ايقاع التنافس يحدد الفارس

ايقاع التنافس يحدد الفارس


محمد الشيخي
اليوم كلنا نقف جميعا مع عراقة الاهلي والاتحاد ضد التعصب وضد المشرعين الجدد له في زوايا الاعلام واركان المدرجات.. واليوم نحتفي بصورة من صور التنافس التقليدي لن تتوقف عن لاعبين يركضون وراء الكرة داخل الملعب بل تمتد الى اطراف اخرى في الناديين من جماهير ومسؤولين واعلاميين فجميعهم يحملون على عاتقهم مسؤولية الارتقاء بالتنافس في مثل هذه المناسبة الى اقصى درجات التعقل من منطلق قيمي ومجتمع يقطع شرايين التباغض والتحامل.. علينا ان نحتمل مشهد الفرح في شارع التحلية او شارع الصحافة وان تكون تلك الفرحة بميزان العقل لا التهور والجنون.. لاتهتموا بتلك الاحاديث المنثورة هنا وهناك فهي مجرد احاديث تمثل من يتفوه بها ولكنها لاتمثل الكيان ولا العراقة ولا التاريخ التي ستتواجد بعطرها الجميل في امسية الليلة لتحتفي ببطل وبطولة.
سنوات طويلة من عمر الكرة في بلادنا تشهد بأن الاهلي والاتحاد يتمتعان بخصوصية فريدة منها ما يتعلق بتاريخهما الطويل وبتنافسهما التقليدي ومنها ما يتعلق بحصاد الذهب الذي نال منه الاهلي والاتحاد على مدى هذا التاريخ ما يواكب المكانة وما يتوافق مع اصالتهما كناديين تربت على يديهما كرة القدم السعودية قبل ميلاد اندية سعودية اخرى حملت اللواء معهما واسهمت في الحركة الكروية بانجازاتها هي ايضا.. فعندما يلتقي قلعة الكؤوس والعميد هذا المساء على نهائي كأس سمو ولي العهد فإنهما يسعيان لاعادة وميض ذكريات ذهبية جميلة تتغنى بها جماهيرهما حتى اليوم وغدا والمنى كل المنى في المعسكرين ان تتصل هذه الذكريات حاضرها بماضيها سواء على المسار الاخضر او الاصفر.
من حق كل منتم ان يحلم ويتمنى ويطمح ثم من حقه ان يتفاعل ويفرح ولكن ما ليس من حقه ان يسيء ويبالغ بحجة ان في الاهلي او في الاتحاد من اطلق وعودا جازمة بتحقيق الكأس ولم يف بوعده.. فالميدان ميدان كرة قدم وليس ميدان معركة واحتمالات الفوز والخسارة واردة حتى التفوق في الميدان او في الملعب لن يقود الى الفوز مالم يكن هناك توفيق وحسن استغلال وهذه الاجواء تقودنا لاكتشاف ما اذا كان اطار التنافس التقليدي الذي يحكم الناديين قد تغير وتأثر بالتعاطي الاعلامي المتنوع والمؤازرة الجماهيرية بتفاوت اتجاهاتها بين المثالية والعنف.
ميدانيا ومن واقع مشوار الناديين في البطولة حتى وصولهما الى النهائي نجد سمتين مهمتين لازمتهما في مشوارهما فالاهلي عبر محطات صعبة قبل ان يرسو في ميناء النهائي كان اخرها مواجهة الهلال ذهابا وايابا اما الاتحاد فهو قد وصل من الطريق السهل وبنتائج قياسية وكبيرة وهذا ليس هدفا للمقارنة فالحقيقة تبرز تفوق الاتحاد بالاسماء والنجوم ولكنها ليست مسلمة امام فريق اهلاوي مزيج بين الخبرة والشباب.
علي نفس الملعب سيستدعي لاعبو الفريقين ذكرى قريبة كان عريس ليلتها الاهلي عندما حقق من امام منافسه كأس الامير فيصل بن فهد وبثلاثية نظيفة في رأيي انها ستكون حافزا للناديين للتعزيز او الرد ففوز الاهلي ببطولة ثانية من امام المنافس التقليدي في موسم واحد تعني رصيدا معنويا قويا في حسابات التنافس وفي حسابات الجمهور وتدعيما لمفهوم التفوق اما فوز الاتحاد فيعني ان واحدة بواحدة دون ان تكون هناك فاصلة ولاعبرة بالهوامش.
** من المؤكد ان نيبوشا وديمتري لن يبحثا عن المستوى بل يبحثان عن مسار ضوء باتجاه المرمى يحقق الكأس وعندها ستختنق السلبيات وتجد الايجابيات صداها في كل القنوات.
** اخر الكلام.. التركيز والحضور الذهني امران مهمان لمن يبحث عن الفرح هذه الليلة!.