إلى جنات الخلد يارائد الرياضة والرياضيين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين




الكلمات لتعجز عن الوفاء لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل في أن توفيه حقه فالرجل منارة من منارات الشموخ الرياضي العربي ، ورمز لكل معاني الرياضة ، في تجردها ونكران ذاتها ، ومن المؤكد أن الاجيال في الوطن العربي السعودي وكافة ارجاء الوطن العربي الكبير ، لن تنسى يوماً هذا العلم الشامخ إنه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل ، المتجرد لخدمة الوطن في سره وعلانيته .
أن الحركة الرياضية السعودية ارتبطت منذ نشأتها العامة بالقيادة الانسانية والتربوية الرائدة للأمير عبدالله الفيصل وذلك من خلال اعماله وانجازاته ودعمه ورعايته وتشجيعه المادي والمعنوي لها . مما أفضى في نهاية المطاف الى قيام حركة رياضية شبابية سعودية منظمة ومتقدمة إلى حد كبير ، مقارنة بغيرها من الحركات في الدول الآخرى ، وكل هذا يؤكد حقيقة أن عبدالله الفيصل هو رائد الحركة الرياضية السعودية الذي وضع اسسها الأولى وتغلب على كثير من الصعاب التي واجهته في سبيل تنظيمها وفتح مجالات دولية أمام نموها ومشاركتها ، كما أن معظم الكوادر الإدارية .


مع الأهلــي عـلاقة وحب :




تشير الوثائق إلى أن تأسيس النادي الأهلي تم عام 1355هـ ولكن علاقة الأمير عبدالله الفيصل بالنادي بدأت عام 1369هـ ولا يذكر النادي الأهلي إلا ويذكر معه سمو الأمير عبدالله الفيصل ، وضرب سمو الأمير مثالاً في البذل والتضحية والوفاء ، ولاشك فإن مظلة الأمير سمحت للنادي أن ينهض من كل كبواته ولولاه لربما لم يكن اليوم هذا النادي العربي الكبير صاحب البطولات اسمه النادى لأهلي بجدة والذي فاز بالعديد من البطولات.
وظل الأمير يقدم الدعم المادي بمبلغ خمسة ملايين ريال سنوياً لخزينة النادي ، كما رتب الأمير للنادي الاهلى عام 1966م زيارة إلى لندن لحضور نهائيات كأس العالم، الأمر الذي يعتبر حدثاً غير عادى ظل في ذاكرة الأهلى الذى لم ينس هذا الدعم مطلقاً ويكن مكانة خاصة لسمو الأمير عبدالله الفيصل ولهذا فقد قرر تحويل إسم ملعبها ألى معلب الأمير عبدالله الفيصل ، عرفاناً وتقديراً لدوره ودعمه .

تقديـر وعـرفـان :


أن ما قدمه سمو الأمير عبدالله الفيصل في نفوس كل أبناء الوطن لذا فقد قرر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد اطلاق اسم الأمير عبدالله الفيصل على ملعب رعاية الشباب بجدة عام 1421هـ ولقد بادرت إدارة النادي الأهلي باطلاق اسم الأمير سلطان بن فهد على ملعب ناديها.
ولعل دورة الصداقة تعتبر عرفاناً لهذا الرجل الذي لايمكن أن ينسى ، ولهذا قرروا أن تكون هناك دورة تحمل أسمه وهي دورة الصداقة الدولية على كأس الأمير عبدالله الفيصل . ولا يعني علاقته بالاهلى أنه على عداء بالاتحاد النادي الرياضي القيادي الآخر بجدة ، فكل اعيان جدة ووجهاؤها كانوا يشيدن الاتحاد بل أن الأمير شجع الاتحاد قبل الأهلى وقدم له الدعم في مناسبات عديدة ، ولقد كان نادي الاتحاد في وجدان الأمير عبدالله الفيصل .

عضو شرف جميع الأنديــة :
تمتد رعاية الأمير عبدالله الفيصل وعلاقاته لجميع الأندية ، فهو أب الرياضة السعودية في كافة مجلاتها ، لأن الرياضة عنده حب وتسامح ، لاحقداً على الآخرين وسعياً لاسقاطهم ، وأن هناك المئات من الأمثلة لتجرده ودعمه لكافة الأندية لأنها تمثل عنده الرياضة الوطنية . بل أن علاقاته الرياضية امتدت لتشمل اندية وكيانات خارج حدود الوطن خاصة مصر التي احتلت مكاناً خاصاً في قلب ووجدان الشاعر ، فشجع انديتها بدءاً بالزمالك ثم الأهلى من بعده . وتبرع للأندية المصرية من ماله الخاص وهناك أمثلة ومواقف عديدة في هذا الخصوص . ومنها تبرعه بمبلغ مأتي الف جنيه لانشاء استاد الاهلى بمدينة نصر عام 1976م وتبرعه برواتب المدربين، ومن محبة رياضي مصر له أن اختاره الاتحاد المصري للسباحة رئيساً شرفياً له مدى الحياة.
ومع أننا استشهدنا بعلاقاته بالأندية المصرية إلا أن الشواهد تؤكد دعمه لكثير من الأندية العربية والنشاط الرياضي العربي سواء في السودان أو المغرب أو تونس وأيضاً نادي الجيل اليمني . ففي السودان قدم دعماً سخياً للأنشطة الرياضية ولنادي المريخ الذي أقام له حفلاً تكريمياً خاصاً بالسفارة السودانية عام 1388هـ وفي تونس الشقيقة قدم سموه الدعم لنادي الترجي والصفاقسى .
بل أن دعم سموه للرياضة تخطت حدود الوطن العربي ليشمل الرياضة العالمية ورموزها ، فدعم محمد علي كلاي بطل الملاكمة العالمي الشهير ، الذي يعتبر رمزاً للرياضي المسلم ، لهذا فقد دعاه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل الى الأراضي المقدسة لاداء فريضة الحج وأقام حفل عشاء على شرف الضيف كلاي . واشار إلي أنه على أتم الاستعداد لدعمه في اية مشاريع إسلامية. كما استقبل العديد من المشاهير الرياضية اقام لهم الحفلات التكريمية منهم المصارع سيف شاه و عبدالرحمن بهلوان، واللاعب الدولى ماردونا.

إن للامير عبدالله الفيصل اياد بيضاء على الحركة الرياضية السعودية والعربية عامة وأن نفسه الصافية وحبه للآخرين هي التي قادته لدعم النشاط، ولاشك في أن تنشئته الرياضية الفروسية لها أيضاً أثر في هذا، وكما قال سموه ذات مرة كنت انشد نادياً نموذجياً في كل شئ ، ولهذا فبعد أن استقال من وزارة الداخلية التي أنشأ فيها إدارة تتولى الاشراف إدارياً على الرياضة ، تحرك بحرية شخصية بعيدا عن الارتباطات الرسمية فوجد في نادي الثغر البيئة المناسبة له للانضمام إليها. ومعلوم أن نادي الثغر هو الذي تحول مسماه إلى النادي الاهلي فيما بعد .




رحمه الله واسكنه فسيح جناته