[align=center]مشعوذاً يروجون للخرافات.. وآخرون لم يسمع عنهم أحد
الدنبوشي لعبة الأندية.. حرب الجماهير
وليد العمير - احمد الياس - ابراهيم القربي (جدة)
رغم استهجانه لطلاسم السحر والشعوذة التي يعتقد بجدواها الواهمون ويحتفون بها الا ان حكاية شهيرة لرئيس ناد رياضي عريق كشفت هذا الزيف وكان رئيس النادي أرخى سمعه لوشوشة بعض جماهير النادي واستعان بساحر لعمل «دنبوشي» اعتقادا منه انه ورقة رابحة لهزيمة الفريق الخصم غير ان السحر انقلب على النادي ولاعبيه وجماهيره حينما سحقه الفريق الخصم بنتيجة قاسية وذهب الدنبوشي وطلاسمه ادراج الرياح هذه الواقعة واحدة من حكايات الطلاسم والسحر في كرة القدم وهي ماراثون محموم يستشري حتى في ميادين كرة القدم العالمية وليس وقفا على بلد معين واذا نظرنا الى حصيلة السحر والشعوذة بصفة عامة نجد انها بلغت خلال السنوات الثلاث الماضية اكثر من 1650 حالة في مختلف مناطق المملكة غير ان كافة المؤشرات تلمح الى ان الوعي ادى الى انخفاض الحالات خلال العام الجاري .
لأن حكاية ساحر الاهلي والاتحاد والقصص المماثلة لها كثيرا ما تعد مادة خصبة للاقاويل وتغذي مخيلة مشجعي كرة القدم المهووسين فإن القضية التي تخرج من ملعبها بدون كسور او اصابات تتمثل في ماهية «الدنبوشي» ولماذا يعتقد بعض عشاق الرياضة في هذا الوهم وما الوسيلة المثالية لاستئصال اورام الطلاسم والخزعبلات في كرة القدم وكشف ألاعيب الذين يعزفون على وتر المشاعر والخداع لتمرير «كرات» المصالح الى حساباتهم الشخصية دون تحقيق الهدف المرجو لان المسألة كلها عبارة عن زيف وخزعبلات.
هاجس الشعوذة
وبعودة الى «المدعو» الدنبوشي نجد ان هذا اللفظ ارتبط في الذاكرة الجمعية لعشاق كرة القدم بهاجس الشعوذة والدجل دون ان يبحث الكثيرون عن اصل الكلمة ومنشأها ولكن الوعي بشكل عام جعل الكثيرين يتجاوزون مثل هذه الترهات وجدواها في هزيمة الخصم الرياضي الا ان آثارها تظهر بين الفينة والاخرى بين المهووسين بكرة القدم.
الدنبوشي ليس لها اصل
وكلمة «دنبوشي» دخلت الى مصطلحات الكرة في المملكة قبل عدة عقود ولايعرف لهذه الكلمة اصل في اللغة العربية ولكن من المرجح انها لفظة افريقية، وتشير المعلومات الى ان «الدنبشة» منتشرة بين المشجعين وجماهير الاندية في الوقت الذي لايعيرها بعض الاداريين في الاندية اي اهتمام.
طقوس الماء لاتجدي
هنا قصص عن الدنبوشي وخرافته في بعض الملاعب ومنها حكاية رواها مازن والذي كان يلعب في درجة الشباب حيث اوضح انه في احدى المنافسات الهامة وقبل دخولهم الى الملعب فإن احد اداريي الفريق احضر لهم كمية من الماء ودعاهم الى غسل وجوههم به قبل الدخول الى ارض الملعب.
ويضيف ان جميع اللاعبين امتثلوا لتعليمات الاداري وقاموا بغسل وجوههم ولكن المفاجأة المحزنة حسب قول اللاعب انه حينما دخل الى الملعب بدأ يرى خطوط الملعب البيضاء وقد تحولت الى لون الفريق المنافس مما ادى به الى فرك عينيه طيلة زمن المباراة والتي انتهت بهزيمة فريقه حيث ان الدنبوشي لم يجد فتيلا .
واضاف انه بعد تلك الواقعة فان اداري الفريق اصبح من اكثر الذين يحاربون خرافة الدنبوشي.
ساحر بملابس متسخة
وثمة قصة اخرى يرويها سليمان ويقول: كنت في المدرجات اتابع مباراة هامة بين فريقين متنافسين وكانت النتيجة تعادلا حتى قبل المباراة بعشر دقائق واذا بالجماهير في المدرج الذي اجلس به تهتف بحماس كبير لشخص تظهر عليه علامات البؤس والتعب وملابسه متسخة لدرجة لاتوصف وكان هذا الشخص توجه ووقف خلف مرمى الفريق المنافس وبعدها بدقائق سجل فريقهم الفوز فهتفت الجماهير بحماس وعندها قلت لنفسي ان هذا الشخص لو استطاع ان يجلب السعادة لهذا العدد من الجماهير لجلبها الى نفسه اولا.
ذبيحة في الملعب
وقال يوسف انه سمع رواية من حارس امن في احد الملاعب ان اداري احد الاندية جاء في المساء وطلب منه ان يدخل الى الملعب ويقوم بذبح خروف وامتثل حارس الامن لتعليمات الاداري ولكنه بدلا من ان يدفن الذبيحة في أرضية الملعب قام بأخذها الى منزله.
قط شارد
ومن حكايات وطرائف الدنبشة التي يتناقلها عشاق كرة القدم قصة القط الشارد ومغزى هذه الحكاية ان احد السحرة طلب احضار قط اسود في رأسه بياض وان يكون قد تربى في ازقة المدينة المرغوب هزيمة فريقها وتم احضار القط ووضعه على سجادة خضراء وتمتم الساحر بطلاسم وتعويذات مبهمة وطلب الساحر ان يترك القط يسرح في الملعب بعد ربط التعويذة في ذيله والمفارقة المضحكة ان الفريق الذي استخدم الدنبشة هزم بعدة اهداف من منافسه حيث ان الدنبوشي لم يفلح بتحقيق الفوز له ومن القصص المعروفة في اوهام الدنبوشي حكاية رئيس ناد اتهم احد اداريي الفريق المنافس برش ماء على لاعبيهم من تحت باب غرفة تغيير ملابس اللاعبين وهي قضية وصلت الى المحاكم.
وفي حالة اخرى كشفت تحقيقات هيئة التحقيق والادعاء العام مع مشعوذ يدعى مصطفى عقب ضبطه انه قام بتنفيذ اعمال سحر وشعوذة ضد احد الفرق بعد تكليفه من شخصية ادارية في فريق رياضي وتم رفع حيثيات اعتراف المشعوذ الى المحكمة الشرعية.
خداع الموهومين
وكان اللاعب الدولي السابق خالد الدايل قدم محاضرة عن خرافات الدنبوشي والتي قال ان مثل هذه الطلاسم تخدم الموهومين وان هذا ان كان حقيقة لما أقامت الاندية المعسكرات وتعاقدت مع مدربين عالميين ولاعبين دوليين بملايين الدولارات.
واضاف ان خرافات الدنبوشي ناتجة عن الفراغ العشوائي وقلة الوعي الديني، وفي استطلاع سابق شمل عددا من الصحافيين الرياضيين اشار 90% من هؤلاء ان خرافات الدنبوشي لم تعد شائعة في اوساط المشجعين والمجال الكروي لان التقنيات الحديثة ركلت مثل هذه الخرافات خارج الذاكرة علاوة على المفهوم الجديد في كرة القدم إضافة الى اهتمام الاندية في المملكة باستقدام المدربين العالميين والتعاقد معهم والاستعانة بلاعبين دوليين لهم شهرتهم وسمعتهم.
كما ان التطور الذي دخل الى مجال كرة القدم منح اللاعبين دفعة قوية لاقتلاع هذه الاوهام من ذاكرة المشجعين المهووسين.
واذا كان الدنبوشي لم يعد له حضور في مجال كرة القدم فماذا يقول المهتمون بالشأن الرياضي عن هذا الموضوع، اللاعب والحكم الدولي السابق غازي كيال قال ان كلمة دنبوشي التي تعني الشعوذة قدمت الى الوسط الرياضي في المملكة من بعض دول افريقيا حيث كان هناك عدد كبير من اللاعبين الافارقة يشاركون في الاندية السعودية.واضاف ان هذا النوع من الافعال له تأثيرات نفسية فقط وليس لها اثر في دنيا الواقع حيث كانت مثل هذه الخرافات يتم استغلالها بسبب قلة الوعي والثقافة لدى اللاعبين اما الان فأستبعد ان يكون هناك اي نوع من هذه الامور ويسرد كيال قصة حدثت له عندما كان لاعبا وذلك عندما وجد ان «الفانلة» التي يرتديها بها شيء غير مريح واكتشف ان ذلك الشيء عبارة عن ورقة وعندما فتحها وجد بها طلاسم ولكنه لم يهتم بذلك واستعان بالله ولم يؤثر فيه ذلك.واستطرد انه كان يعرف شخصا توفي كان يتفق مع اي فريقين متنافسين ويعدهما بالفوز ويقبض الثمن من الاثنين وبطبيعة الحال فانه لابد من فائز في المباراة وعندما يلاحقه الفريق «المهزوم» يعتذر لهم انه «عمل» ودنبوشي الفريق المنافس كان اقوى وكل ذلك خرافات، وفي سياق الدنبوشي في المجال الرياضي ماذا يقول خبراء علم النفس عن هذا الموضوع؟ ولماذا تنطلي مثل هذه الالاعيب على بعض الناس.
الدكتور صلاح السقا استاذ علم النفس الرياضي في جامعة الملك سعود قال ان ظاهرة السحر والدنبشة في الرياضة عالمية تؤثر على مستويات اللاعبين نفسيا ووصف السقا ان بعض اداريي الاندية السعودية بأنهم يحملون نفوسا مريضة وقال السقا السحر هو اعتقاد ونحن في الاسلام نعرف انه محرم ومن يلجأ لساحر لاتقبل صلاته لمدة اربعين يوما وعلى المستوى الاجتماعي والنفسي هي مرفوضة تماما وتابع السقا البعض في الوسط الرياضي نفوسهم مريضة وللاسف انهم كثر وتجدهم يعملون تعويذات وبعضهم يؤمن برقم معين ويتفاءل به وكل ذلك يؤثر على عطاء اللاعب وبعض اللاعبين يتجه لعمل تصرفات معينة يوم المباراة واذا لم يعملها يعتقد انه لن يؤدي المباراة بالشكل المميز وهذا يؤدي اليه تفكيره وايحاؤه ويخفق في المباراة بسبب دوافعه النفسية والموضوع برمته اعتقاد الشخص فيه.
واضاف السقا هناك بعض اللاعبين وهذه حقيقة يشعرون بكسل وخمول واذا كان عنده اعتقاد قوي بالدنبوشي يؤثر ذلك على تفكيره ويعزو ذلك للعمل والسحر وقتها لا محالة ستؤثر عليه لدرجة 100% ولنعود بالزمن للخلف تجد ان منتخب فرنسا في كأس العالم 98 وحسب ماذكرت اكبر صحيفة فرنسية ان ساحرا كان يرافق لاعبي المنتخب الفرنسي يعمل لهم تعويذات وبعض الطقوس التي يظنون انها تنفعهم.
وعما اذا كان للاعلام دور في تأثر اللاعب بها قال السقا: للاعلام دور هام وجوهري اذ يعمل ايحاء للاعبين بان هذه حقائق ويجلب ادلة وامثلة نجح بها مثل ذلك واللاعبون يتأثرون بالدنبشة حسب وازعهم الديني ولكن متى ما آمن اللاعب بقدراته لن يتأثر بها وفي السابق كانت الدنبشة تؤثر على اللاعب السعودي لجهله ولكن السؤال الحقيقي هل هناك اشخاص من ادارة الاندية واللاعبين حاليا في ملاعبنا يعتقدون بذلك وللأسف ان هناك فئة من المختلين الذين يعتقدون بالسحر والدنبشة بتأثيرها على نتيجة المباراة.
حرب نفسية
ويقول الدكتور محمد الحامد استشاري الطب النفسي ان الدنبوشي والسحرهو مجرد وهم وغير موجود لاعلى المستوى الديني ولا العلمي وهو مجرد تخييل وهذا رأي الامام ابي حنيفة.
واضاف الدكتور الحامد ان مثل هذه الامور الدنبوشي او السحر تستغل للايحاء والسيطرة على اطراف معينة الذي تولد الحرب النفسية لدى تلك الاطراف فلماذا نصدق هذا الشيء التي يزرع الوهم في نفوس بعض رؤساء الاندية واللاعبين فلو كان قدر الانسان بيد ساحر او يد انسان من النوعيات هذه التي تتعامل في هذه الامور لكانت الدنيا اصبحت بشكل آخر فالعقل العربي لازال يعاني ومريض ويعيش في الماضي والسحر واعماله كلها كذب في كذب وعندما جاء الاسلام جاء ليحارب مثل هذه الاعمال فلا يوجد على ارض الواقع ما يشير الى صحة مثل هكذا اعمال فهل سمعت ان اي حضارة قامت على السحر ؟بالطبع لا.
وعن الجانب الديني في هذا الموضوع قال الشيخ الدكتور ابراهيم الخضيري ان الدنبوشي لون من ألوان الدجل الذي يروجه الدجالون المخرفون ويحاولون خديعة جمهور كرة القدم بجدوى مثل هذه الترهات وهو لون من ألوان السحر قال تعالى «ولا يفلح الساحر حيث أتى».
واستطرد ان استعمال الدنبوشي سواء في الرياضة او غيرها عمل محرم ولا يقوم بعمل الدنبوشي سوى شخص يتقرب من الجن والشياطين «بقربان» يطلبونه منه ولاشك ان مثل هذا الامر يخرج صاحبه من الملة ويوصل الى الكفر بالله عز وجل.[/align]