بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، إله الأولين و الآخرين ، والصلاة و السلام على إمام المجاهدين ، وقدوة الصالحين , وعلى آله و صحبه أجمعين .. وبعد
نظرة في هذا الجيل
إن المتأمل في هذا الجيل الذي نحن فيه والقادم أيضا .. ليجد العجب العجاب !!؟؟
غثاء كغثاء السيل وخاصة الشباب منهم , وإن الناظر في أحوالهم اليوم ليبيض شعره أسفاً على ماهم فيه من أمور دينهم وأمتهم , فقد نشأ في هذا الزمان شبابٌ
ذللوا سبل الملاهي وما عرفـ ـوا سوى المطربات دليلاً
فقد خرجوا في أجواءٍ مغبرةٍ , أمواج متلاطمة .. تعصف بهم يمنةً ويسرة , مع قلة الدين لديهم , وكثرة الإغراءات من أهل الزيغ والأهواء , فبثوا لهم السم .. فاستشربتها قلوبهم وسهلوا لهم طريق الخزي والفسوق والعصيان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
ففي هذه الحالة تستطيع أن تصنف هذا الجيل إلى صنفين :
1- شباب الهوى والملهيات .
2- شباب يعدون من أهل الصلاح ( خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً ) .
أما شباب الصنف الأول فقد ضيعوا أنفسهم وأمتهم أيضاً , فهم وقعوا بين ناريين :
1- من ناحية أنفسهم
2- ومن ناحية أمتهم ودينهم
فمن ناحية أنفسهم فقد أسرفوا على أنفسهم بالمعاصي والموبقات , فتراهم مكتضةٌ بهم الشوارع وفوق الأرصفة يميلون تارة ويرقصون تارة ويصفقون أخرى , والذي ينظر إليهم يظن أنهم فتحوا بلاد السند, فيا ويح قلبي ( أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً ), والأدهى والأمر من هذا أنهم يمرون في تيار قوله ( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذوا القذة بالقذة .....) الحديث .
فالحاصل أن كثير منهم قد وقع في الشرك سواءً عرفوا أم لم يعرفوا فقد ملة الأعين مما يحصل , وهذا ما أودت به تبعت الغرب من ملبس وقول وفعل , والواقع أقوى مما ذكر فحسبنا الله , كيف يفلح قومٌ أشركوا بخالقهم جراء هذه التبعة وكما قال عليه الصلاة والسلام ( .. حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) الحديث, وهذا جزاء ((تقليد الأعمى)) .
فماتت قلوبهم وعقولهم وهذا ما خطط لهوا بنو علمان - أسئل الله أن يبلوهم في أنفسهم وأن يفضحهم على رؤوس الأشهاد ..- فهؤلاء بنو علمان إن كنت لا تعرفهم " فاربأ بنفسك أن تكون مع الهملِ , لقد قويت شوكة هذا الداء العضال وأصبح ينخر في عضد هذه الأمة , فأفكارهم طويلة الأمد , فأحسبهم [والله أعلم] أنهم يهودٌ أو أشد كفرا ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين , فأسأل الله أن يجعل حصادهم على أيدينا , فلهم يوم بأذن الله عز وجل .
بنو علمان فرحين لما يمر به شبابنا اليوم , سالكين خطة اليهودي الذي أشار على قومه بكيفية قتال المسلمين ..( أنزعوا منهم القرآن) والآخر يقول لقومه ( لا تستطيعون هزيمة المسلمين بالسلاح بل بالكأس والغانية ) .
يقول الله تعالى ( يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤن ) الآية .
فيا شباب :
إني أغالب حسرةً وعن الأسى أتكلم
أما من ناحية دينهم فحدث ولا حرج , فقد ضيعوا أنفسهم فكيف بدينهم وأمتهم وما أقول إلا كما قال الشاعر :
ناموا و لا تستيقظوا ما فاز إلا النومُ
فليعلم الجميع أن هذا الدين عزيز بعز الله ونصره , و إنما نحن الذين أذلينا أنفسنا وتخلينا عن الدين , ولو شئنا لكنا أعزةً بتمسكنا به كما فعل الرعيل الأول ,فإنه ليس صعب على أولي الهمم العوالي ,فقد نبغ شباب من الرعيل الأول فكانوا قمماً عالية
فتشبهوا إن لم تكونا مثلهم أسد تخلف بعدها أشبالاً
أخي الشاب :
إن أمتك في انتظارك ..
فإن من علت همته يختار المعالي .. فإن الآمال بعد الله عليك فلا تخيب الرجاء .
فأسرج خيل البطولة وشمر عن ساعديك والجأ إلى رب غفور رحيم , واطلب منه الإعانة والتوفيق والثبات على هذا الدرب والتحقيق.
وقل كما قال الشاعر :
يا نفس ما هي إلا صبر أيــــــــام كــــــأن مدتها أضغاث أحلام
يا نفس جـوزي عن الدنيا مبادرة وخـــل عنها فإن العيش قدام
- - - - - -
شباب خلطوا عملا صالحا وآخر سيئاً ..
إن من الغريب أنك ترى كثير الشباب الذين يحسبون من أهل الصلاح قد انفلقوا إلى قسمين :
1- متعجلين تسودهم العاطفة المؤقتة
2- مخادعين لأنفسهم يظنون أنهم على شيء
فالمتعجلين قد حكموا هذه الأحداث كما يسميها أهل الفكر القاصر وأهل الجهل المركب بـ(( الفتن )) بميزان عقولهم , فأخذوا بما أفرزته عقولهم وجعلوا أصابعهم في آذانهم فلم تتواضع نفوسهم أن يسمعوا من هو أعلم منهم وأرسخ في هذا المجال , فوقعوا في القاعد المشهورة في حرب العصابات (( الخطأ الأول هو الخطأ الأول والأخير )) واستعجلوا النتائج وهذا أيضا خطأ يدل على ((عدم بعد النظر)) أو النفس الطويل وهذا هو مربط الفرس , وسيأتينا في المرة القادمة - إن شاء الله- تفصيل هذه القاعدة في مذكرة مفصلة .
ومع ذالك نقول ( وعسى أن تكرهوا شيءً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ) الآية , واعلم أني لا أريد إلا الإصلاح ما استطعت , وما نريد إفراطاً ولا تفريط " وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ".
فيا شباب : لستم على شيء حتى تقيموا القرآن وسنة رسول الله , فهل سمعتم بطائرة حلقت من دون موجه لها .. حتما ستسقط نسأل الله الثبات , واجعلوا مصباحكم لا إله إلا الله محمد رسول الله محققين معناها وخاصة (( الولاء والبراء )) الذي هو ميزان الحقيقة في هذا الزمان ، اعرف الحق تعرف أهله , وابحث عن العلماء الربانيين لا علماء السلاطين الذين بقدر ما يعطون بقدر ما يفتون ويضللون , فهم بحقيقتهم دعاة على أبواب جهنم ! فحذاري حذاري أن تقع في هذه المصيدة والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين , فقد اكتوينا من هذا كثيراً فكما ذكرت (( اعرف الحق تعرف أهله )) وافهم ما أقول .
فيا سبحان الله العظيم كل ما أصابك من خطب تسمع عليه دليلاً من كتاب أو سنة فتتعجب وكأنك لم تعرفه أو تسمعه من قبل كما جاء عن الفاروق في القصة المشهورة حينما جاءه خبر وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام قال : من قال إن محمد قد مات فسأقطع رأسه , حتى دخل عليهم أبو بكر ثم طلب من عمر الجلوس ثم تلا قوله تعالى ( إنك ميت وإنهم ميتون ..) الآية , قال عمر : وكأني لأول مرة أسمعها .
ففي هذا الوقت تذكر قوله ( يصبح القابض عل دينه كالقابض على الجمر ) الحديث .