بسم الله الرحمن الرحيم
خلصت دراسة أعدها فريق أميركي إلى أن مرض فقر الدم الأنيميا ما زال يشكل مصدر قلق صحي عام بين الأطفال الصغار محدودي الدخل في الولايات المتحدة.
وقامت الدكتورة سارا كوسيك من مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أتلانتا، وزملاء لها بتقييم حالات حدوث واستمرار الإصابة بالأنيميا على مدى عام لدى أطفال محدودي الدخل، قبل مرحلة دخول المدارس، تراوحت أعمارهم بين عامين وعامين ونصف العام وأربعة أعوام.
وتوصل الباحثون إلى أن معدل الإصابة بالأنيميا انخفض بشكل عام من 13% في عمر عامين إلى 7% في عمر أربعة أعوام، وجاء في نتائج الدراسة أنه رغم تراجع حالات الإصابة بالأنيميا، واستمرار المرض مع تقدم العمر، إلا أن أكثر من ثلثي حالات الإصابة بالأنيميا لاحقا، في كل مرحلة سنية، كانت حالات جديدة، الأمر الذي يبرز أهمية استمرار إستراتيجيات الوقاية من الأنيميا، في مرحلة الطفولة المبكرة قبل دخول المدارس، بين ذوي الدخول المنخفضة وخاصة بين الأطفال السود والأسيويين.
وعادة ما تحدث الأنيميا لدى الأطفال السود أكثر من البيض والآسيويين، والأميركيين الأصل أو الأطفال المنحدرين من مجتمعات ناطقة بالإسبانية في أميركا اللاتينية.
وهناك احتمالات أكبر لإصابة الأطفال الآسيويين بالأنيميا طوال المراحل العمرية مقارنة بالأطفال البيض، وفي المقابل تكون مستويات الإصابة بالأنيميا أقل لدى الأطفال البيض.
وهذا ما دفع كوسيك للقول إن الفقر يشكل حاجزا ضخما أمام خفض معدلات الأنيميا في الولايات المتحدة، لأسباب عدة مثل تكلفة الأغذية الغنية بالحديد مثل اللحوم والفواكه والخضروات الطازجة التي تتضمن فيتامين ج والتي تعزز من امتصاص الحديد، مقارنة بتلك غير الكافية للتغذية لكنها مركزة من ناحية السعرات الحرارية مثل رقائق البطاطس أو الحلوى.
وترى كوسيك أن الفقر يحد أيضا من خيارات التنقل والعمل، وهو ما قد يمنع الآباء من القدرة على أخذ أطفالهم إلى الطبيب في زيارات متابعة لعلاج الأنيميا أو أمراض أخرى.
وتحدث الأنيميا عندما يكون هناك نقص في قدرة الدم على حمل الأكسجين بسبب نقص في خلايا الدم الحمراء أو مكون الدم الذي يحمل الأكسجين وهو الهيموغلوبين، ويعد نقص الحديد في الوجبات الغذائية سببا محتملا لهذا المرض.