من معاني الحرية
لا يخشي الحر أن يقول كلمة حق في وجه إنسان ظالم, أيضا لا يخشي الحر أن يقذف بالحق علي الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق
أيضا لا يداهن الحر ولا ينافق ولا يخاف سطوة الطغاة.
وأعظم الناس حرية هم أنبياء الله تعالي.
لماذا؟ لأنهم أكثر الناس وعيا لعبوديتهم لله.
إن إبراهيم خليل الله تعالي يقف يوما ليجادل الملك الطاغية ويحدثه أن الله يحيي ويميت.
عندئذ يزعم الطاغية أنه يحيي ويميت.
هنالك يقول له إبراهيم ـ فإن الله يأتي بالشمس من المشرق, فأت بها من المغرب.. ماذا كان جواب الطاغية؟ إن الله يحدثنا عما كان بجملة من ثلاث كلمات فبهت الذي كفر.
يعلم إبراهيم أنه يقف أمام طاغية من طغاة الأرض, ويستطيع هذا الطاغية أن يصدر أوامره بقتله, ولقد كان الطاغية يدعي الإلوهية, وكان يملك السلطة في الأرض, ورغم ذلك لم يخف إبراهيم.. لم يتردد.. لم يجامل, إنما صفعه بالحقيقة دون خشية.
إن النبي إنسان حر لا يخاف وهو يعرف من موقف الحرية الذي يقفه أن القوة كلها بيد الله وأن كل ما يجمعه الطغاة حولهم من أسباب القوة هو انتعاشة باطلة لا تصمد لشيء.
قال الحسين بن منصور ـ من أراد الحرية فليصل أولا إلي العبودية, وكلما ارتقي المرء في مراتب العبودية زادت حريته, إن قلقه علي حياته وخوفه من الموت يذوبان ولا يبقي غير احساسه أنه حر. إن جبهته تذل لله في صلاة صادقة هي جبهة لا تطأطيء هامتها لأحد, والذين تنحني أرواحهم حقيقة لله لا تعرف نفوسهم كيف تنحني للبشر.