بسم الله الرحمن الرحيم
وجدت دراسة جديدة أن بعض الناس يعانون من سوء المعاملة لأن فرط زيادة أوزانهم يُساء إدراكه في الدماغ كمؤشر مرضي.
يقول فريق بحث جامعة بريتيش كولومبيا الكندية الذي أجرى الدراسة إن نظام المناعة في الإنسان قد ينطلق إلى حالة الفعل لدى رؤية البدانة لأنه لا يحب رؤيتها، بل يربطها بحالة عدوى أو مرض.
البدانة ونظام المناعة
فكما أن نظام المناعة ينسق الهجمات على الفيروسات والبكتيريا التي تغزو الجسم، ويطلق شعورا بالغثيان ملمحا بفساد الطعام، فهو يبعث بإشارات اشمئزاز عند بعض الأشخاص لدى رؤية شخص بدين، وهي إشارات مصممة لتشجيع تجنب البدانة وتحقيق البقاء.
تأتي هذه النتائج بعد أيام من نشر دراسة تقول إن البدانة حالة معدية، بالمعنى الاجتماعي وليس البكتيريولوجي.
ويعتبر باحثو بريتيش كولومبيا أن النفور من الأشخاص البدناء تحيز قوي ونافذ لدى كثير من الجماعات السكانية المعاصرة.
ولأول مرة تشير النتائج إلى أن هذا التحيز متجذر في آليات مستقلة متعددة. وتقدم أول دليل على أن البدانة تقوم بدور مسببات العدوى في استحثاث استجابات مناعية.
ويرى الباحثون أن نظام المناعة السلوكي قد تطور في البشر، بحيث يكون مصمما لاكتشاف مؤشرات في الجسم ذات صلة بالمرض كالطفح والآفات.
وبمجرد رؤيتها يطلق اشمئزازا، وكذلك توجها سلبيا ورغبة في التجنب. وقد يخطئ النظام في استجاباته لصالح الإفراط في ردود الفعل (المناعية) لأن الإخفاق في الاستجابة لخطر حقيقي قد يكون مهلكا.
أجرى فريق البحث عددا من التجارب، منها ما يتعاطى مع الارتباط بين المفردات واختبارات للمقارنة بين ردود فعل ووجهات نظر رجال ونساء تجاه البدانة.
تعصب أم استجابة لاإرادية؟
تظهر النتائج أن الأشخاص الذين يوافقون على تعقيبات مثل "يزعجني فعلا أن يعطس الناس بدون تغطية أفواههم"، كانوا أكثر ميلا إلى عبارات مثل "لو كنت مديرا يسعى إلى توظيف أحد، فربما تجنبت توظيف شخص بدين". وكلما زاد الخوف من المرض زادت قوة الشعور السلبي نحو البدانة.
لكن كلاريسا ديكسُن -الباقية من ثنائي طباختين بدينتين- تقول إن هذا البحث مجرد محاولة لتبرير أو للتغطية على التحيزات العامة لدى ضيقي الأفق من الناس.
ففي الستينيات كان هناك كثير من المتعصبين ضد السود واليهود وضد كل شيء، وعندما عجزوا عن إنفاذ تحيزاتهم اتجهوا نحو "نازية" غذائية وبدؤوا بمهاجمة البدناء. هذا التعصب برأيها يدفع البعض إلى موقف سلبي من البدناء وليست استجابة لاإرادية.
وما لم يتطرق إليه الباحثون هو دور الإعلام والموضة والفنون وبرامج التسلية في نشر وترسيخ انطباعات معينة عن الجمال والشكل المثالي، فصناعة الأزياء والدمى والسينما وغيرها قد دأبت منذ نصف قرن تقريبا على إبراز الرشاقة والنحافة كنموذج مثالي للجمال، وتصوير البدانة بقوالب منفرة.
يذكر أن النموذج المعاصر لم يكن سائدا في معظم مراحل التاريخ، فتماثيل وتصاوير اليونان والشرق الأدنى القديم تبرز في المرأة بطنا كبيرا متدليا كرمز للخصوبة والجمال. أما صور عصر النهضة فقد جسدت جمال المرأة مثلا في ردفين كبيرين وصدر متوسط أو صغير.