بسم الله الرحمن الرحيم
ثم من المعلوم أنه لا خلاف بين المسلمين في أصول الدين من وجوب الإيمان بوجود الجنة والنار وأنهما باقيتان إلى ما لا نهاية ونحو ذلك ففي ذلك لا يختلف مسلمان ولا يجتهد فيه انسان لأن هذا من أصول الدين.
وأما الفروع مثل بعض أحكام الصلاة والصيام والحج فإذا اجتهد المجتهد فأصاب فله أجران وأما لو أخطأ فله أجر واحد. ولكن هناك شروطاً معينةً لا بد من توفرها في الشخص حتى يكون مجتهداً وأهلاً للاجتهاد ومن ذلك أن يكون حافظاً لآيات الاحكام وأحاديث الاحكام مع معرفة أسانيدها ومعرفة أحوال الرواة من حيث الثقة والضعف وأن يكون قوي القَريحة عارفاً بالمسائل التي أجمع عليها المجتهدون وأن يكون له حظ وافر في علم النحو.
فمن توفرت فيه كل شروط الاجتهاد له أن يستنبط ويجتهد في الفروع فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد، وهذا الاجتهاد غير الذي ذمّه الله والرسول لأنه اجتهاد لا يخالف الكتابَ والسُنّة.