جماهير الإمارات تعانق اللون الأبيض وتعيش على الأمل
للمرة الرابعة يتأهل المنتخب الاماراتي لكرة القدم إلى المحطة النهائية في كؤوس الخليج ولكن في المرات الثلاثة الماضية فشل الفريق في خطف اللقب مما جعل اليأس يدب في أوصال الجماهير الاماراتية ، ولكن اليوم أصبح الوضع مختلفا حيث تزايدت الطموحات البيضاء بأن الحظ سوف يبتسم للكرة الاماراتية وربما تجد نفسها على منصة المركز الاول وليس الوصيف الذي تكرر كثيرا على مدار مشاركة الامارات في هذا العرس الخليجي الذي انطلق عام 1970 وشاركت فيه الامارات في نسختها الثانية عام 1972.
وموقعة الثلاثاء القادم ضد عمان ليست الاولى للابيض في النهائيات بل هي الرابعة وفشل في المرات الثلاث السابقة في تحقيق حلمه ولن تكون هناك فرصة أفضل مما هو عليه الحال في الوقت الراهن حيث تنام وتصحو الجماهير الاماراتية على الحلم بأن تحقق لقب بطل الخليج ولو لمرة في ظل السيطرة من الكويت والسعودية والعراق وقطر على الالقاب السابقة.
نجوم الفرح
ويرسم الفرحة على وجوه الكرة الاماراتية في الوقت الراهن مجموعة من أبرز اللاعبين يتقدمهم الفتي الأسمر اسماعيل مطر الذي أصبح معشوق الجماهير الاماراتية لانه سجل هدفا من ذهب في المباراة الاخيرة لمنتخب بلاده في الشباك السعودية جعل حلم الجماهير الاماراتية يقترب رويدا رويدا.
ومع اسماعيل مطر هناك مجموعة أخرى متميزة من أبرزها كابتن المنتخب محمد عمر وفيصل خليل وهلال سعيد وحميد فاخر وحيدر آلو وسبيت خاطر وخالد درويش ومحمد سرور ويقودهم المدرب الفرنسي البارع برونو ميتسو الذي ابتسمت له الكرة من جديد بعد سلسلة من الاخفاقات مؤخرا عندما تولى اتحاد جدة السعودي لفترة بسيطة ومن قبل الغرافة القطري الذي حقق معهم بطولة الدوري في الموسم الاول لكنه تراجه وهبط بشكل مثير في الموسم التالي مما جعله يرحل للسعودية ومنها لقيادة المنتخب الاماراتي.
ثلاث مرات
سبق للكرة الاماراتية أن تأهلت للمباراة النهائية ثلاث مرات أعوام 1986 في كأس الخليج الثامنة وفي العام التالي أيضا صعدت الامارات للنهائي في كأس الخليج التاسعة والمرة الاخيرة كانت في خليجي 12.شاركت الامارات في كأس الخليج من الدورة الثانية في المملكة العربية السعودية عام 1972 وظلت الكرة الاماراتية خلال مشوار 16 بطولة تسعى للفوز باللقب وتأهلت للنهائي ثلاث مرات ولكنها فشلت والفرصة متاحة امام هذا الجيل من اللاعبين للدخول في السجل الذهبي للكرة الاماراتية.
ونسرد لتاريخ مشاركة الامارات في هذه البطولة الغالية على كل خليجي حيث كانت المباراة الاولى لمنتخب الامارات يوم الجمعة السابع عشر من مارس 1972 وكانت ضد منتخب قطر وانتهت بفوز الامارات 1/صفر وهو الهدف الاول في تاريخ الامارات في المشاركات الخليجية وسجله وقتها سهيل سالم وفي هذه المشاركة احتل المنتخب الاماراتي المركز الثالث.
المركز الرابع
وفي كأس الخليج الثالثة التي أقيمت في الكويت عام 1974 حقق المنتخب الاماراتي فوزا كبيرا على البحرين 4/صفر واحتل المنتخب المركز الرابع بعد الهزيمة من قطر في مباراة تحديد المركز الثالث حيث خسرت الامارات المباراة بركلات الترجيح. وفي كأس الخليج الرابعة في قطر عام 1976 احتل المنتخب الاماراتي المركز السادس حيث تراجع مستواهم في تلك البطولة بشكل كبير والدليل على هبوط المستوى في تلك البطولة أنه لم يحقق أي انتصار وخرج صفر اليدين. ولم يتغير الحال كثيرا في كأس الخليج الخامسة التي جرت في العراق عام 1979، حيث حقق المنتخب فوزا وحيدا على عمان جعلهم يحتلون المركز قبل الاخير.
صحوة جديدة
وفي كأس الخليج السادسة بدأت الكرة الاماراتية تصحو مجددا عندما استضافتها على أرضها وبين جماهيرها واحتل المنتخب المركز الثالث بعد سلسلة من العروض القوية بالفوز في البداية على قطر بهدف ثم على السعودية وعمان. وفي كأس الخليج السابعة في سلطنة عمان عام 1984 سعى المنتخب الاماراتي من البداية الى وضع البصمة الايجابية فحقق الانتصار في المباراة الاولى على الكويت وقطر ويتعادل مع العراق ولكنه تراجع بعد ذلك فيتعادل مع البحرين وعمان ويخسر من السعودية مما جعل المنتخب الاماراتي يحتل المركز الرابع.
المركز الثاني
وفي كأس الخليج الثامنة التي جرت في البحرين عام 1986 استطاع الفريق ان يتأهل للمباراة النهائية ولكنه فشل في الفوز باللقب بعد أن حقق المنتخب الكويتي كأس البطولة وفي تلك البطولة حقق المنتخب الاماراتي الفوز على عمان والسعودية والبحرين والتعادل مع العراق وكان وقتها عدنان الطلياني من أحد أبرز نجوم الكرة الاماراتية والخليجية. وفي كأس الخليج التاسعة عام 1988 التي جرت في السعودية قدم المنتخب مباريات جيدة ومثلما فعل في البطولة السابقة فعل في الحالية واحتل وقتها المركز الثاني بعد المنتخب العراقي.
بين الرفض والقبول
وفي كأس الخليج العاشرة التي أقيمت عام 1990 في دولة الكويت شارك المنتخب الاماراتي بعد مرحلة بين الرفض والقبول بعد تأهل منتخبهم في ذلك الوقت الى نهائيات كأس العالم بايطاليا وبعد مشاورات طويلة شاركت الامارات ولكنها كانت أسوأ مشاركة في تاريخهم حيث قدم المنتخب وقتها عروضا متواضعة لعدم الاعداد الجيد والتفكير في كأس العالم بدلا من كأس الخليج واحتل المنتخب فيها المركز الخامس. وفي كأس الخليج الحادية عشرة التي جرت في قطر عام 1992 استعادت الكرة الاماراتية عافيتها نسبيا بعد الظهر السئ في البطولة السابقة واحتل الفريق المركز الرابع. ثم عادت الامارات لتستضيف خليجي 12 عام 1994 وقدم وقتها مباريات قوية ومثيرة لكنه يحتل المركز الثاني بعد المنتخب السعودي الفائز باللقب. وفي خليجي 13 التي جرت في عمان عام 1996 دخل المنتخب الاماراتي مرشحا بقوة للمركز الاول ولكنه يكتفي مع مرور المباريات بالمركز الرابع لتعيش الجماهير الاماراتية وقتها في صدمة كبيرة خاصة ان منتخب بلادهم قبل البطولة كان على أهبة الاستعداد من خلال مباريات ودية متنوعة ومعسكرات ايجابية. وفي خليجي 14 عام 1998 حققت الامارات المركز الثالث بعد مستويات متوسطة المستوى لم تنل رضا الشارع الكروي. وفي خليجي 15 التي استضافتها السعودية عام 2002 حل المنتخب الاماراتي في المركز السادس في تراجع واضح للكرة الاماراتية. وفي عام 2003 شاركت الامارات في خليجي 16 التي استضافتها الكويت واصلت الكرة الاماراتية التراجع الرهيب وحلت في المركز الخامس. لم يتغير الحال كثيرا عندما شاركت الامارات في خليجي 17 التي جرت عام 2004 في العاصمة القطرية الدوحة حيث احتل المنتخب المركز السادس.
تعويض ما فات
ومع إطلالة خليجي 18 في مدينة أبوظبي بدولة الامارات العربية المتحدة تعالت أصوات الجماهير الاماراتية بأنه لابد من تعويض كل ما فات من سنوات القحط والجفاء ومصالحة الجماهير وتحقيق رغبة اللاعبين في المنافسة على اللقب ولكن كانت الصدمة الاولى بهزيمة من منتخب عمان أمام أكثر من 60 ألف متفرج يتقدمهم رئيس الدولة، ولكن تماسك الفريق وحقق الفوز في المباراة الثانية بالمجموعة الاولى على اليمن 2/1 ثم الفوز في المباراة الاخيرة بالمجموعة على الكويت 3/2 ، وصعد الفريق للدور الثاني لملاقاة السعودية وحقق المنتخب الابيض الفوز بهدف نظيف تأهل على إثره للمباراة النهائية.
وقبل أن نلقي بالستارة على الختام بقي أن نقول أن الجماهير الاماراتية تضع نصب عينيها أن تغير ما حدث في تاريخها الرياضي حيث تأهل منتخب بلادها مرارا وتكرارا ولكن هذه المرة تختلف وترغب في أن تحتفل باللقب بين ربوعها وفي أحضانها.