الأهـلي‏2006‏ يختلف كثيرا عن‏2005‏

الأهـلي‏2006‏ يختلف كثيرا عن‏2005‏
الفريق يظهر بمستواه الحقيقي في بطولة العالم للأندية‏..‏
ويترك انطباعا جيدا عن الكرة الإفريقية

كتب : أيمن أبو عايد

لم يكن فوز الأهلي بالمركز الثالث في بطولة العالم للأندية باليابان ضربة حظ أو وليد الصدفة‏,‏ وانما نتاج جهد وعرق واخلاص وتفان من اللاعبين والجهاز الفني وتعاون وتوفير كل احتياجات الفريق من الإدارة ومساندة جماهيرية كبيرة‏.‏

لقد نجح فريق الأهلي بطل مصر وممثل الكرة الافريقية في فرض احترامه علي الجميع كاحد الفرق الكبري في عالم كرة القدم العالمية‏..‏ وترك انطباعا جيدا عند كل المهتمين بلعبة كرة القدم بداية من بلاتر رئيس الاتحاد الدولي ـ الفيفا ـ مرورا بكل المسئولين عن منظومة الكرة في العالم نهاية بالجماهير اليابانية التي باتت تعشق حاجة اسمها الأهلي وكان خير سفير للدعاية وجذب الانظار للسياحة في مصر‏.‏

لقد اعاد الأهلي كتابة التاريخ من جديد ونجح في في رد الاعتبار لنفسه أولا ثم الكرة المصرية والافريقية بالإنجازات التي حققها غير الصورة الباهتة التي انطبعت عن الفريق في بطولة العالم الماضية‏.‏

وهذا ما نؤكد عليه ولايمكن لاحد التقليل من حجمه ولقد كنت شاهدا علي هذا الانجاز الكبير‏,‏ ولمست عن قرب كيف تعامل الأهلي مع هذه البطولة بشكل مختلف تماما دون المبالغة في الاحلام‏..‏ ويمكننا القول ان الأهلي في بطولة‏2006‏ يختلف كثيرا عن الأهلي‏2005‏ لقد تعامل مع البطولة بعقلانية وهدوء دون ضجيج أو مبالغة وهذا ما يحسب لادارته الواعية والجهاز الفني والإداري واللاعبين‏.‏

لقد استعاد الأهلي كثيرا من دروس اخطاء المشاركة في العام الماضي‏,‏ وذهب إلي اليابان هذه المرة بشكل مختلف واضعا في اعتباره هدفا أول وهو تغيير الصورة التي انطبعت عند المسئولين والجماهير اليابانية عن الفريق والتي لاتعبر بشكل اساسي عن حجم الفريق وامكانات لاعبيه‏.‏

وهذا ما وضح من تصريحات المسئولين في البعثة سواء لوسائل الإعلام العالمية أو المصرية بان الأهلي حضر لتقديم انطباع جيد عن الكرة المصرية والافريقية وتغيير الصورة الباهتة التي لا تعبر عن حجمه الطبيعي في الموسم الماضي‏,‏ ولقد كان الانكسار في بطولة‏2005‏ هو الدافع الاساسي للانتصار في‏2006.‏

ويكفي الانطباع الجيد الذي عادت به البعثة من طوكيو وهذا ما أكده جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم في تصريحات خاصة للأهرام عندما قال انه سعيد بتطور مستوي اداء الأهلي والصورة التي عليها في البطولة وانه كان يعلم جيدا ان امكانات الأهلي ترشحه ليكون طرفا في النهائي‏..‏ وأشاد بمستوي اداء الفريق ومدربه جوزيه الذي وصفه‏,‏ بالمدرب الكفء‏,‏ كما اشاد بلاعبيه محمد أبوتريكة وفلافيو وقال إن بامكانهما اللعب في اي فريق اوروربي‏.‏

وأكد بلاتر انه كان واثقا ان اداء الأهلي في بطولة العام الماضي لايتناسب مع حجم وامكانات الفريق‏,‏ وأكد بلاتر ان احتلال الأهلي للمركز الثالث في البطولة أكبر دليل علي تطور الكرة الافريقية ونجاح البطولة‏,‏ كما اشادت الأميرة تاكامادو رئيس شرف وجمعية الصداقة اليابانية المصرية بانجاز الأهلي الذي وصفته بانه رائع وقالت لقد كنت واثقة من قدرة الأهلي علي تحقيق هذه النتيجة لالتزامهم ودقة ادائهم ومايقدمه من كرة جماعية ومتطورة‏..‏ وان ما حققه الأهلي في البطولة سيكون أكبر حافز لناشئي اليابان للوصول إلي ما حققه الأهلي‏.‏

وأشاد بانجاز الأهلي عيسي حياتو رئيس الاتحاد الافريقي الكاف الذي حرص علي حضور البطولة بدعوة من الفيفا وقال ان انجاز الأهلي واحتلاله للمركز الثالث في بطولة العالم هو انجاز وتشريف للكرة الافريقية‏,‏ مؤكدا أنه فخور وسعيد بما قدمه الأهلي في البطولة‏,‏ وقال ان أهم ما خرج به الأهلي من البطولة هو تغيير الصورة التي انطبعت عند المسئولين والجماهير عن مستوي الأهلي في بطولة العام الماضي‏,‏ مؤكدا ان هذا هو الأهلي الذي نعرفه ونثق في امكاناته كبطل لافريقيا‏.‏

وكانت الجماهير اليابانية قد تعاطفت كثيرا مع الأهلي واداء لاعبيه الراقي خاصة بعد خسارته غير المنطقية امام فريق انترناسيونال البرازيلي في الدور قبل النهائي‏,‏ وكانت حزينة وتمني نفسها بوصول الأهلي إلي النهائي‏..‏ وهو ما ظهر بوضوح في مباراته الأخيرة والتي شجعته بحرارة وكأننا نلعب في استاد القاهرة‏.‏

وبداية يجب ان نؤكد حقيقة مهمة هي ان رغبة اللاعبين والتزامهم وتعاملهم باحترافية مع كل مباراة كانت السبب المباشر في تحقيق الفوز كما لايمكن ان نغفل الجانب الفني والنفسي الذي لعبه الجهاز الفني في تهيئة اللاعبين نفسيا بمثل هذه المباريات ولو كان هناك بعض الخبرة الدولية لمثل هذه المواجهات وبعض الحظ والتوفيق‏.‏ لكان الأهلي طرفا في النهائي‏.‏

وهذا ما أكده مانويل جوزيه المدير الفني لفريق الأهلي عندما قال‏:‏ إنه كان بامكان الأهلي أن يذهب الي ماهو أبعد من المركز الثالث لو كان لديه بعض خبرة الاحتكاك والتوفيق‏,‏ وانتقد جوزيه عدم انتظام المسابقة المحلية وضغط المباريات والشكوي من ارهاق اللاعبين لطول الموسم ودخوله في الموسم الذي يليه دون حصول اللاعبين علي راحة سلبية بين الموسمين‏.‏

لقد عادت البعثة من اليابان مرفوعة الرأس‏,‏ لما حققته من انجاز‏,‏ وكان خير تكريم للفريق هو الاستقبال الرسمي والجماهيري للبعثة في مطار القاهرة‏,‏ خاصة من الجماهير الوفية التي اصطفت علي جنبات الطريق من المطار وحتي مقر النادي بالجزيرة‏.‏

وإذا كان الوصول للقمة سهلا فإن المحافظة عليها أصعب‏,‏ وهذا يتطلب جهدا مضاعفا من الأهلي إدارة وجهازا فنيا ولاعبين مستقبلا من أجل المحافظة علي المكتسبات التي عاد بها من اليابان‏,‏ وليست مالية فقط‏(2.5‏ مليون دولار‏)‏ ولكنها معنوية بشكل أكبر‏,‏ وبعد أن فرض الفريق اسمه عالميا‏,‏ وبات معروفا في كل انحاء العالم فلن يقبل منه نتائج وأداء أقل مما تحقق في اليابان‏,‏ وهذه هي الضريبة التي يدفعها الأبطال دائما‏..‏ لقد شرف الأهلي الكرة المصرية والعربية والافريقية وكل التوفيق للكرة المصرية‏