العودة   .:: شبكة نعناع ::. > ۩۩ :: الحياة الزوجية مشاكل وحلول:: ۩۩ > منتدى الحياه الزوجيه

الإهداءات


أقرأ هذه القصة لتعلم مدى أهمية العلم بأمور الحياة الزوجية ..!!

منتدى الحياه الزوجيه


 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-31-2008, 03:47 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
شخصيات مهمه

إحصائية العضو







شهد الحياه is on a distinguished road

 

شهد الحياه غير متصل

 


المنتدى : منتدى الحياه الزوجيه
Icon30 أقرأ هذه القصة لتعلم مدى أهمية العلم بأمور الحياة الزوجية ..!!

[align=center]سيدي.. حكايتي تخجل من ذكرها ملايين السيدات.. وأنا كنت مثلهن.. لكنها حكاية معروفة.. ومنتشرة.. وأكاد أقول أنها أصبحت ظاهرة.
ولعل انتشارها وتزايدها إلي الحد الذي أصبحت فيه "ظاهرة" لعل هذا كله هو الذي شجعني علي الكتابة إليك لتطرحها في صفحتك.. لأنك بذلك تثير قضية هامة جدا في العلاقات الزوجية.. بل إنها تكون في معظم الأحيان هي العنصر الحاكم في نجاح أو فشل العلاقة الزوجية.
أرجو أن تصدقني حين أؤكد لك أنني لا أعاني كثيرا من هذه المشكلة.. فلقد تعودت عليها.. لكني عانيت وتأثرت حالتي النفسية العامة.. وكذلك المزاجية والسلوكية.. وفي النهاية استسلمت لما ليس منه بد.
فقبل 16سنة تزوجت زواجا تقليديا من شاب وسيم.. وأنيق.. ويتمتع بكل مقومات الشباب من صحة وحيوية ورجولة.. وجاء زواجنا بعد خطوبة استغرقت شهورا قليلة.. قمنا خلالها بتجهيز شقة الزوجية.. والحمد لله كانت علي أفخم مستوي تمنيته.. فزوجي كان ثريا.. وكذلك كان أبي.. وكان كل منهما يثبت للآخر سخاءه.. ويدلل علي أن "الفلوس" لا تعني شيئا أمام قيمة الإنسان أو المشاعر الصادقة.
ولا أخفيك سرا.. فقد كنت سعيدة بنفسي.. وممتنة لتوفيقي في هذا العريس اللقطة.. وأحسست برضا الله عليَّ.. ورضا والداي.. وحمدت ربي كثيرا لأنه عوضني بهذا الرجل ليملأ حياتي.. وأعيش في كنفه لأن الله حرمني من وجود أخ شقيق لي رجل.. وكنا ثلاث بنات شقيقات.. وكانت أمي.. وكذلك أبي يعتبران زواج كل منا من رجل سيحمينا من نوائب الزمن.. وللأمانة أقول أنهم كانوا دائما يعتبرون زوج أي من البنات الثلاثة في مكانة الأبن لهما.. ويفضلونه.. ويميزونه علينا.
علي أية حال بدأت رحلة زواجي.. بليلة العمر.. وعقب حفل زفافي الرائع سافرنا أنا وزوجي لقضاء شهر العسل وكما سافرنا عدنا.. وجاءنا المهنئون يباركون لنا في بيتنا.. وكذلك جاءتني أمي وأبي وشقيقاتي.. وجيراني.. ووجدت الجميع يسألونني عن أحوالي.. فأكدت لهم أن كل شيء علي ما يرام.
وبالفعل فإنني كنت صادقة.. فرغم أن عمري اليوم 38سنة.. إلا أنني حين تزوجت .. وكان عمري وقتها 22سنة.. لم أكن أعلم شيئا عن العلاقة بين الرجل والمرأة.. ولم تشرح لي أمي.. أو أي من أهلي.. وكذلك جيراني وكل من عرفتهم.. لم يشرح لي أحد أي شيء.. كما أنني كنت بنت خام.. ولم تمر في حياتي أية تجربة.. وكان زوجي أول رجل يلمس يدي.. وكان أول رجل يقبل يدي.. وشفتاي.. فلقد ربتني أمي علي أن كل جسمي حرام علي أي رجل إلا زوجي.. وكنت أنا واختاي نشيح بوجهنا عن شاشة التليفزيون حين يقوم البطل بتقبيل البطلة.. وأقسم لك أنني لم أعرف أن هناك علاقة اخري بين الرجل والمرأة إلا عندما كنت في المرحلة الثانوية.. فقبل هذه المرحلة كنت أظن أن القبلة بين الرجل والمرأة هي التي تؤدي إلي الحمل.. وبالطبع كان محرما عليَّ أن يقترب رجل من شفتاي.. حتي لا يحدث الحرام.
سيدي.. ربما أكون قد أطلت عليك.. لكنه كان لابد من شرح خلفيتي حتي لا تلومني.. بل أتمني أن توجه لومك إلي الأهل الذين يحاصرون البنت بحصار حديدي.. ويحرمون عليها مجرد رؤية مشاهد الحب بين الرجل والمرأة حتي وإن كانت علي شاشة التليفزيون.. واسمح لي أن أقول لك أن هذا التزمت موجود في القاهرة والمدن الكبري أكثر كثيرا من الريف والمحافظات.. وذلك علي عكس ما يتوقعه الجميع.. وأنا حين أقول ذلك لا أعني أن أهل العاصمة أفضل من أهالي الأقاليم.. أو العكس.. وكذلك لا أقصد بكلامي دعوة الأهل إلي التسيب مع بناتهم.. لكن عليهم أن يشرحوا.. وخصوصا الأم عليها أن تشرح لبنتها كل تفاصيل العلاقة بينها وبين عريسها.. لأن هناك بنات كثيرات معدومات الخبرة.. ويفاجأن ليلة الزفاف بما لم يتوقعن.. فهناك بنات مثلي لم أكن أعلم أي شيء.. فقط قالت لي أمي.. أنني لابد أن أسمع وأطيع عريسي.. وألا أتمنع عنه.. وأنه سيعلمني أشياء جميلة ستسعدني.. ولذلك كان عريسي هو بدايتي إلي عالم الحياة الزوجية.. وكنت أستجيب له في كل شيء منذ الليلة الأولي.
ومرت بنا الأيام.. حتي وقعت المفاجأة حين أنجبت ابني الأول.. فوجدت أمي تسألني عن تفاصيل .. تفاصيل علاقتي الحميمة بزوجي ووجدتها منزعجة إنزعاجا شديدا.. وتضرب كفا بكف.. لأن الدكتور أبلغها بأنه اكتشف أنني مازلت بكرا وهو يقوم بتوليدي! ولم تكن هذه الحالة من الناحية الطبية غريبة لكن الخطير فيها أن الدكتور قال لأمي إن هذا يعني أن علاقتي بزوجي علاقة سطحية.. وغير مكتملة.. ونصحها بأن تسألني عن التفاصيل لأحكي لها بصراحة.. وجزم الدكتور لأمي بوجود خلل في علاقتي الحميمة بزوجي وبالفعل كان هناك خلل خطير.. لكني لم أكن أدرك أن هذا خلل.. بل كنت أظن أن هذا هو الأمر الطبيعي.. وفوجئت بأمي تنتقدني وتستنكر عدم إفصاحي لها عن هذا الأمر منذ ليلة زفافي.. وهي للأسف لا تدرك أنها السبب.. وأظنها أدركت ذلك بعدها.. وأتمني أن تدرك مثلها كل الأمهات.. فليس عيبا أن تشرح الأم لبنتها طبيعة العلاقة الزوجية.. وكذلك لا ينبغي علي أي زوجة أن تكون مثلي خاما.. بل لابد من معرفة تفاصيل علاقة الزواج قبيل الزواج.. وإذا كانت التقاليد تحول دون ذلك.. فليت الأم تذهب مع بنتها قبل ليلة الزفاف إلي إحدي طبيبات أمراض النساء لتتولي الطبيبة تلك المهمة التي تخجل منها أمهاتنا.. ولتكن العروس مدركة لكل شيء.. وإذا وجدت أن علاقتها الزوجية غير مكتملة.. فعليها أن تراجع الطبيبة لتوجهها الوجهة الصحيحة.. أما الصمت والسلبية فسوف تدفع الزوجة ثمنه خصما من سعادتها.
المهم الآن.. أنني فعلا تابعت الحالة مع طبيبة أمراض النساء..
وأكدت لي أن زوجي عاجز عن الأداء الكامل للعلاقة الزوجية.. وكانت تنصحني بما يساعدني في تكرار الانجاب.. حتي تثمر علاقتي الزوجية عن الانجاب مرة اخري لأستعيض بأمومتي عما حرمت منه من حقوق المتعة الحلال.
وأحمد الله أنني أنجبت ولدين وبنتا.. وكنت راضية بنصيبي.. وركزت اهتمامي علي أطفالي وبيتي.. لكني كنت أشعر بأنني لست كغيري من النساء.. وأنني محرومة من شيءهام.. ورغم صبري واحتمالي ورضائي بنصيبي.. إلا أنني كنت.. ومازلت ألقي من زوجي كل صنوف سوء العشرة.. ودائما نحن علي خلاف.. وتكاد خناقاتنا تكون دائمة.. ويصل الأمر إلي حد ضربه لي.. وتوجيه الشتائم.. ومحاصرتي في كل خطواتي.. ويحيطني بسياج حديدي ليحول بيني وبين اللقاء مع أي إنسان.. لدرجة أنه لا يسمح لمخلوق بدخول بيتنا.. أو حتي طرق بابنا في الأوقات التي لا يكون فيها متواجدا ولا يسمح لي بفتح الباب لاستلام الملابس من صبي المكوجي.. ولا باستلام وجبات "الهوم ديليفري" إلخ.
وربما تتساءل لماذا أكتب إليك؟ فأجيبك بإعادتك إلي سطوري الأولي بأن مشكلتي تمثل ظاهرة عامة.. وهناك آلاف وربما ملايين مثل زوجي.. وهناك أيضا ملايين من الزوجات يعانين معاناتي.. لكن مشكلتي الحقيقية الآن ليس في عجزه.. فلقد تعودت وعودت نفسي.. واستعوضت بأولادي.. وبانهماكي في ترتيب وتنظيف بيتي.. وبطهي طعامنا.. وبشغل وقت فراغي بالتليفونات.. استعوضت بهذا كله عن حرماني من حياتي كأنثي وكزوجة.. لكني الآن.. وبعد 15 سنة من زواجي لم أعد أطيق زوجي.. بسبب تكرار اهاناته لي.. وبسبب ضربه وسبه لي.. ولم أعد أطيق رؤيته.. بل لا أطيق الاقتراب منه.. ولا أنام في الغرفة التي ينام فيها.. وأقول لك أن البيت أصبح بالنسبة لي وكأنه جهنم.. وأنا حائرة.. ولا أعرف كيف أتخلص من نار جهنم وأذهب إلي الجنة.. وفكرت كثيرا في طلب الخلع لكني لا أطيق البعد عن أولادي.. فماذا أفعل؟ وأتمني أن تقول للرجال الذين في مثل حالة زوجي أن الضرب والشتائم لن تعوضهم عن رجولتهم المفقودة.
* * *
**




سيدتي.. لا أظن أن اعترافك المكتوب لنا يخجلك.. ولا أعتقد أنه يخجلنا إثارته.. فتلك المشكلة كما أشرت في رسالتك أصبحت ظاهرة عامة.. ويعاني منها للأسف كثير من الرجال.. وفي أعمار متفاوتة.
واتفق معك في أن أي خلل في العلاقة الحميمة بين الزوج وزوجته يشعل نار الخلافات الزوجية.. والتي غالبا ما تكون علي أتفه الأسباب.
وأرجوك أن تتذكري دائما أن أي عاقل في هذه الحياة يعلم أنه لا يمكن له أن يحصل أو يحقق كل شيء يتمناه.. فالكمال ليس في الدنيا.. وليس في البشر.. وتأكدي أن كل منا لديه كما يقولون 24 قيراطا.. موزعين بنسب متفاوتة.. فإذا زادت النسبة في جمالك فربما تنقص في سعادتك.. وقد تزيد أموالك لكن ربما تكونين محرومة من الأمومة.. واقرأي معي قول ابن عياض لو كانت الدنيا ذهبا يفني.. والآخرة خزفا يبقي.. لوجب علينا أن نختار ما يبقي علي ما يفني.
وأشهد بالحق أنك كنت.. ومازلت نعم الزوجة الشريفة.. ونعم الأم الفاضلة التي تقوم بواجباتها تجاه بيتها.. ولم تتخل عن رسالة أمومتها.. ولا تلومي الدنيا.. ولا أهلك.. فتلك عادات أمهاتنا.. مؤمنات.. قانعات.. خجلات.. ولا تترددي في تعليم بنتك أصول الأخلاق الحميدة.. وعوديها علي الخجل والحياء فتلك سمات أنثوية طيبة.. لكن لا تكوني مثل أمك.. فلابد أن تنصحي ابنتك كيف تحافظ علي شرفها وتصونه حتي تتزوج.. لكن حين تتزوج فعليك أن تشرحي لها طبيعة علاقتها بزوجها.. ولا تترددي في الاستعانة بطبيبة متخصصة لتشرح لها واجباتها ولتعرفها ما ينبغي أن يقوم به زوجها لتأخذ بيده.
وكما علمت من رسالتك فإنك حاولت مع زوجك كل المحاولات الأنثوية.. والطبية الممكنة.. وتأكد لك عجزه.. فلا تلوميه اليوم وبعد 16سنة لأنه أقبل علي الزواج وهو غير مؤهل له.. وتأكدي أنه في قرارة نفسه يدين لك بفضل مساعدته علي الإنجاب حين استعنت بطبيبتك لتوجيهك إلي أفضل السبل للانجاب رغم عجز الطرف الآخر وثقي أن تلك مكرمة كبيرة منك علي زوجك.. لأنها تعفيه من الخجل أمام الغير.. لكنه للأسف سيظل شاعرا بالانكساروالهزيمة أمامك.. ولذلك فمتوقع منه ثوراته وزوابعه.. فترفقي به.. وصارحيه بود وبحنان بأنك تحبينه.. وأن الحب.. وأولادكما يملأون حياتك.. ويشبعون احتياجاتك.. وأكدي علي مسامعه.. وكذلك إثبتي له بسلوكك أنك أقوي من غرائزك.. وأن رسالتك كأم أسمي من احتياجاتك كأنثي.. وعليك أن ترضي نفسك بقناعة بأن ما وصلتي إليه ليس بمصيبة كبري.. فكما ذكرت فهناك مثلك كثيرات يعانين من نفس المشكلة.. فهوني علي نفسك.. وتخيلي لو أنك عشت حياة زوجية ممتعة.. وكان زوجك يروي ظمأ أنوثتك منذ الليلة الأولي.. ثم مرض لا قدر الله أو أصيب في حادث أعجزه عن مواصلة علاقته الحميمة معك ماذا كنت ستفعلين؟ لا شك أنك كنت ستتصرفين كما تتصرف بنات الأصول.. وستتحملين وتصبرين علي ما ابتلاك الله به.
صحيح أنك تلومينه لأنه تزوج رغم حالته.. إلا أنك لو افترضت أن زوجك كان مثلك.. بلا تجارب.. وبدون خبرة.. فلم يدرك عجزه.. وربما كان يتصور أنه صالح للزواج.
ولابد أن تستمري في قيامك بأعمالك المنزلية.. وبرعاية أولادك ومتابعة كافة شئونهم.. وكذلك بزوجك.. وكذلك أقترح عليك ممارسة الرياضة داخل بيتك.. أو بأحد الأندية لتفرغي طاقتك بما يفيد صحتك.. ويحفظ لك رشاقتك.
وأعلمي أن ثورات زوجك.. وحصاره لك له ما يبرره.. فهو دائما مرعوب ويخشي عليك أن تضعفي تحت إلحاح احتياجك الغريزي.. وربما تجدينه ينتقد كل رجال وشباب الدنيا.. وعليك بدورك.. بل أحذرك من أن تسمحي لنفسك بالإشادة بأي رجل آخر.. حتي ولو كان هذا الرجل الذي تتحدثين عنه هو أبوك أو إخوك.. وأصبري علي نصيبك لأن الله سيعوضك خيرا.. ولا تدري ماذا تخبيء الأيام لك.
وعموما فأنا لا أهون عليك محنتك.. وإن شئت تنفيذ رغبتك في طلب الخلع فهذا ما أحله الله.. وأجازه القانون.. لكني أهمس في أذنك وأنت الإنسانة الفاضلة.. فمن يدريك لو تزوجت بآخر انه لن يكون مثل زوجك عاجزا؟ وهل ستسمحين لنفسك بتجربته قبل الزواج لتختبريه! بالطبع لن تفعلي ذلك.. وإن ضعفت واستسلمت للتجربة فتأكدي أن من ستفرطين في نفسك له لن يرضي بك كزوجة.
وتذكري معي قول الحكيم الذي قال .. "إن كان شيء فوق الحياة فالصحة.. وإن كان شيء مثل الحياة فالغني.. وإن كان شيء فوق الموت فالمرض.. وإن كان شيء مثل الموت فالفقر.. كما قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه "ما المبتلي الذي أشتد به البلاء بأحوج إلي الدعاء من المعافي الذي لا يأمن البلاء".
علمتني الحياة
صبرك
الصبر جميل.. وأقل ما يقال فيه.. وعنه.. أنه "مفتاح الفرج".. وربما تكون قد سمعت ذلك مراراً.. لكنك للأسف كغيرك تلاحظ أن الناس دائماً علي عجلة من أمرهم.. ولذلك فلا تنزعج فتلك طبيعة النفس البشرية والتي من أجلها قال الله سبحانه وتعالي "وبشر الصابرين".. فليتك تعود نفسك وتدربها علي فضيلة الصبر.. وعليك أن تثق في أن وعد الله يقينا سيتحقق بإذنه جل وعلا.. فلا تنزعج.. ولا تزعج نفسك بالعجلة.. والتوتر.. والقلق.. وثق أن الصبر دواء لألعن داء.
وتأكد أنه لا توجد مشكلة في الحياة.. ولا معاناة.. ولا أوجاع وآلام.. إلا وكان الصبر خير علاج وحل لأي منها.. وإذا ترويت ستجد أن هؤلاء الذين يتعجلون في أمر أنفسهم وحياتهم معتقدين أنهم سينالون مرادهم بتلك العجلة.. ستجدهم إذا كانوا قد صبروا ناولوا خيرا مما آتاهم في عجلتهم.. وسيكونون بفضل صبرهم أهدأ.. وغير متوترين أو قلقين.
فالانسان الصبور له مكانة جميلة.. ورفيعة لدي الله.. وكذلك لدي الناس.. وتذكر القول المأثور في صبر الإنسان علي الألم "سأصبر حتي يعلم الصبر أني صابر علي شيء أمر من الصبر".. فكم هو رائع أن يتمسك الإنسان بفضيلة الصبر.. رغم مرارته.
وإذا كان الصبر جميلاً.. فهو في كثير من الأحيان يكون مراً.. وعليك ألا تنزعج فمرارته كمرارة أي دواء لابد وأن تتجرعه رغم مرارته طالما أنك تتطلع إلي الشفاء.. فالصبر هو الشافي لمعظم نوائب الدهر.
ولا تجعل "اللوحات واللافتات" التي تدعو للصبر.. والتي يضعها الناس علي حوائط محلاتهم.. ومكاتبهم.. وبيوتهم.. مثار سخريتك.. ولكن حاول أن تجعلها بمثابة الإشارة الحمراء التي تنبهك بين حين.. وأخر إلي فضائل الصبر.. واقرأ قول تلك الاعرابية.. حين قالت : "أيها الإنسان صبرا.. إن بعد العسر يسرا.. اشرب الصبر وإن كان.. من الصبر أمْرَّاً".. ولاحظ أن الاعرابية قالت إن بعد العسر يسرا.. ولكن الحق سبحانه وتعالي ذكر في محكم التنزيل" أن مع العسر يسرا وليس بعد فأنت إن صبرت علي هفوة من صديق.. ستتيح له بذلك الفرصة ليصحح خطأه.. وإذا صبرت علي كيد العدو أو حاسد.. أحرقت دماءه.. ومزقت أحشاءه.. ورددت كيده إلي صدره.. وإذا صبرت علي نوائب الأيام فذلك دليل علي قوة إيمانك بالله.. وثقتك فيه.. ويقينك بأن كل ما كتبه عليك كان خيرا لك في حياتك أو في آخرتك.
وليكن لك في أبيات ذلك الشاعر العربي ما يعينك علي الصبر.. حين قال "تنكر لي دهري ولم يدر أنني.. أعز وأهوال الزمان تهون.. وظل يريني الخطب كيف اعتداؤه.. وبت أريه الصبر كيف يكون".
وكذلك قال شاعر .. "إصبر علي كيد الحسود.. فإن صبرك قاتله.. فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله".. كما لم يبتعد عن نفس المعاني ذلك الشاعر الذي قال .. "َصبْرالنفس عند كل ملم.. إن في الصبر حيلة المحتال.. لا تضق بالأمور ذرعا فقد.. تكشف غماؤها بغير احتيال".
ولا تنس أن الأنبياء.. والزعماء حققوا الخلود بصبرهم.. وكفاحهم.. فلولا سعة صدر محمد "ص" وصبره علي أهله.. وقبيلته.. لما نجحت دعوته وانتشرت.. وكذلك لم ينجح غاندي في كفاحه الطويل في سيبل المساواة سوي بالصبر.. وأدرك غاندي بفطنته أنه إن لم يصبر علي نفسه.. وعلي عدوه البريطاني.. وعلي شعبه المغلوب علي أمره.. فلن يتحقق مراده من كفاحه.. وسيكون غيره ممن يستطيع الصبر أطول منه أفضل لقياده الهند نحو التحرر.. وبالفعل لم يذكر لنا تاريخ الهند من هو أصبر من غاندي.. ولا من هو أقسي علي نفسه منه.. فقد حرم نفسه.. وعلي نفسه.. لذيذ الطعام.. وأجمل الثياب.. وصبر علي الحرمان سنوات وسنوات.. وجاهد.. وناضل.. وصبر علي سجنه وسجانيه.. وتحمل الآلام صابرا.. صامتاً.. لأنه كان مؤمنا أنه بصبره سيصل إلي هدفه.. فعلي الرغم من أن أعداءه كانوا يتربصون به.. ويبرحونه ضربا.. حتي أنهم ما تركوا في جسده موضع إبره إلا وأدموها.. إلا أنه كان يصبر.. ويتحمل.. لانه كان واثقا من خطته التي بناها وأسسها علي الصبر.. وبعد سنوات من العذاب والآلم والصبر استطاع أن يكسب تأييد العالم.. ولولا حماقة شاب هندي جاهل لكان غاندي قد عاش ليري ثمار نضاله وصبره.. إلا أن هذا الأحمق قتله .. كإنسان.. وكزعيم.. وكمناضل.. وأودي بحياته.. لكنه لم ينجح في قتل رسالته.. ونجحت الهند في الاستقلال.. وضعف العدو قبل الصديق أمام قوة الصبر الجبارة.. والتي كانت أشد من أقوي الجيوش.
فأصبر.. ولا تنس أبداً "إن الله مع الصابرين".


تحياتي لكل معارض::


امرأة بلا قلب
[/align]







رد مع اقتباس
 
مواقع النشر (المفضلة)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(إظهار الاعضاء الذين قاموا بقراءة الموضوع منذ 10-26-2024, 03:28 AM (تعيين) (حذف)
لم يقم احد بقراءة الموضوع بعد.
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لغة الهدايا في الحياة الزوجية زوزو الحنيه منتدى الحياه الزوجيه 2 04-10-2014 07:35 AM
الحياة الزوجية في القرآن ماجد2012 منتدى الحياه الزوجيه 4 10-29-2012 03:40 AM
التجديد في الحياة الزوجية بست قرين منتدى الحياه الزوجيه 3 01-08-2008 11:21 PM
أهمية طلب العلم والعمل به والتحذير من الكفر حال الغضب lonely :: المنتدى الاسلامي :: 4 11-02-2006 10:43 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir