رؤية رياضية...قلعة الكؤوس

[align=center]

بسم الله الرحمن الرحيم



محمد الدويش
@@ عندما يحضر الذهب يكون الحضور الأهلاوي، هذا ما قاله الأهلاويون قبل تأكيده على أرض الواقع، فبعد فوزهم الأول على منافسهم الاتحاد في نهائي بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد، عادوا لتأكيد تفوقهم مرة أخرى في نهائي كأس سمو ولي العهد بثنائية رائعة ثمنها بطولة غالية كانت مسك الختام لموسم أهلاوي أكثر من رائع لقلعة الكؤوس التي عادت لمعانقة الذهب وإمتاع الجماهير بأداء نجومها الراقي والممتع الذي أجبر الجميع على التصفيق لهذا الفريق الشاب الذي أعاد للملاعب متعة الكرة الأهلاوية السهلة ذات النكهة المميزة.
@@ قدم الأهلي والاتحاد مباراة جيدة في شوطها الأول الذي غلب عليه طابع الحذر والانضباط التكتيكي، فيما ارتفع الأداء كثيراً في شوط المباراة الثاني الذي شهد رغبة الفريقين في الحسم، وظهرت براعة المدرب الأهلاوي نيبوشا الذي تفوق كثيراً على المدرب الاتحادي ديمتري على مدى شوطي المباراة. ففي الشوط الأول نجح "نيبوشا" في استدراج الفريق الاتحادي واستنفاد جهد ولياقة لاعبيه قبل أن يبادر في شوط المباراة الثاني إلى تنظيم الهجمات دون مبالغة في فتح الملعب لمعرفته واحترامه لقوة الفريق المقابل وخبرة لاعبيه، ونجح لاعبو الفريق الأهلاوي في تطبيق طريقة اللعب بانضباطية دفاعاً وهجوماً وكان سلاحهم في ذلك الحيوية وارتفاع المعدل اللياقي إضافة إلى المهارة العالية.

@@ الإعداد النفسي للمباراة أيضاً كان عاملاً مهماً في تفوق الفريق الأهلاوي، فبالرغم من تخوف البعض من التأثير السلبي لأحداث مباراة سطيف وما تبعها من بيان إداري ومحاولات البعض استغلال ذلك للتأثير على معنويات لاعبي الأهلي، إلا أن الإدارة الأهلاوية نجحت في إعداد اللاعبين للمباراة بعيدا عن تلك الأحداث مما انعكس على أدائهم وانضباطيتهم داخل الملعب، بعكس لاعبي الفريق الاتحادي الذين دخلوا المباراة تحت ضغط الثقة المفرطة بالفوز وتحقيق البطولة من قبل الإدارة ممثلة برئيس النادي الذي بالغ في الثقة من خلال تصريحاته الإعلامية ، وكذلك بعض أعضاء الشرف وبعض الأقلام الاتحادية، وأتضح ذلك من خلال الشد الذي بدا على لاعبي الفريق خاصة مع مرور الوقت دون تسجيل هدف وانتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي كما أراد الأهلاويون.

@@ الفريق الأهلاوي خرج من الموسم ببطولتين مستحقتين، إضافة إلى ما هو أهم من ذلك وهو صناعة فريق شاب بإمكانات كبيرة تؤهله للمنافسة على البطولات لسنوات قادمة، وهو ما يحسب لإدارة النادي التي تحملت الكثير من الانتقادات بداية الموسم، ولكنها عملت بشجاعة على إعداد فريق شاب نجح في قطف الثمار مبكرا بالفوز ببطولتين خلال فترة زمنية قياسية، ولولا الانشغال بالبطولة العربية التي استنفدت الكثير من جهد وتركيز اللاعبين لربما كان منافسا قويا على بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين.

@@ مبروك للأهلاويين إدارة وأعضاء شرف ولاعبين وجماهير الكأس الغالية، ونبارك لهم هذا الفريق الشاب، ونهنئ كل محب للكرة الممتعة عودة الفريق الراقي الجميل.


باختصار

@@ تفضل سمو ولي العهد بإهداء قلمه للاعب مالك معاذ يعني الكثير، ومن ذلك متابعة القيادة وتكريمها للمبدعين من الرياضيين، وهو تقدير موجه للجميع، ولأن مالك اللاعب الأبرز هذا الموسم فقد حظي بهذا الشرف.

@@ تفوق محترف الأهلي كايو على محترفي الاتحاد الثلاثة، وشكلت انطلاقاته إزعاجا ل"منتشري" وزملائه، وكان خلف جميع الهجمات الأهلاوية ونجح في صناعة هدفي فريقه.

@@ كل شيء في اللقاء كان جميلاً بدءاً من الحضور الجماهيري المثالي ومروراً بالمستوى الفني المتصاعد وانتهاء بالروح العالية والجميلة بين اللاعبين، لو لم يخدشه التصرف الأرعن والمرفوض الذي بدر من مدرب حراس المرمى للفريق الاتحادي حسن خليفة عندما سدد عدداً من اللكمات الخطافية للاعبي الأهلي الهزازي ثم عبد الغني، وكأنه يستعرض قدراته في الملاكمة، دون مراعاة لأهمية هذه المناسبة التي تحظى برعاية وتشريف سمو ولي العهد الأمين ودون أي احترام لسمو المنافسات الرياضية.

@@للأسف أن الخروج عن الروح الرياضية تكرر كثيراً في ملاعبنا حتى بات أقرب إلى المألوف، والسبب القرارات الضعيفة وما يتبعها من قرارات عفو حتى أصبحت مثل هذه الممارسات ترتكب في مثل هذه المنافسات التي يحظى فيها الرياضيون برعاية وتكريم القيادة لهم.

@@ الحزم في معاقبة الخارجين عن الروح الرياضية ومثيري شغب الملاعب دون مجاملة أو تمايز السبيل الوحيد لحماية منافساتنا الرياضية من الخدش.[/align]