الإهداءات
عازف العود من الشمال : سألت الريح ودروب القوافل سألت الغيم عن لون السنابل سألت الناس عن وجهك حبيبي وعن الشمس ومتى تشرق مساءً عازف العود من العقيلة : ما مـن رفيــق ولا صديق أستشيره ولا صاحب مامون شفتـه صفـالي غـديت مـن وضـع الخلايق أبحيره كلن عن الـواجب يجـيـه أنشغـالي عازف العود من العقيلة : دنيـاك لو كانت مـثل ليلـة العـيـد عقـب الفـرح لا بد تـكـدر صفـاها . ولا أظن به مخلوق ما جرب الكيـد الـكـل يشـكـي من بـلاوي غـثـاهـا . يشيب من جور الزمن راضع الديـد .


قراءة في كتاب -24- (وحي الحرمان-عبدالله الفيصل)

ركن عبدالله الفيصل العام)


 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-31-2007, 07:01 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
شخصيات مهمه

إحصائية العضو








شذى is on a distinguished road

 

شذى غير متصل

 


المنتدى : ركن عبدالله الفيصل العام)
افتراضي قراءة في كتاب -24- (وحي الحرمان-عبدالله الفيصل)

قراءة / حسين بافقيه


يمثل شعر الأمير عبدالله الفيصل مجالا رحبا للأدوات النقدية، التي يمكن ان ترى فيه مداخل متعددة؛ تبدأ طبيعة لغته الشعرية المتكئة على الرومنسية العربية، التي قوي مدها الشعري، وطاقتها الروحية في ما بين الحربين، ليقف ذلك المد، أو يكاد مع ظهور بواعث شعرية عربية مغايرة تنتمي إلى ايقاع الحياة العربية الجديدة التي تجاوبت اصداؤها مع حرب 1948م، وأخذت ملامحها الحقيقية مع اشتعال المد القومي، وثورة 23يوليو المصرية 1952، ليغدو شعر عبدالله الفيصل الذي صدر في تلك الأثناء "1373ه /1954م" ممثلا لحنين أخيرا لمرحلة تاريخية واجتماعية يشتبك فيها الانتماء الشعري بالانتماء الاجتماعي والموقف الفكري من الكون والحياة، من خلال اتكاء شعره على ذاتية مفرطة، ووفاء معجمه الشعري بشروط الموقع الاجتماعي، الذي جاء منسجما مع فضائه الدلالي والقيمي، ويتصل المدخل الثاني إلى تجربته الشعرية بموقع عبدالله الفيصل الاجتماعي من الثقافة الفصيحة التي كانت ممثلة لطلائع الثقافة الوطنية، وحلما طليعيا للمجتمع العربي في المملكة، الذي بدأت طبقته الوسطى في التشكل والاتساع بسبب نمو حركة التعليم، والاتصال الوثيق بتيارات الفكر اللبرالي العربي، ثم تيارات المد القومي، ما أسهم في دعم الثقافة الفصيحة، التي وجد فيها عبدالله الفيصل حلم الأمير الشاب ذي الوزارتين، لأن ينتمي إلى خطاب النخب الثقافية في المملكة والوطن العربي، وان يجد عبدالله الفيصل صورته الحقيقية التي يود ان يقرأها الناس في الشعر العربي الفصيح، حينما أكد انتماءه إلى تيار من تياراته بنشر ديوانه الأول (وحي الحرمان)، في حين ارجأ مشروع الشعر العامي "النبطي" لديه عقودا علي مستوى النشر واكتفى منه بمستواه الشفاهي الذي لم يتجاوز، حينها، تداوله في الأغنيات العامية محليا، في حين انبنت شهرته الشعرية، عربيا، في بعد من أبعادها بانتمائه إلى الشعر الفصيح الذي لامس اسماع المواطن العربي، عبر قصائده العربية الفصحى التي تغنى بها أم كلثوم وعبدالحليم حافظ.وبينما أكد عبدالله الفيصل انتماءه الى الثقافة الفصحى، لم يجد ذلك الانتماء تناميا واتساعا داخل موقعه الاجتماعي الأسري، الذي لم يستهو ولادة شعراء فصحى آخرين في إطار منظومته الأسرية، وهذا ما لعله يسمح بالقول: ان انتماء عبدالله الفيصل الأمير الشاب، حينها، والوزير لوزارتين، للثقافة الفصحى يمثل إذا ما ربطت الموقع بالشكل انفتاحا شخصيا ومؤسسيا على القيم الحضرية، في حين كان خفوت الشعر النبطي ثمة، تحجيما للقيم البدوية التي لم تستطع مزاحمة الخطاب الفصيح، ليأتي ديوان (وحي الحرمان) ممثلا لحنين أدبي أو اجتماعي لصورة الأمير الشاعر، وكأن ذلك الحنين إلى صورة الأمير الشاعر، وقد صدر عن مثقفين عصريين كطه حسين ومارون عبود، يمثل شوقا ما إلى زمن البلاط الذي غيبته في عدد من البلدان العربية أصوات النخب الجديدة التي ما عادت ترى في البلاط راعيا للثقافة والأدباء، وهو ما لعله فرض تلقياً خاصاً لشعر عبدالله الفيصل بصفته "شاعر الأمراء"، وكأنه البقية الباقية للبلاط العربي وأدبياته الغابرة، التي رأت في أمرئ القيس كما يذكر ابو اسحاق الحصري أمير الشعراء، وابن المعتز أمير المؤمنين في المولدين، وأبي فراس الحمداني فارس البلاغة، في صورة تلق شعري يحدد قيمة الشعر بموقع قائله في السلم الاجتماعي، وذلك "... ان الكلام الصادر عن الأعيان والصدور، أقر للعيون واشفى للصدور، فشرف القلائد بمن قلدها، كما ان شرف العقائل بمن ولدها.."ولم يكن قراء شعر عبدالله الفيصل مسؤولين عن نمط ذلك التلقي الذي ربط الشعر بالإمارة ،إذ ان عبدالله الفيصل ذاته، وضع نموذج ذلك التلقي، الذي أراد من قارئه ان يستبعده، وألا يحكم عليه بظاهره، من انه".. أمير، شاب في مقتبل العمر، غني، وزير لوزارتين، من أسرة حاكمة.. وكأن ذلك الاستبعاد كان الطعم الذي وقع بعض قراء شعره في شركه، لتظل صورة (الأمير الشاعر) ملتصقة بقراءة شعره وتلقيه، كما في دراسة مارون عبود ل (وحي الحرمان) التي استهلها بهذه العبارات:"يا صاحب السمو الملكي، ويا معالي الوزير الخطير،أيها البطل ابن البطل، يا حفيد أسد الجزيرة،يا طويل العمر".ومع ان مارون عبود رغب في ان يكمل دراسته لشعر عبدالله الفيصل دون ألقاب، وان يناديه باسمه، او كما قال: ".. (حاف)، غير محوط بجيوش جرارة من الألقاب.."؛ فإن ما أراد استبعاده ما لبث باديا في مسكوت خطابه وما يفصح عنه:"لقد استحققت بتشريفك ساحتنا اجمل الترحيب منا، فاسمح لي إذن أن اخاطبك بشاعر الأمراء، وأسلم عليك بهذه الإمارة الأدبية.كانوا فيما مضى يقولون: ذو الوزارتين، فأي بأس علينا إذا ما قلنا: ذو الاماراتين إن امارتك الجديدة هبة من الله كإمارتك القديمة، والله يعطي من يشاء بغير حساب".وأسهم اللقب (محروم) وعنوان الديوان (وحي الحرمان)، بوصفهما عتبتين نصيتين، في محاولة استحضار النص الغائب، ما بين خارج النص "اللقب الشعري والعنوان"، وداخل النص "المتن الشعري"، وكأن تينك العتبتين دال يبحث عن مدلوله في المتن الشعري، أي فضاء "الحرمان"، أو دلالة الاسم على المسمى، خاصة ان هذا العنوان خارج الفضاء الرومنسي يجعل المتن الشعري ناتجا عن سبب الحرمان، لتتشابك عتبتا اللقب "محروم" والعنوان (وحي الحرمان) مع محاولة تسويغ الشاعر دلالة الحرمان في تقديمه النثري لديوانه (أجل... أنا محروم...)، الذي جاء اجابة مستبقة عن اسئلة مضمرة يفرضها معنى الحرمان في اللقب والعنوان، على موقع الشاعر بصفته أميرا غنيا ووزيرا لوزارتين ومن أسرة حاكمة لينفي عن هذه الصفات معنى السعادة الحقيقية التي يراها، لأن السعادة، كما يرى".. ليست في كل هذه الصفات والمميزات. إن مقرها في النفس ومنبعها من الاحساس.فأنت سعيد إذا أحسست بالسعادة ولو فقدت كل أسبابها الظاهرة ومقوماتها المعبّرة.وأنت محروم من السعادة إذا فقدت الاحساس بها ولو اجتمعت لك كل مقوماتها واعتباراتها.لماذا لأن احساسك متأثر بعوامل أخرى من الألم أو الأسى تشغله وتستأثر به عن الشعور بالسعادة.ولهذا وحده أنا محروم.."إن هذه العتبات الثلاث "اللقب والعنوان والمقدمة" ضيقت فضاء قراءة شعر عبدالله الفيصل، وحصرته في ما تفصح عنه تلك العتبات وما تسكت عنه، في بحث القارئ عن معنى "الحرمان"، في المتن الشعري، وكأن تلك القراءة كمن يفتش عن الإبرة المفقودة في كومة القش ليحضر في وعي القراءة ما أراد الشاعر استبعاده "الامارة والوزارتان والغنى والشباب" وغدا حرمانه إذا ما وضعنا في الاعتبار المرحلة الواقعية في الادب العربي زمن اصدار الديوان من نوع آخر، حرمان يقف على عتبات الذات الرومنسية، لا يبرحها، وبحسب شعرية ترتهن مفرداتها اللغوية، وصورها البيانية إلى ذهنية شعرية تستجيب لمتطلبات الموقع الاجتماعي للشاعر، في مواءمة المعجم الشعري للرؤية الاجتماعية، بحيث تغدو البلاغة الشعرية، هنا، بلاغة اجتماعية، تبين نوع الحرمان وموقعه الادبي والاجتماعي، وينسحب المعجم الشعري المستجيب لعوالم الرؤية الرومنسية المعاصرة، عن بلاغته الجديدة، ومفرداتها الأثيرة لدى منظومة الشعراء الرومنسيين، ليتوسل بمفردات البلاغة القديمة، في رؤيتها البيانية الخاضعة للذهنية الثقافية والاجتماعية، التي وضعت حدودا بعينها للمرأة ومفرداتها الشعرية المحيطة بها، عبر رواسم شعرية وبلاغية جاهزة، لينتقل الأفق الشعري لديه، من روحيته كما يمكن ان تمثلها قصيدة "اطيلي الوقوف"، التي تستبدل بمفردات البلاغة القديمة، مفردات البلاغة الرومنسية الجديدة، وبخاصة امتزاج الشعري بالديني، كما في قوله:لئن ضم جسمي ذاك الثرىلقد ضم عهدي وحبي معيوحطي على القبر بعض الزهورففي الزهر ذكرى لقا ممتعأطيلي الوقوف على مدفنيإذا ما اعتزمت بأن ترجعيفطيفك يخفق في خاطريوصوتك يهتف في مسمعيإلى مفردات البلاغة القديمة بتراتبها الاجتماعي، وصرامتها في تحديد المواقع الاجتماعية، وفق رواسم بعينها، تكشف المسكوت عنه في الحرمان، حينما يصبح "أمل المحروم" وهو عنوان احدى قصائده منتقلا من "البوح" الرومنسي، إلى "النسيب"، ومن عتبة التضرع الروحي، إلى عتبة المادي، ومن مفردات الطواف والخشوع والركوع، إلى مفردات القوام والبان والعناب والثناياأنت قلب يبذل الوعد لهفإذا استنجزه سوفهوجبين مشرق مؤتلقمن رآه مرة أدنفهوقوام يتهادى في الربىفيقول البان ما أهيفهوفم لو قال من ينعتههو كالعناب ما عرفهوثنايا لؤلؤ مؤتلفألق سبحان من ألفهوعلى صدرك لحنا غردكلف الترجيع ما كلفهفجميل منك بعد الظلم ياأمل المحروم ان تنصفهوهذا ما لعله ان يفسر تشابك "الحرمان" بالموقع الاجتماعي للشاعر، والبلاغة الشعرية التي تحددها متطلبات ذلك الموقع، ما يجعل ناتج الحرمان مرتهنا بتصور الشاعر للكون والحياة، وهو تصور ينبثق من موقع الذات الشعرية ضمن سلمها الاجتماعي، ما يجعل حرمانه مغايرا لحرمان الآخرين، في الوقت الذي ينسجم فيه مع انتمائه الاجتماعي وموقعه الطبقي، وهي السمة التي رآها عبدالله ابن ادريس، حينما توسل بآليات النقد الواقعي أواخر السبعينيات الهجرية الخمسينيات الميلادية وبصورة مغايرة لنقد مارون عبود ولغته المرتهنة للمواضعات الاجتماعية. فديوان (وحي الحرمان) كما يقول ابن ادريس "أترف ديوان طبع حتى الآن؛ تغلب على شعره سمة الترف والأناقة، وكأنها الصدى المتجاوب لحياته "الارستقراطية" الناعمة، ومركزه الاجتماعي الكبير" ولذا كان من الطبيعي، في ظل ارتهان البلاغة الشعرية للموقع الاجتماعي، ان يسلك ابن ادريس عبدالله الفيصل في سلك".. دعاة مذهب الفن للجمال أو ما يطلق عليه اسم "الفن للفن".. ، وتصبح رؤية الشعراء النجديين، في رؤية هذا الناقد، لموضوعات الحب، مستجيبة لموقعهم الاجتماعي، ولكنه الحب الذي يتفرغ إلى "حب ذاتي خاص"، و"حب جماعي " يمثله ".. الشعر المنبعث من الروح الإنسانية والضمير الحي. الشعر الحاني على المعذبين في الأرض.."، وهو ما يؤكد، هنا التحول النوعي الذي طرأ على المعجم الشعري والنقدي في المملكة إبان تلك المرحلة، وتغدو مفردات "الحرمان" متسقة مع رؤية الشاعر للكون والحياة، ومنسجمة مع البلاغة الاجتماعية التي يرتهن إليها، كما في إشارة عبدالله بن ادريس إلى نموذجين للحب الذاتي، لدى عبدالله الفيصل، كما في قصيدته "كنا وكان"يا حبيبي ان يكن طال جفاناوذوى في زهرة العمر صبانافلنعش يا حب في ذكرى هواناولنقل عن حبنا كنا وكانا*****يا حبيبي لوعة الحب سعادةتزهد القلب فيسمو بالزهادةويرى حرمانه في الحب زادهحين لا يبلغ في الحب مرادهوالحب الجماعي، كما لدى خالد الفرج، في قصيدته "لا أريد":لا أريد المال أكداسا لجينا أو نضارفي بنوك عامرات أو خزانات كبارأو قصورا شامخات أو نخيلا أو عقارأو رفاهاً من نعيم العيش ما شاء اليساروأنا أنظر حوليكم عليها من فقيرلا أريد السعد أن يدخل بيتي بالهناءلست يا هذا سعيدا وأرى حولي الشقاءصحتي سقم إذا المرضى يعانون البلاءغير أني باسم للموت إن جاء الفناءحينما أنظر من حوليإلى الموت يصيرحيث يحدد عبدالله بن ادريس رؤية كلا الشاعرين لمعنى الحرمان لدى عبدالله الفيصل والسعادة لدى خالد الفرج بقوله:"من هذين المثالين نستشف الأصالة الفنية في كل من الشاعرين، فلقد سكب عبدالله الفيصل روحه سيالة دافقة على أعتاب ذكرى حبيبته؛ ولم تقنعه التضحية بهذا القدر، بل طابت نفسه أن يرى كل حرمان ولوعة يتلقاهما في سبيل هوى "ليلاه"، هما سعادة له وغذاء يتبلغ به إلى إدراك المراد من حبه.اما خالد الفرج فقد تجرد من ذاتيته وتناسى جميع آماله وآلامه الفردية في هذي الحياة ليعيش بآمال وآلام الجماهير المنكودة في هذا الوجود الإنساني المهيض، وكل منهما أجاد التصوير والتعبير عن معاناته الخاصة ومعايشته التجربة الشعورية التي انفعل بها وتفاعل معها".


حفظ الامانه الادبيه للكاتب ابوبسام







رد مع اقتباس
 
مواقع النشر (المفضلة)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(إظهار الاعضاء الذين قاموا بقراءة الموضوع منذ 11-13-2024, 11:08 AM (تعيين) (حذف)
لم يقم احد بقراءة الموضوع بعد.
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir