وإن توسدت التراب ومضغت الحصى .. أنت في نعمة عظيمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قالوا ...
صبر المرأة أقوى من الألم
نعم صبر الفتاة عظيم ، عظيم إن وجد من يتكاتف معه لا ضده ، إن ابتعدت
عنه ألسنة المرجفين ، إن ابتعدت عنه سهام المغرضين ، الذين لا طائل لهم من الكلام
ولا مقصد إلا الشماتة وإن غلفوه بشمع النحل ، هو السم الزعاف وإن كان أول طعمه العسل.
وليتهم يعلمون حقيقة : أن من تربى في العافية لا يعلم ما يقاسيه المبتلى .
أولئك الغوغائيون لو كان في قلوبهم نور يسطع لانتقل إلى مقل أعينهم، ولرأوا
بعين البصيرة قبل البصر أن أخواتهن ماهن إلا مقدر لهن ولا يملكن جلب الأقدار لأنفسهن.
لكن لا عزاء لمن فقد نور بصيرته ولم يعد له بصر وإن كان له عينين ،أعين
لم تعد تفرق بين الألوان والمناظر الحسنة من القبيحة، بل ربما هم وإن كانوا متزوجون
لكنهم لم يذوقوا طعم الهناء ويصدق فيهم قول الشاعر:
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ
والماء فوق ظهورها محمول
العيس هي الإبل.
فاستكثروا عليك الزواج حسدا أن تنالي مالم ينالوه من السعادة يوم أن تزوجوا.
لكن ...
يا أخواتي الكريمات :
أنتن وإن فقدتن الوطن ، فمازال لكن امل في أن تعودوا إليه ، كالأغراب .. لهم شوق وحنين
ما أعظمه وما أجمل صورته في قلوبهم ، ثم لابد وأن يعودوا إلى ديارهم..فقد قيل :
وطن المرأة : زوجها
وتأملن حال من فقد البصر وما يناله من الخلل في أموره ، لا يعرف أن يمشي ، ولا أن يرى
ماهو أمامه ، لا يقرأ لا قرآن ولا كتب ولا صحف ، ولا ينظر إلى مخلوقات الله ، ولا يشعر
بالعدو وقدومه كي يتحرز منه ، لا يستطيع الهرب، مستسلم لمن رامه بأذى ..
لسنا أعظم بلاءا منه لو قليلا تفكرنا وتدبرنا ، وقيسي على ذلك نعمة السمع وغيرها من النعم ،
تجدين أنك في نعمة عظيمه ، ولو ذهبت ما أرجعتها الملايين ، ولا العقلاء فضلا عن المجانين.
وكما يقال :
إذا أردت أن تعرف ما أنت فيه من نعمة ، فانظر إلى حال من هم دونك.
واعظم نعمة وكفى بها نعمة ، نعمة الإسلام .. وإن توسدنا التراب ومضغنا الحصى.
بارك الله فيكن ووفقكن ورزقكن بأحسن مما تتمنين.