خطف كأس فيصل من الهلال
النصر بعد طول غياب .. عاد لحصد الألقاب
تحليل - علي العكاسي
اكتست سماء العاصمة الرياض بلون الذهب الذي روى عطش جماهير العالمي بعد عشر سنوات عجاف غاب فيها الفريق النصراوي عن منصات التتويج ليعود ابناء فارس نجد من جديد لاجواء البطولات وليعيدوا البسمة ومشاعر الفرح لجماهيرهم الوفية الصابرة. وكان الموعد على درة الملاعب.. استاد الملك فهد الدولي بالرياض الذي شهد مساء البارحة لقاء القمة الذي جمع بين الجارين النصر والهلال برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب الذي توج نجوم العالمي بكأس الأمير فيصل بن فهد اثر فوزهم على غريمهم الفريق الهلالي بهدفين مقابل هدف في مباراة حماسية مثيرة شهدت حضوراً جماهيرياً غطى كافة مدرجات الملعب.. وانتهى شوطها الاول بالتعادل السلبي.
وجاءت الاهداف الثلاثة في شوطها الثاني وكان النصر صاحب هدف السبق عن طريق البرازيلي التون من ركلة جزاء في الدقيقة " 46 " ثم تعادل للهلال عبدالعزيز " الدوسري في الدقيقة " 56 " وجاء هدف الحسم النصراوي عن طريق ريان بلال في الدقيقة " 66 الشوط الأول جاءت بداية الحدث الكبير بين الفريقين بكثير من الخوف والحذر والترقب وطغى على دفاعات الجانبين احكام الرقابة على عناصر الخطورة الهجومية وذلك لمحاولة الخروج بشباك نظيفة منذ بدايات الشوط. وبعد مرور الخمس الدقائق الأولى سجل الهلاليون ضغطاً هجومياً واضحاً على المرمى النصراوي بفضل سيطرته على منطقة العمليات والتي 1 الامر الذي فتح للتمياط والخثران والفريدي والغنام فرص التسديد والوصول للمرمى -5- انتهج خلالها مدرب الفريق كوزومو بتطبيق اسلوبه 4 النصراوي عن طريق العمق والاطراف وخلالها اهدر الفريدي اخطر الفرص الزرقاء عند الدقيقة 16 وهو يتلقى كرته الطولية داخل منطقة الجزاء الصفراء ولكنه تباطأ في تسديدها وتصدى لها كميل الوباري الحارس النصراوي بكل اقتدار.
بالمقابل كرس النصراويون تحركاتهم الامامية من خلال اعتمادهم على الكرات المرتدة الخاطفة بقيادة ريان بلال ومحمد الشهراني ولكنها كانت تتعطل امام اليقظة الدفاعية الزرقاء والذي يقودها بكل اقتدار البرازيلي تفاريس وحسن خيرات. عشرين دقيقة من بدايات هذه الحصة ما لت الافضلية والخطورة الميدانية للفريق الهلالي الذي اتضحت لديه الجرأة في اقتحام المواقع الدفاعية الصفراء واستطاع الهلاليون من خلال هذه السيطرة الصريحة على منطقة المناورة وبناء هجماتهم عن طريق الكرات العرضية والطولية والذي كان يقودها التمياط والغنام وعبدالعزيز الدوسري من تشكيل خطورة بالغة على المرمى النصراوي وعاب على اداء الهلال التسرع في انهاء الهجمة. واهدار الهلاليون هدفا محققا عن طريق اللاعب عبدالعزيز الدوسري والذي سدد كرة بكل اتقان نحو المرمى النصراوي ولكن الوباري كميل نجح في التصدي ." لها عند الدقيقة " 43 ووسط هذا الحضور الادائى الهلالي الصريح واهدار مهاجموه للعديد من الفرص الزرقاء انتهت مراسم هذا الشوط بتعادل الفريقين سلبياً بدون اهداف.
الشوط الثاني
استهل الطاقم النصراوي بدايات هذه الحصة بابدال فني وذلك بدخول خيرالله الدوسري بديلا لعبدالله الموسى والرامي الى تعزيز منطقة الوسط الصفراء والذي طغى عليها في شوط المباراة الاول الكثير من الضياع والارتباك الصريح في مقارعة الوسط الهلالي المتألق. الهدف النصراوي الأول وفي عز هذا الاستنفار الهجومي النصراوي المبكر والذي بدأ مشتعلا منذ انطلاقة هذه الحصة لينفرد ريان بلال بالمرمى الهلالي ويصطدم مع بدر الدعيع يحتسب حكم اللقاء السويسري ماسيمو يوسكا ضربة جزائية لمصلحة النصر.. يتصدى لها البرازيلي خوزيه التون ويسددها بكل هدوء وثقة ، ويضعها على يسار بدر الدعيع وذلك عند الدقيقة 46 وفي اعقاب الهدف النصراوي المبكر عاد الهلاليون في تنظيم صفوفهم وشن الهجمات الضاغطة من العمق والاطراف ومثلت خطورتها الصريحة على مرمى الوباري.
الدوسري يحرز هدف التعادل
اثمرت هذه الاقتحامات الهجومية الهلالية عن احراز هدف التعادل بقذيفة بارعة من خارج المنطقة الجزائية الصفراء سددها بكل دهاء النجم الواعد عبدالعزيز الدوسري تستقر في الدقيقة 56 على يسار كميل الوباري والذي اخفق كثيرا في التصدى لها.. ولم تتوقف التطلعات الصفراء في كسر ورقة التعادل والتي كانت تجيء من خلال التقادم الامامي من مختلف المواقع والاتجاهات وسط تعزيز للاسلوب الفني الذي طرحه الارجنتيني دانيال اساد والمائل في طريقة 4/4/2 ريان يحقق الهدف الثاني واستطاع المهاجم النصراوي الخطير ريان بلال من الانفراد بكرته الجانبية وارسال كرته المركزة نحو مرمى بدر الدعيع وتسكن شباكه عند الدقيقة .96 حاول الهلاليون العودة من جديد الى اجواء المباراة والتركيز كثيرا على التسديدات المباشرة من مختلف المسافات والاتجاهات ولكنها كانت تتعثر امام التجليات الدفاعية الصفراء والتي حدت من الضغط الهجومي الهلالي المتواصل.. ورغبة في اللحاق بورقة التعادل اجرى المدير الفني كوزمو تبديلاته بخروج بدر الخراشي ونواف التمياط واحلال سلطان السعود وعبدالعزيز الكلثم وذلك املا في تحريك جوانبه الهجومية وكان لها تأثيرها الصريح في ارباك الاتجاه الخلفي الاصفر ورغم هذا الا انه برع كثيرا في الذود عن مرماه وافساد الوابل من الكرات الهلالية. فيما تفرغ الطاقم النصراوي في تعاطي الكرات الطولية واقتحام المواقع الهلالية الخلفية بجملة من الكرات الخاطفة والسريعة ولكنها لم تنجح مع تسارع التون وريان والشهراني في التعامل معها بالشكل المؤمل والمطلوب. وفي اخر محطات هذا الحدث اهدر الهلاليون الكم الكبير والوافر من الفرص الضائعة والتي لاحت للفريدي والكلثم ولكنها كانت تأتي متسارعة وغير مركزة وسط قتال دفاعي اصفر ساهم كثيرا في الحد من خطورتها والمحافظة على شباك الوباري من هزها. وبهكذا مستوى ونتيجة يعلن حكم اللقاء السويسري بوسكا عن نهاية هذا الحدث المثير بفوز نصراوي مستحق بواقع هدفين مقابل هدف وحيد للهلال ويحرز كأس البطولة والميداليات الذهبية.