفي رواية أخرى: فلما جاوز الجذع يريد المنبر، حنَّ الجذع ثلاث مرات كأنه خٌوار بقرة، حتى ارتاع الناس، وقام بعضهم على رجليه.

فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه حتى مسَّه بيده فسكن، فما سُمع له صوت بعد ذلك، ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المنبر فقام عليه.

ولم يزل الجذع كذلك في زمان النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر، فلما هدم عثمان المسجد لإعادة إعماره، اُختلف في الجذع، فمنهم من قال: أخذه أُبي بن كعب فكان عنده حتى أكلته الأرضة. ومنهم من قال: دُفن في موضعه وفي رواية من حديث بريدة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للجذع: « اختر أن أغرسك في المكان الذي تكون فيه، فتكون كما كنت» _ يعني مثلما كان جذعاً في السابق _ وإن شئت أغرسك في الجنة، فتشرب من أنهارها فيحسن نبتك، وتثمر، فيأكل منك أولياء الله، ثم قال النبي صلى الله عليه سلم: «اختار أن أغرسه في الجنة ».

وكيفما كان فحديث الجذع مشهور ومنتشر، والخبر فيه متواتر، أخرجه أهل الصحيح، ورواه من الصحابة بضعة عشر رجلاً، وحنينه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم معجزة من معجزاته الكثيرة.

قال البيهقي: قصة حنين الجذع، من الأمور الظاهرة التي حملها الخلف عن السلف، وفيها دليل على أن الجمادات قد يخلق الله لها إدراكاً كأشرف الحيوان.

قال الإمام الشافعي رحمه الله: ماأعطى الله نبياً ماأعطى محمداً، فقيل له: أعطى عيسى إحياء الموتى، فقال: أعطى محمداً حنين الجذع حتى سُمِعَ صوتُه، فهذا أكبر من ذلك.

-------------------------

للتوسع:

فتح الباري شرح صحيح البخاري ـ ابن حجر العسقلاني 6/602.

وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى ـ السمهودي 2/388.


================

توحيد صلاة التراويح في عهد عمر

صلاة التراويح: هي صلاة قيام الليل في رمضان.

وهي وإن اختصت بشهر رمضان، فإنها داخلة في عموم قيام الليل، وقد جاءت نصوص تدخلها في عموم قيام الليل، ونصوص أخرى تخصها بقيام رمضان.

والتراويح: جمع ترويحة، وهي المرة الواحدة من الراحة، وسميت بهذا الاسم لأن المصلين كانوا يستريحون بين كل تسليمتين أو بعد كل أربع ركعات، وجمهور الأمة على أن عدد ركعاتها عشرون عدا الوتر، وعلى هذا استقر العمل في الحرمين الشريفين ومعظم بلاد الإسلام.

وصلاة التراويح سنة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن الله فرض عليكم صيام رمضان، وسننت لكم قيامه ».

وأداؤها جماعة سنة أيضاً، لما ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَّ المسلمين في أوائل رمضان، وفي العشر الأواخر منه، عدة مرات.

أما في توحيد صلاة التراويح، وجمع الناس فيها على إمام واحد: فعن عروة بن الزبير رحمه الله أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أخبرته، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج مرة في جوف الليل فصلى في المسجد فصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس يتحدثون بذلك، فاجتمع أكثر منهم، فخرج في الليلة الثانية، فصلى فصلوا بصلاته، وأصبح الناس يتحدثون بذلك، وكثر أهل المسجد في الليلة الثالثة حتى ضاق بهم المسجد، فلما كانت الليلة الرابعة لم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خرج لصلاة الفجر، فلما قضى الصلاة أقبل على الناس بوجهه ثم تشهد وقال:« أما بعد فإنه لم يَخـْفَ عليّ شأنكم الليلة، لكني خشيت أن تفرض عليكم، فتعجزوا عنها» فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغبهم في قيام رمضان من غير أن يوجبه عليهم ويقول: « من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ماتقدم من ذنبه ». وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على هذا.

ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر الصديق، وصدراً من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.

ثم إن عمر رضي الله عنه خرج ليلة من رمضان فطاف في المسجد، وأهل المسجد جماعات ومتفرقون، يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر: والله إني لأظن لو جمعنا هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم على أن يجمعهم على قارئ واحد،فأمر أبيّ بن كعب رضي الله عنه أن يقوم بهم في رمضان، فخرج والناس يصلون بصلاة قارئهم فأعجبه مارأى وقال: نعمت البدعة هذه.

ثم جعل عمر رضي الله عنه بعد ذلك لصلاة التراويح إمامين، يقومان في الليلة الواحدة بالتناوب، يبتدئ الثاني حيث ينتهي الأول، وذلك رفقاً بالإمام، وترويحاً للمأمومين، وتنشيطاً لهم.

وبعد ذلك كان عمر إذا دخل شهر رمضان، صلى المغرب، ثم تشهّد بخطبة خفيفة، ثم قال: فإن هذا الشهر، شهر كتب الله عليكم صيامه، ولم يكتب عليكم قيامه، من استطاع منكم أن يقوم فإنه من نوافل الخير.

وهكذا، فإن توحيد صلاة التروايح بإمام واحد هي من سنن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه التي انطلقت من هذا المسجد الشريف، وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على التمسك بسنة الخلفاء الراشدين والتزامها، فقال: « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ».

وقال صلى الله عليه وسلم:« اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ». فرضي الله عن أبي بكر وعمر ورضي الله عن سائر صحابة نبينا الكرام.

--------------------------------

للتوسع:

مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ ابن الجوزي ص 62.

النهاية في غريب الحديث والأثر ـ ابن الأثير 2/274.

التراويح أكثر من ألف عام في مسجد النبي عليه السلام ـ عطية محمد سالم ص 28.


=============

من وراء الحجرات

الحجرات: جمع حجرة، وهي البيوت التي كان يسكنها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أزواجه رضي الله عنهن.وتقع معظمها في الجهة الشرقية من المسجد، وكانت أبوابها مفتوحة لمن أراد الدخول على النبي صلى الله عليه وسلم للسؤال عما يهمه من أمور دينه ودنياه، والرسول صلى الله عليه وسلم يستقبل من يأتيه بكل حفاوة وتكريم.

وكان معظم المسلمين يعرفون مالهذه البيوت من حرمة زائدة، فكانوا يتأدبون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، ويخاطبونهم بكل أدب واحترام، وكان هناك بعض الأعراب يظهر منهم بعض الجفاء وعدم الالتزام بكامل الأدب مع جناب المصطفى صلى الله عليه وسلم.

فمن ذلك مارواه زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: اجتمع ناس من العرب فقالوا: انطلقوا بنا إلى هذا الرجل _ يعنون محمداً صلى الله عليه وسلم _ فإن يك نبياً فنحن أسعد الناس به، وإن يك ملكاً نعش بجناحه، قال زيد: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرته بماقالوا، ثم مالبثوا أن جاءوا من وراء حجراته وأخذوا ينادون: يامحمد، فأنزل الله سبحانه وتعالى قوله: { إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لايعقلون، ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيراً لهم، والله غفور رحيم } الحجرات: 4-5.

قال زيد: فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم، أذني فمدّها، فجعل يقول:« قد صدّق الله قولك يازيد، قد صدّق الله قولك يازيد » أخرجه ابن جرير.

وقد ذكر أيضاً أن هذه الآية نزلت في وفد بني تميم _ وفيهم الأقرع بن حابس _عندما جاؤوا يفاخرون النبي والمسلمين بخطيبهم وشاعرهم في القصة المعروفة، وأخذوا ينادون رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات: يامحمد، يامحمد.. اخرج إلينا لنفاخرك.. فنـزلت الآية. والله أعلم.

وفي هذه القصة دروس عظيمة في وجوب الالتزام بالأدب، والحذر من رفع الصوت ومخالفة الأدب في المسجد النبوي الشريف وعند بيته صلى الله عليه وسلم سواء في حياته أو بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى، فحرمته صلى الله عليه وسلم بعد موته كحرمته في حياته.

--------------------------------

للتوسع:

تفسير القرآن العظيم ـ ابن كثير 4/209.

في ظلال القرآن ـ سيد قطب 6/3340.

الحجرات الشريفة سيرة وتاريخاً ـ صفوان داودي ص 59.


==============

خيمة رفيدة

رفيدة الأسلمية الأنصارية، هي إحدى الصحابيات اللاتي اشتركن في غزوة الخندق، في السنة الخامسة الهجرية، وكان دور النساء في المعارك هو القيام بأعمال مساندة خلف الرجال، مثل : تجهيز الطعام، والإعداد للمعركة، والتمريض،ونحوه.

وقد اتخذت السيدة رفيدة خيمة لها في المسجد النبوي الشريف، تداوي بها الجرحى، وتشرف على أحوالهم، فكانت من أوائل الممرضات في الإسلام.

ولما جرح الصحابي سعد بن معاذ رضي الله عنه في المعركة، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحويله إلى خيمة رفيدة في المسجد، فكان لها شرف معالجته ومداواته، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر على سعد في المساء فيقول له :«كيف أمسيت» ويمر عليه في الصباح فيقول:« كيف أصبحت»، فيخبره عن حاله. وظل هكذا حتى انتقل سعد إلى جوار ربه.

وبذلك برهنت رفيدة على عظم دور المرأة وأهميته في المعركة، وأن «النساء شقائق الرجال»، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

-----------------------------

للتوسع :

الإصابة في تمييز الصحابة ـ ابن حجر العسقلاني 4/302.

غزوة الخندق ـ د. شوقي أبو خليل ص 156.


===========

استجارة أبي العاص بن الربيع بزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

هو: أبو العاص بن الربيع بن عبدالعزى بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي، العبشمي.

وأمه: هالة بنت خويلد، أخت أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.

كان أبو العاص من رجال مكة المعدودين: مالاً، وأمانة، وتجارة.

وهو صهر رسول الله صلى الله عليه سلم، زوج ابنته زينب رضي الله عنها.

وأصل الاستجارة أن أبا الربيع عندما أسره المسلمون في معركة بدر، ثم أطلقوا سراحه، وعد الرسولَ صلى الله عليه وسلم أن يبعث إليه زوجته زينب إلى المدينة، وفعل ذلك، وهاجرت السيدة زينب إلى المدينة، وبقي هو في مكة.

وحدث أنه في أواخر السنة السادسة للهجرة، خرج إلى الشام في تجارة له ولقريش، وأثناء عودته مرّ قريباً من المدينة ومعه نحو مئة بعير، ومئة وسبعون رجلاً، فبرزت له سرية من سرايا الرسول صلى الله عليه وسلم، فأخذت العير وأسرت الرجال، لكن أبا العاص أفلت منهم، ودخل المدينة في جنح الظلام قاصداً بيت السيدة زينب رضي الله عنها طالباً منها الأمان، فاستجار بها، فقبلت إجارته.

ولما خرج الرسول صلى الله عليه وسلم لصلاة الفجر، وكبر للإحرام وكبّر الناس بتكبيره، صرخت زينب من صفّ النساء، وقالت:" أيها الناس، أنا زينب بنت محمد، قد أجرت أبا العاص، فأجيروه " فلما سلَّم النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة، التفت إلى الناس وقال: « هل سمعتم ما سمعت ؟! » قالوا: نعم يارسول الله.

قال:« والذي نفسي بيده، ماعلمت بشيء من ذلك حتى سمعت ماسمعتموه، وإنه يجير على المسلمين أدناهم )، ثم انصرف إلى بيته وقال لابنته: «أكرمي مثوى أبي العاص، ولايصلن إليك، واعلمي أنك لاتحلين له ».

ثم دعا رجال السرية التي أخذت العير وأسرت الرجال وقال لهم: « إن هذا الرجل منا حيث علمتم،وقد أخذتم ماله، فإن تحسنوا وتردوا عليه الذي له، كان مانحب، وإن أبيتم فهو فيء الله الذي أفاء عليكم، وأنتم أحق به »، فكان جوابهم: بل نرد عليه ماله يارسول الله.

فلما جاء أبو العاص لأخذ ماله قالوا له: ياأبا العاص،إنك في شرف من قريش، وأنت ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهره، فهل لك أن تُسلم ونحن ننـزل لك عن هذا المال كله، فتنعم بما معك من أموال أهل مكة وتبقى معنا في المدينة ؟ فقال: بئس مادعوتموني أن أبدأ ديني الجديد بغَدْرة.

ثم إنه أوصل عير مكة إلى أصحابها، وأعلن إسلامه أمام قريش، وقدم مهاجراً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، فردّ عليه زوجته، وكان يقول عنه: حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي.

وفي هذه القصة يتجلى بوضوح الصدق في الحديث، والوفاء بالوعد، وحفظ العهد، ودور المسجد النبوي الشريف _ وقد شهدت أرضه هذه الحادثة _ لايخفى.

-------------------------------

للتوسع:

سير أعلام النبلاء ـ الذهبي 1/239.

الإصابة في تمييز الصحابة ـ ابن حجر 4/121.


===============

خزينة بلال

صاحب الخزينة هو بلال بن رباح الحبشي، مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخازنه على بيت المال.

كانت الحياة الاقتصادية في الدولة الإسلامية على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تعتمد على مجموعة من المصادر المختلفة وهي:

الزكاة، الغنائم، الخراج، عشور التجارة، الجزية.

وكانت الأموال التي تنتج عن هذه المصادر تودع في بيت مال المسلمين، وهو مايعرف اليوم بخزينة الدولة، وكان المسؤول عن هذه الخزينة بلال بن رباح رضي الله عنه مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم. ويتم من هذه الخزينة تأمين مايلزم من النفقات على المسلمين وعلى وجوه البر والخير وعلى تسليح الجيوش وغير ذلك من الأمور.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ورد إليه شيء من هذه الأموال أو حدث أمر يستوجب الإنفاق، كان يأمر بلالاً بتوزيعها في وجوهها ومظانها قائلاً له : « أنفق بلال، ولاتخش من ذي العرش إقلالاً ».

وفي هذا دلالة على دور المسجد النبوي الشريف في جمع أموال المسلمين وحفظها وتوزيعها على مستحقيها.

---------------------------

للتوسع :

الاستيعاب ـ ابن عبدالبر 1/178.

المدينة المنورة عاصمة الإسلام الأولى ـ د. محمد السيد الوكيل ص 148.


============

أسير المسجد


أسير المسجد هنا هو ثمامة بن أثال الحنفي، الذي اختلفت الروايات في الفترة التي تم فيها أسره وهل هي قبل فتح مكة أم بعده ؟ والظاهر من سياق القصة أنها قبيل الفتح.

ومفاد هذه القصة كما رواها البخاري في صحيحه في باب « وفد بني حنيفة وقصة ثمامة بن أثال »بالسند إلى أبي هريرة قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلاً قِبلَ نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له: ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ماعندك ياثمامة ؟» قال: عندي خير يامحمد، إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل منه ماشئت. فتركه حتى كان الغد ثم قال له:«ماعندك ياثمامة ؟ »فقال: عندي ماقلت لك، وإن تنعم تنعم على شاكر. فتركه حتى بعد الغد فقال:«ماعندك ياثمامة ؟» فقال: عندي ماقلت لك. فقال: « أطلقوا ثمامة ».

فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل، ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله، يامحمد والله ماكان على وجه الأرض وجه أبغض إليّ من وجهك، فقد أصبح وجهك أحبّ الوجوه إليّ، والله ماكان دين أبغض من دينك، فأصبح دينك أحب الدين إليّ، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى ؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر.

فلما قدم مكة قال له قائل: أصبوت ؟ قال: لا، ولكن أسلمت مع محمد صلى الله عليه وسلم، ولاوالله لاتأتينكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم.

من هذه القصة التي حدثت فوق أرض المسجد النبوي الشريف وبين سواريه ندرك مايلي:

أن المسجد النبوي كان يستعمل لإيواء الأسرى والسجناء، إضافة إلى المهمات الأخرى التي يؤديها المسجد.

أن الإسلام يحفظ الحريات،ويتعامل مع الأسرى بالرفق واللين، وأنه لاإكراه في الدين.

أن حسن تصرف الرسول صلى الله عليه وسلم مع ثمامة، وما رآه ثمامة من العبادات التي يؤديها المسلمون في المسجد أثّرت في نفسه وقادته إلى الإسلام.

أن الدعوة الإسلامية الصحيحة انطلقت من المسجد.

-----------------------------

للتوسع:

وفود الإسلام ـ أبو تراب ابن عقيل الظاهري ص 34


==============

ياسارية الجبل

ترتبط هذه الحادثة أو القصة بشخصيتين من شخصيات المسلمين الأوائل وهما:

ـ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب العدوي القرشي، أبو حفص، ثاني الخلفاء الراشدين، وسراج أهل الجنة.

ـ سارية بن زُنَيم بن عبدالله الدؤلي، أحد فرسان الإسلام، وقائد جيوش المسلمين في فتوحات فارس سنة 23هـ.

وملخص الحادثة: كما رواها أسلم ويعقوب ونافع مولى ابن عمر:

أن سارية بن زنيم، كان يقاتل المشركين على أبواب نهاوند في بلاد الفرس، وقد كثرت عليه الأعداء، و في نفس اليوم كان عمر بن الخطاب يخطب يوم الجمعة على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، فإذا بعمر رضي الله عنه ينادي بأعلى صوته في أثناءخطبته: ياسارية الجبل، ياسارية الجبل، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم.

فالتفت الناس وقالوا لعمر بن الخطاب: ماهذا الكلام ؟! فقال: والله ماألقيت له بالاً، شيء أُتي به على لساني.

ثم قالوا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه _وكان حاضراً _: ماهذا الذي يقوله أمير المؤمنين؟ وأين سارية منّا الآن ؟!

فقال: ويحكم! دعوا عمر فإنه مادخل في أمر إلا خرج منه.

ثم مالبث أن تبين الحال فيما بعد: حيث قدم سارية على عمر رضي الله عنه في المدينة فقال: ياأمير المؤمنين كنا محاصري العدو، وكنا نقيم الأيام، لايخرج علينا منهم أحد، نحن في منخفض من الأرض وهم في حصن عال (جبل ) فسمعت صائحاً ينادي: ياسارية بن زنيم الجبل، فعلوتُ بأصحابي الجبل، فما كانت إلا ساعة حتى فتح الله علينا.

وهذه الحادثة دلالة واضحة على عناية الله تعالى بعباده المؤمنين المجاهدين، وعلى إكرامه للخليفة الراشد العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

-------------------------------

للتوسع:

مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ ابن الجوزي ص 173.

طبقات الشافعية الكبرى ـ السبكي 2/323.

الإصابة في تمييز الصحابة ـ ابن حجر 2/2.





================

قصائد حسان بن ثابت

حسان بن ثابت بن المنذر من بني مالك بن النجار الخزرجي الأنصاري، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولد عام 60 قبل الهجرة وتوفي عام 54هـ.

وهو شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، واللسان المبين للدعوة الإسلامية، الذي خلّد مواقفها في غرر شعره، وأبلى بلاءً حميداً في المنافحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهجاء أعدائه، حتى كانوا يستجيرون بالرسول عليه الصلاة والسلام من وقع هجائه ومضاء لسانه، وكان حسان أيضاً شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر أهل اليمن في الإسلام.

وقد انبرى حسان منذ هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى المدينة للدفاع عن الإسلام وهجاء أعدائه، خاصة أولئك الشعراء من قريش الذين كانوا يهجون رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فلما اشتد هجاؤهم للرسول صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« مايمنع القوم الذين نصروا رسول الله بأسيافهم أن ينصروه بألسنتهم ؟» فقال حسان: أنا لها، وأخذ بطرف لسانه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«كيف تهجوهم وأنا منهم ؟» فقال حسان: يارسول الله لأسلنك منهم كما تُسلّ الشعرة من العجين، فسُرَّ الرسول صلى الله عليه وسلم به، وأكرمه ودعا له: أن يؤيده الله بروح القدس، ووعده الجنة جزاء منافحته عنه، ونصب له منبراً في المسجد الشريف ليلقي من فوقه شعره .

وقد سجلت كتب الأدب والتاريخ الكثير من الأشعار التي ألقاها حسان في مسجد سيد الأولين والآخرين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وهي في هجاء الكفار ومعارضتهم، أو في مدح المسلمين ورثاء شهدائهم وأمواتهم.

فمن الأشعــار التي يهجو بها شعراء المشركين قوله من قصيدة ينافح بها عن النبي صــلى الله عليه وسلم ويهجو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب الذي هجا الرسول صلى الله عليه وسلم:

ألا أبلــغ أبا سفيان عني فأنت مجوف نخب هواء

بأن سيـوفنا تركتك عبداً وعبد الدار سادتها الإماء

هجوت محمداً فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء

أتهجوه ولستَ له بكفءٍ فشركما لخيركما الفداء

هجوت مباركاً برّاً حنيفاً أمين الله شـيمته الوفاء

فمن يهجورسول الله منكم ويمدحـه وينصُره سواء

فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء

لساني صارم لاعيب فيه وبحري لاتكدره الدلاء



وكانت وفود القبائل تَقْدَم على الرسول صلى الله عليه وسلم للمفاخرة فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يستعين بشاعره حسان للرد عليهم ومفاخرتهم، وكانت الروح الإيمانية والبراعة الشعرية عند حسان مدعاة لاعتناق بعض القبائل الإسلام، فقد اعتلى حسان المنبر في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم يوم انتصاره الأدبي العظيم على شعراء بني تميم في وفودهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وفدوا عليه بعد فتح مكة ليفاخروه، وفيهم ساداتهم البارزون، ونخبة من خطبائهم وشعرائهم، أمثال الأقرع بن حابس، والزَّبْرِقان بن بدر، وعُطارد بن حاجب، وقيس بن عاصم، فألقوا خطبهم وقصائدهم، فانتدب النبي صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت للرد على شاعرهم الزِّبْرقان بن بدر، فنقض قصيدته بالقصيدة العينية التي يقول فيها:

إنّ الذوائب من فهر وإخــوتهم قــد بينوا ســنةً للناس تُتّبع

يرضى بها كل من كانت سريرته تقوى الإله وبالأمر الذي شرعوا

قومٌ إذا حاربوا ضروا عـدوّهم أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا

سجية تلك منهم غير محــدثة إن الخلائق_فاعلم_ شرُّها البدع

إن كان في الناس سبّاقون بعدهم فكل سبق لأدنى سبقهم تبــع

ولايضنون عن مولى بفضــلهم ولايصيبهم في مطـــمع طبع

لايجهلون وإن حاولت جهلـهم في فضل أحلامهم عن ذاك مُتسع

أعفّةٌ ذكرت في الوحي عفتـهم لايطمعــون ولايرديهم الطمع

كم من صديق لهم نالوا كـرامته ومن عدوٍ علـيهم جاهد جدعوا

أعطوا نبي الهدى والبر طاعتـهم فما ونى نصرهم عــنه ومانزعوا

أكرم بقوم رسول الله شيعتهـم إذا تفرقت الأهواء والشـــيّع

فلما سمع القوم ماقاله حسان، قال الأقرع بن حابس: إن هذ الرجل لمؤتى له، والله لخطيبه أخطب من خطيبنا، وشاعره أشعر من شاعرنا، وأصواتهم أعلى من أصواتنا، ثم أقبلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوه وأسلموا.

المديح عند حسان:

كان حسان ينظر في مديحه للرسول صلى الله عليه وسلم، ولأصحابه رضي الله عنهم، من الزاوية الدينية، لا من الزاوية القبلية،لذلك جاءت مدائحه صادقة، ونابعة من قلبه وعقله، وهذه أبيات يمدح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم:

أَغـــرّ عليه للنبوة خاتم مـن الله مشهود يلوح ويشهد

وضم الإله اسم النبي إلى اسمه إذا قال في الخمس المؤذن: أشهد

وشق لــه من اسمه ليجله فـذو العرش محمود وهذا محمد

نبي أتانا بعــد يأس وفترة مــن الرسل، والأوثانُ في الأرض تعبد

فأمسى سراجاً مستنيراًوهادياً يلـوح كما لاح الصقيل المهند

وأنذرنا ناراً وبشّــر جنةً وعلمـــنا الإسلام فالله نحمد

وأنت إله الخلق ربي وخالقي بذلك ماعـمّرت في الناس أشهد

ومن قوله يمدحه عليه الصلاة والسلام:

وأحسن منك لم تر قط عيني وأجمل منك لم تلد النساء

خُلِقْتَ مبرءاً من كل عيب كأنك قد خُلِقْتَ كما تشاء

الرثاء عند حسان:

وقف حسان جانباً كبيراً من شعره على الرثاء، يبكي به من سقط شهيداً من المسلمين في الميادين، ومن تخترمه المنية من رجالهم البارزين، موظفاً قصائده المعاني الدينية، والقيم الإسلامية، ويعدد فيها مناقب المرثي في نصرة الدين والذود عن الإسلام.

قال يرثي حمزة بن عبدالمطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيد الشهداء الذي استشهد في معركة أحد سنة ثلاث للهجرة.

دع عنك داراً عفا رسمـها وابك على حمزة ذي النائل

أبيض في الذروة مـن هاشم لم يَمْرِ دون الحق بالباطـل

أظلمتِ الأرضُ لفقــدانه واسودّ نور القمر الناصـل

صلى عليك الله في جــنة عالية مكـــرمة الداخل

وقال أيضاً يرثي أصحاب بئر معونة في السنة الرابعة للهجرة، الذين غدر بهم عامر بن الطفيل، وجماعة من بني سليم، وقتلوهم جميعاً، وكانوا زهاء سبعين رجلاً من خيار الصحابة قال:

على قتلى معــونة فاستهلي بدمـع العين سحاً غير نزر

على خيل الرسول غداة لاقوا مناياهــم ولاقتهم بقدر

أصـــابهم الفناء بحبل قوم تخـوّن عقد حبلهم بغدر

كما قال يرثي زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبدالله بن رواحة رضي الله عنهم الذين سقطوا شهداء في معركة مؤتة من أرض البلقاء في الشام، في السنة التاسعة للهجرة:

تأوبني ليل بيثرب أعـــسرٌ وهَـمٌّ إذا مانوّم الناس مسهر

لذكرى حبيب هيجت ثم عبرة سفوحاً وأسباب البكاء التذكر

بلى إنّ فقدان الحــبيب بليةُ وكـم من كريم يبتلى ثم يصبر

فلا يبعــدن الله قتلى تتابعوا بمـؤتة منهم ذو الجناحين جعفر

وزيدٌ وعبــدالله حين تتابعوا جميعاً وأسبـــاب المنية تخطر

غـداة غدوا بالمؤمنين يقودهم إلى المـوت ميمون النقيبة أزهر

وتجلى رثاء حسان عندما انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى في السنة الحادية عشرة للهجرة فقال يرثيه:

بطيبة رســم للرسول ومعهد منيرٌ وقد تعفو الرسوم وتهمـد

ولاتنمحي الآيات من دار حرمة بها منبر الهادي الذي كان يصعد

بها حجرات كـان ينزل وسطها مـن الله نور يستـضاء ويوقد

معالم لم تطمس على العهد آيها أتاهـا البلى فالآي منها تجدد

عرفت بها رسم الرسول وعهده وقبراً به واراه في الترب ملحد

ظللت بها أبكي الرسول فأسعدت عيـون ومثلاها من الجفن تسعد

فبوركت ياقبر الرسول وبوركت بلاد ثوى فيها الرشيد المسـدد

وبورك لحدٌ مـنك ضمن طيبـاً عليه بناء من صفيح منضــد

لقد غيبوا حلماً وعلماً ورحمـة عشـية علوه الثرى لايوسـد

وراحوا بحزن ليس فيهم نبيـهم وقد وهنت منهم ظهور وأعضد

يبكون من تبكي السموات يومه ومن قد بكته الأرض فالناس أكمد

ومافقد الماضون مثل محــمد ولامثله حـتى القيامة يفقـد

ورثاه أيضاً بقصائد متعددة كلها تترجم حزنه الشديد وأسفه البالغ.

وظل حسان بن ثابت رضي الله عنه ينشد الشعر في المسجد النبوي بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم في خلافة أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهم، روى أبو هريرة رضي الله عنه: أن عمر بن الخطاب مرّ بحسان وهو ينشد الشعر فلحظ إليه _ أي نظر إليه شزراً_ فأجابه حسان: كنت أنشد الشعر وفيه من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة فقال: أنشدك الله: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « أجب عني، اللهم أيده بروح القدس» قال: اللهم نعم .

---------------------------------

للتوسع:

حسان بن ثابت، حياته وشعره:ـ د. إحسان النص طبعة 1965.

ديوان حسان بن ثابت دار الكتب العلمية بيروت 1406هـ

الرسول والشعر ـ د. نايف الدعيس، طبعة 1412-1992م


هذاواسال الله ان ينفع به الجميع
والحمد لله في الاول والاخر
والصلاة والسلام على نبينا محمد
وعلى اله وصحبه اجمعين







رد مع اقتباس
 
مواقع النشر (المفضلة)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(إظهار الاعضاء الذين قاموا بقراءة الموضوع : 0 (تعيين)
لم يقم احد بقراءة الموضوع بعد.
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
{ معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم } *دنيا المحبة* :: هدي خير العباد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم :: 21 06-09-2016 07:23 PM
الأحآديث النبويه القدسيه كامله مرتبه من الألف الى الياء دلوعة العراق :: المنتدى الاسلامي :: 5 04-15-2013 02:40 AM
دليل الحاج والمعتمر والزائر lonely :: منتدى الحج والعمره :: 9 10-29-2011 01:37 AM
بكى الرسول شوقا لنا ونحن لا نبكى شوقا له روح أبــــــــــــوهـاّ :: هدي خير العباد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم :: 9 11-11-2010 05:13 PM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir