[align=center]
تحول المنتخب العراقي بطل آسيا إلى لغز كبير يبحث عن حل حقيقي، بعد الأداء المتواضع والحالة السيئة التي ظهر عليها لاعبو العراق حتى الآن في بطولة كأس الخليج التاسعة عشرة وخروجهم من المنافسات مبكراً من الدور الأول.
وقد أصاب الأداء المتواضع والحالة السيئة للاعبي المنتخب العراقي جميع المتابعين للبطولة سواءً كانوا مدربين أو جماهير أو إعلاميين بالصدمة الكبيرة ليس فقط بسبب أن المنتخب العراقي هو الحاصل على لقب كأس الأمم الآسيوية الأخيرة، أو لأنه حصل على اللقب بعد نتائج أكثر من رائعة أبرزها، الفوز على أستراليا (3-1)، وتخطي عقبة كوريا الجنوبية في نصف النهائي، والفوز على السعودية في المباراة النهائية، ولكن لأن لاعبي العراق الذين بدوا في أسوأ حالة في مسقط، هم أنفسهم المتألقين بشدة مع أنديتهم في بطولات الدوري المختلفة.
فالباحث عن مستويات اللاعبين العراقيين المحترفين في قطر على سبيل المثال، يجد أن نشأت أكرم صانع ألعاب الغرافة هو أحد أبرز وأمهر لاعبي الوسط في الدوري القطري، كذلك يونس محمود مهاجم العربي الذي يعد أهم المهاجمين في البطولة القطرية، إضافة إلى سلام شاكر مدافع الخور وأحد أفضل المدافعين في الموسم الحالي.
أما إذا ذهبنا إلى الدوري المصري فسنجد ويا للعجب أن مصطفي كريم مهاجم المنتخب العراقي وفريق الإسماعيلي هو هداف الدوري المصري برصيد ثمانية أهداف، كما أن الإسماعيلي على الأخص كان يسعى بشدة للتعاقد مع نور صبري حارس مرمى العراق إلا أن الصفقة فشلت في لحظاتها الأخيرة.
كذلك فإن صالح سدير لاعب فريق العهد هو هداف الدوري اللبناني برصيد 13 هدف، أما هوار ملا محمد فقد تألق بشدة مع فريقه أنورثوسيس القبرصي، أثناء مشاركة الفريق في دور المجموعات ضمن بطولة دوري أبطال أوروبا الحالية، أي أن اللاعب في أوج عطاءه الفني، ليس هو فقط بل معظم لاعبي المنتخب العراقي، إذن ماذا حدث لأسود الرافدين؟! وما هذا التدهور الشديد في مستوى لاعبين كانوا من سنة فقط هم مصدر البسمة للشعب العراقي، فأصبحوا الآن سبباً للحزن، ومصدر شقاء لجماهير كرة القدم العراقية.
هذا ما حاول الإجابة عليه عدد من أبرز وأشهر المدربين واللاعبين السابقين العراقيين في السطور التالية.
حمد: "المنتخب ضحية الإدارة"
وبالـتأكيد كان عدنان حمد المدرب العراقي الأبرز حالياً هو أول من له حق التعليق على مستوى المنتخب العراقي في البطولة، وأدائه الباهت، على اعتبار أنه كان مدرب المنتخب منذ شهور قليلة وخاض معه تصفيات كأس العالم الحالية، كما أنه حقق نجاحات رائعة مع الكرة العراقية في السابق أبرزها الحصول على المركز الرابع في دورة الألعاب الأولمبية (أثينا 2004).
وقال حمد معلقاً على نتائج المنتخب العراقي الحالية : "إن شكل وأداء المنتخب العراقي في البطولة مؤلم للغاية لجميع الجماهير العراقية، فالصورة السيئة والبائسة التي ظهر اللاعبون عليها قد تكون نتاجاً للصراعات القائمة مابين اللجنة الأولمبية العراقية ووزارة الشباب والرياضة، وهو صراع طويل استمر لأكثر من سنة وأدى لانخفاض مستوى معظم اللاعبين وإصابتهم بعدم التركيز واللامبالاة أثناء المباريات،وهو ما انعكس على الجماهير وأصابها بالحزن واليأس".
وفجر حمد مفاجأة كبيرة عندما أوضح أن عودة فييرا جاءت جزءاً من هذه الصراعات الإدارية، وأن حضوره للتدريب لم يكن بموافقة الاتحاد العراقي، وأن المدرب البرازيلي فُرض على مجلس إدارة الاتحاد وهذا تحديداً سبب خللاً نفسياً للاعبين وأثر كثيراً على إعدادهم.
وعن قلة الروح القتالية للاعبي العراق في المباراتين السابقتين، قال المدرب العراقي ومحلل قناة الجزيرة الرياضية، إن هذا هو أمر طبيعي نظراً للحالة المعنوية السيئة التي يمر بها اللاعبون في الفترة الحالية.
راضي ينتقد اللاعبين
أما أحمد راضي النجم السابق وعضو البرلمان العراقي الحالي، وهداف كأس الخليج التاسعة، فقد انتقد بشدة لاعبي المنتخب العراقي في حديثه لصحيفة الخليج الإماراتية وقال إنهم افتقدوا للروح والمحبة والتعاون، وأضاف راضي أن اللاعب العراقي يفتقر إلى ثقافة الارتقاء والإحساس بمشاعر الجماهير.
وتحدث النجم العراقي السابق عن المسؤولين عن كرة القدم العراقية فقال إن المسؤولين عن كرة القدم العراقية وأنا واحد منهم أخطأنا كثيراً في إدارة الكرة العراقية ومنا من كان يبحث عن أمجاد ومطامع شخصية وهذه هي المحصلة النهائية.
وأضاف راضي أن الفوز بكأس آسيا تحول إلى نقمة شديدة علينا بدلاً من أن تكون نعمة، وأخطر ما في المرحلة القادمة إنها قد تؤدي إلى ضياع هذا الجيل من اللاعبين، وهو ما سيعتبر كارثة بكل المقاييس على الكرة العراقية لأنه لا يوجد أي بديل لهؤلاء اللاعبين في الوقت الحالي.
وفتح أحمد راضي ملف المدرب البرازيلي فييرا، وقال إن الحديث عن فييرا يطول فهو ممتلئ بالأسرار والمفاجآت، فبعد كأس آسيا ترك فييرا المنتخب العراقي من تلقاء نفسه لأنه كان يبحث عن عرض أفضل بصفته المدرب الحاصل على اللقب الآسيوي إلا أنه فشل في ذلك فعاد من جديد وأصبح يشاهد مباريات المنتخب العراقي من المدرجات وهو مرتدياً العلم العراقي، لذلك تحول إلى مطلباً شعبياً للجماهير العراقية خاصة بعد الخروج من تصفيات كأس العالم.
وتدخلت الحكومة العراقية في هذا التوقيت وقررت التعاقد مع فييرا بعد أن أعلنت التزامها بالنواحي المالية، وقال راضي إنه شخصياً نصح بعدم التعاقد مع المدرب البرازيلي، خاصة بعد أن جلس مع لاعبي المنتخب وفوجئ بآرائهم السلبية عن فييرا، إذ أخبره الكثيرون من اللاعبين أن فييرا لا يملك شيئاً لتقديمه للاعبين وأن قوة الجهاز الفني تكمن في مساعد المدرب رحيم حميد.
لجنة للتحقيق
وفي أول رد فعل رسمي على نتائج المنتخب العراقي، أعلنت الحكومة العراقية على لسان جاسم جعفر وزير الشباب والرياضة، أن وزارته ستشكل لجنة خاصة من أجل البحث عن أسباب الخسارة القاسية بأربعة أهداف أمام عُمان، وعن أسباب الخروج المبكر من كأس الخليج، وأوضح جعفر أن اللجنة المقررة ستشكل من عدة أطراف منها وزارة الشباب والهيئة المؤقتة لإدارة اللجنة الأولمبية، واتحاد كرة القدم.
واعتبر الوزير العراقي أن هذه الانتكاسة التي عاشتها الكرة العراقية في خليجي 19 هي الثانية بعد انتكاسة الخروج من تصفيات كأس العالم، وأنه أصبح لابد من وقفة لتصحيح مسار المنتخب العراقي.
ولفت جعفر إلى أن المنتخب مقبل على المشاركة في بطولة كأس القارات وهي بطولة كبيرة وصعبة بكل المقاييس ويجب إعداد المنتخب لها بشكل جيد حتى لا تكون النتيجة مماثلة لما هو حادث في كأس الخليج حالياً، معرباً عن اعتقاده بأن المرحلة القادمة ستشهد الاعتماد على لاعبي الدوري العراقي، وذلك حتى يستعيد المحترفين مستواهم وقدرتهم على العطاء.
[/align]