يا امة الله انذرتك النار ... يا عبد الله انذرتك النار

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا امة الله انذرتك النار ... يا عبد الله انذرتك النار

يا أمة الله : أنذرتك النار

صرخة دوّى بها محمد صلى الله عليه وسلم

لأحب الناس إليه وأقربهم منه وأغلاهم عنده ، حيث قال

: " يا فاطمة بيت محمد أنقذي نفسك من .. النار .. لا أغني عنك من الله شيئاً "
يا صفية عمة رسول الله : أنقذي نفسك من النار .. لا أغني عنك من الله شيئاً .. "
وها أنا ذا أهتف بها من بعده تأسياً به ..، فاسمعيها مني وخذيها عني ، فوالله إني لأخاف عليك

يا أمة الله : أنذرتك النار
وسطوة الواحد القهار... ونقمة العزيز الجبار .. وأن تطردي من رحمة الرحيم الغفار
يوم تعودين إليه .. وتقبلين عليه .. وتقفين بين يديه ... وحيدة فريدة ... طريدة شريدة .
مسلوبة من كل قوة .. محرومة من كل نصرة .. فمالك من الله من عاصم .. وليس لك من دونه راحم

يا أمة الله : أنذرتك النار
يوم تعرضين عليها .. وتردين على متنها
فترين لهيبها .. وتبصرين كلاليبها .. وتلمحين أغلالها وأنكالها

فلا تدرين

: أتنجى من الوقوع فيها وتنقذين منها ؟ فتسعدين للأبد
أم تقذفين إليه وتعذبين بها ؟

.. فيا تعاسة الجسد .. ويا حرقة الكبد.. ويا شقاءً ليس له أمد
يا أمة الله : أنذرتك النار
التي تناهت في الحرارة ... وزادت في الاستعارة

{ { وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ فلو تعالت صيحات أهل النار ما رحموهم

ولو طالت زفراتهم لما أنقذوهم
تواصلت أنّاتهم وحسراتهم لما ساعدوهم ولو
وكلما أرادوا أن يخرجوا منها لما فيها أعادوهم وبمقامع الحديد طرقوهم

وبالأنكال والأغلال قيدوهم ..

فيا ذلة الحال.. ويا سوء المآل .. ويا بؤساً ليس له نهاية .

يا أمة الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ... قُمت على باب النّار ، فإذا عامَّةُ من دخلها النساء"
فاحذري – أخيتي –

أن تكوني منهن ، فلا تسلكي سبيلهن ، فيا شقائهن
– جموعهن غفيرة وأعدادهن غزيرة
فتجنبي – أخيتي – وهج الحريق ..
فإني من خوفي عليك أن تمتد ألسنة اللهب إليك فتحرق جلدك الناعم وتشوي وجهك الباسم أذكرك بتلك اللحظة المروّعة ... لإبليس في النار .. يعض من فرط الندم أصابعه ... تجري مدامعه .. ومن معه يصطرخوا .. يولولوا .. يتحسروا
ياويحهم .. صراخهم من يسمعه ؟
عذابهم من يمنعه ؟
بكاءهم .. عويلهم .. من يرحمه ؟

فيا أمة الله
الصلاة ... الصلاة
وكيف تطيب الحياة بدون هذه الصلاة !! وفيها رضاء الإله ، وبها سبيل النجاة
فهي دليل السعادة وسبيل النجاح
فمن ضيع في البداية " حي على الصلاة " أضاع – ولاشك – في النهاية " حي على الفلاح "!!

يا أمة الله : أنذرتك النار
وكأنني أُبصرها ترمي بشرر كالقصر ، تريد أن تحتويك وبنارها تصل اليك .
من خلال ضحكة غجرية مع بائع ضائع
يصيد كالذئاب بخسة الكلاب
يبادلك الابتسام ويستطيل معك الكلام
تكاد عينيه أن تقفز من رأسه ليلتهم ما تبدّى من وجهك المكشوف أو بلبس الشفوف .
ومن خلال يديه التي تنسل من جنبيه لتلامس كفك الظاهر أو شعرك النافر .
بدعوى القياس وتجريب اللباس وأخذ لون البشرة
يا أمة الله : أنذرتك النار
لشرها المستطير وخطرها الكبير أن تصل إليك عن طريق سماعة الهاتف
وحديث طويل في ظلمة الليل مع شاب غافل عاطل لا يخاف الله ولا يخشى لقاه
يفيض لسانه بالأماني العذاب ، ويشكو من ألم الفراق ومُرِّ العذاب
يا أمة الله : أنذرتك النار
أن تسقطي فيها لخروجك البريء مع شاب شقي بريء من الطهر ونزيه من القداسة ، كبراءة إخوة يوسف – عليه السلام – من كيدهم لأخيهم ومكرهم بشقيقهم .
مع من يدنس عرضك ، وينجس كرامتك ، وينتهب عفتك فيسرق منك أغَلى ما فيك وأعز شيء عليك
وبعد أن يذبح العفة .. ويئد الشرف ويقتل المرؤة يعود بعد جريمته وقد أصاب غنيمته ..
بنفس فائز منتصر غير منكسر ..
وترجعين أنت وقد ذهبت اللذة وبقي الأذى
وغابت المتعة وظلت اللوعة
وتلاشت الشهوة وجاءت الشقوة
تتجرعين ألم الندم وغصة المعصية وخوف الفضيحة وتأنيب الضمير .
يا أمة الله : أنذرتك النار
أن يصيبك طرف من عذابها بسبب قدميك التي تعرَّت أو يديك التي تبدّت ، أو عينيك التي تجلّت ، أو
ملبسك الذي يصف البشرة ، ويحدد الجسد ، ويبرز معالم الجسم ، ومواطن الفتن في البدن
يا أمة الله : أنذرتك النار
أن تسقطي في حضيضها من أجل خلوة مريبة بجرْأة عجيبة مع سائق سارق
يجوب بك خلال الشوارع والمرافق والأسواق ،
لا دين يردعه ، ولا خوف يمنعه ، ولا تحذير يسمعه
فقد أُطلق له الحبل على الغارب

فلا معاتب أو مراقب أو محاسب
يا أمة الله : أنذرتك النار
وكأنني أرمقها وقد أوقد عليها وزيد في لهيبها ، تشكو إلى الله من حرها تكاد تصل إليك عن طريق صديقة العمر التي تزين لك قبائح الأعمال ، وتجمل في نظرك شنائع الأقوال .
تدلك على الذنوب وتؤزك إلى المعاصي
وتنسيك يوماً يؤخذ فيه بالأعناق والأقدام والنواصي
تقدم لك هدية من نار ، مطرزة بثوب الخزي والعار على طبقة المحبة الكاذبة والمودة الزائفة .
كرقم هاتف لشاب كاذب سارق للأعراض
أو شريط ساقط لفكر هابط
أو فيلم خبيث أو منظر غير شريف أو عفيف أو صورة خليعة توقظ الغريزة الكامنة ،
يا أمة الله : أنذرتك النار
أن تلدغك عقاربها وتلسعك حيَّاتها ، لأنك ِ أطلقت العنان للسان ، فأخذ يصول ويجول ..
في مجالس ملطخة ٍ بالسخرية من مسلم أو مسلمة ..
في غيبة مذمومة محطِّمة .. في سبة .. في تمتمة ..
في ضحكة من غافل .. في بسمة من جاهل ..
في كذبة .. في بهتة .. في نمنمة ..
.. في سقطة من لفظة ، وهفوة من لسان ، وزلة في حديث في حق من لا يعمله .
يا أمة الله : أنذرتك النار
لحرارتها المتناهية وعيونها الآنية يوم تأتي لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها لها تغيظاً وزفيراً . تكاد تميز من الغيظ وهي تفور وبحرها تثور .
أن يصلك شيء من حرارتها من أجل أن تنتعلي كعبك العالي الذي يطرق وجه الأرض بصوته العالي ليلفت الأنظار ولتستدير وجوه بعض الغافلين ..
يا أمة الله : أنذرتك النار
أن تدركك خباثة ما فيها لزخة من عطر
فيا له من أثر ما أبلغه !! .. وفي قلوب أهل الهوى ما أوقعه !!
وعند رب الكون ، ما أقبحه !! ما أشنعه !!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أيُّما امرأة استعطرتْ ثم خرجت ، فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية ٌ، وكل عين زانية
فيا أمة الله :
أما آن أوان الاستفاقة ؟!
فعذاب الله – يا أمة الله – ليس في وسعك احتماله ولا لك عليه طاقة
يا عبد الله : انذرتك النار
أن تسقط في حضيضها
بذلك الشيء الذي وضعته فوق منزلك .. يناطح السحاب ، ويعانق السماء
ثم جلست داخل منزلك !
فاتكأت على كل ما لطف من الفُرش َّ ، واسترخيت على السندس والإستبرق ، وأمرت بالمرطبات ، و أصناف المأكولات ، وأغلقت النوافذ والأبواب ..
‍ثم .. تناولت مفتاح الجهاز بيدك ، فقلبته كيفما شئت .
ونفسك الأمارة تقول لك .. من مثلك ؟ .. هاهو العالم بين يديك .. فتجول فيه أني أردت .
فأخذت تنتقل ووجهك تعلوه الابتسامة ، ونظراتك تطارد المشاهد المكشوفة ، ولعابك يسيل على المناظر الفاضحة ، فمن فيلم إلى مسرحية ، ومن رقصة إلى أغنية ، ومن ذنب إلى معصية ، ومن صغيرة إلى كبيرة .
فتشاهد في هذه الشاشة البيضاء ، ما ينكت في قلبك النكتة السوداء ، فتتوالى هذه النقط السوداء على قلبك الأبيض ، حتى يغلب السواد على البياض فيموت قلبك ، ويبقى جسمك ، فتكره كل خير ، وتحب كل شر ، وتبتعد عن كل معروف ، وتقترب من كل منكر .
يا عبد الله
إلى متى ستظل تجرى خلف الشهوات ..
وتلهث وراء المنكرات .
. كم ستعيش في هذه الدنيا ؟ ستين سنة .. ثمانين سنة .. مائة سنة ألف سنة .. ثم ماذا ؟ .. ثم موت .. خلود دائم ، في جنان النعيم ،أو في نار الجحيم و ماء الحميم .
أخي .. تخيل نفسك وقد نزل بك الموت ، ودخلت القبر ورأيت ظلمته ووحدته ، وضيقه ووحشته..
تذكر .. الملكين وهما يقعد انك يسألانك .
تذكر .. كيف يكون جسمك بعد الموت .. تقطعت أوصالك ، وتفتت عظامك ، وبلي جسدك ، وأصبحت قوتاً للديدان .
تذكر.. يوم تسمع الصيحة.. إنها صيحة العرض على الله .. فيطير فؤادك ، ويشيب رأسك.. فتخرج من قبرك مغبراً حافياً عارياً ..
قد رجت الأرض ، وشخصت الأبصار لتلك الأهوال :
ا
تذكر .. مذلتك في ذلك اليوم العظيم ، وانفرادك بخوفك وأحزانك . وهمومك وغمومك وذنوبك .. فتتبرأ حينها من بنيك ، وأمك وأبيك ، وزوجتك وأخيك .
تذكر.. يوم توضع الموازين ، وتتطاير الصحف .
كم في كتابك من زلل ، وكم في عملك من خلل .
تذكر .. يوم ينادى باسمك بين الخلائق .. يا فلان بن فلان : هيا إلى العرض على الله ، فتقوم أنت ، ولا يقوم غيرك ، لأنك أنت المطلوب .
تذكر .. حينئذ ضعفك .. وشدة خوفك ، وانهيار أعصابك ، وخفقان قلبك .. وقفت بين يدي الملك الحق المبين ، الذي كنت تهرب منه ، ويدعوك فتصد عنه ..
وقفت وبيدك صحيفة . لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها ، فتقرؤها بلسان كليل .. وقلب كسير فبأي لسان تجيبه حين يسألك عن ...
مالك الذي أضعته
.. وعمرك الذي أسرفت فيه ..
وعينك التي خنت بها
.. وسمعك الذي عصيت به ...
بأي قدم تقف غداً بين يديه ، وبأي عين تنظر إليه وبأي قلب تجيب عليه ..!!!
ماذا تقول له غداً .. عندما يقول لك : يا عبدي .. لماذا لم تجُلّني ، لماذا لم تستح من ، لماذا لم تراقبني ...
يا عبدي .. هل استخففت بنظري إليك .
يا عبدي .. ألم أحسن إليك .. ألم أنعم عليك !!
أخي الحبيب ..
تذكر .. هذه المواقف العصيبة ، والأوقات الرهيبة يوم ينسى الإنسان كل عزيز وحبيب ، ولا ينجو إلا من كان له قلب سليم .
أخي.. قف مع نفسك هذه الوقفة المصيرية .
أخي .. والله ما كتبت هذه الأحرف ، ولا نطقت بهذه الكلمات ، إلا لخوفي على وجهك الأبيض .. أن يصبح مسودّاً يوم القيامة وعلى وجهك المنير .. أن يصبح مظلماً وعلى جسدك الطري .. أن يلتهب بنار جهنم .
منقول للفائده