بسم الله الرحمن الرحيم
الصحابة من شِدَّةِ الهِمَّةِ في الطاعة وصِدْقِ الرَّغبةِ في الآخرة مع البؤسِ الشديد الذي كانوا فيهِ كانوا إن دُعُوا إلى الجهاد يخْرُجونَ، إذا اسْتُنفِروا يسْتَنْفرونَ وأمَّا بالنِسبَةِ للطعامِ فكانوا يأتونَ إلى مسجد الرسول صلى الله عليْه وسلم فكان الرسولُ يَأخُذُ قسما مِنهُم يُطْعِمُهُم وبعضُ الصحابة يَأخُذونَ قِسمَاً فَُيطْعِمُونَهُمْ لأَنَّ هَؤُلاءِ الصحابة ليسَ لهم أهلٌ ولا مالٌ ولا معارفُ، صبَروا على هذا الفَقْرِ والبُؤْسِ صَبْرا تاما وكانوا بعدما يأكُلونَ يعودونَ الى المسجد لِيناموا فيهِ، كانَ منامُهُم في مُؤَخَّرِ المسجد. فلو كانَ الصَّحابَةُ مِثْلَنَا يلتَزِمونَ التَّنَعّم بالأَكْلِ اللذيذِ والثِّيَابِ الفاخِرَةِ ما انْتشرَ الإسلام بل كانَ بقيَ في الجزيرة العربية.