محاكمة للذات في يوم عيد ميلادي

[foq1][glow1=CC0000]محاكمة للذات في يوم عيد ميلادي[/glow1]:- [/foq1]
بالأمس الموافق 11/9/1403 وبالتحديد الساعه الثامنه صباحا قدمت بحمد الله وبهبة منه الى هذه الدنيا الفانيه.
كملت ثلاثة و عشرين سنة… أوووه قصدي عشر طعش.
وكنت اترقب خائفة من من عائلتي الكريمه سيتذكر هذ اليوم؟ وكنت اسال نفسي واكرر السؤال هل انا على البال او الخاطر؟وحتىتلفوني خشيت ان اراه و ارى ان لااحدافتكرني و ارسل الي تهنئة بعيد ميلادي… وما لبثت ثوان معدوده الا وامي الحبيبه تحتضنني وتهنيني وتقبلني واخذت تبكي وتبكي حتى ابكتني معها.وقلت لها خشيت ان لا تتذكرني فقالت (كيف لا اتذكر نيني عيني يا روح ماما انتي) وبعدها اتى بابا وبقيه اخوتي مقدمين لي الهدايا و التهاني. وانا والله العالم ما كنت اريد ان اتعبهم معي او ان اكلف عليهم في شئ لاني ارى ان الهديه بمضمونها لا بمظهرها بل ان كلمة واحدة من شفاههم تكفي اطال الله في عمركما [glow1=CC0000]يا امي ويا ابي[/glow1] الحبيبان والبسكما ثياب الراحة و الهناء والعافيه.

و لكن ان سالتموني يا احبتي عن اروع واجمل و أثمن هديه تلقيتها فساجاوبكم وبكل صراحه هي [glow1=CC0000]انتم و انضمامي معكم يا اخوتي في هذا المنتدى الأكثر من رائع[/glow1].
حتى اني اصريت ان يقدم بجانب الكيكه(كانت كيكه بالفراوله والايسكريم اللذيذ)نعناع أخضر ليذكرني يا أعزائي.

و بعد ما انتهيت من تناول الكيكه(تمنيت لو انكم تذوقتموها معي)شعرت بكلام في قلبي و مشاعري فتوجهت الى حجرتي وانتشلت قلمي العزيز وكتبت هذه الكلمات النابضة عن قلب مفعم بالحياه والأمل.

يوم ميلادي يوم تنطفىء فيه شموع قديمة‚ وتشتعل شموع يملؤها الأمل وانطلاقة نحو حياة جديدة ومستقبل ينتظرني‚ وأيام تخبئها لي الحياة‚ يوم ميلادي هبة من الله أعطاني إياها‚ سنة جديدة اضيفت الى عمري‚ ورصيد جديد اضيف الى حياتي‚ يوم يتغير فيه كل شيء‚ عقلي وتفكيري‚ تصرفاتي‚ كل شيء‚ يوم ميلادي احتفل به احتفالا مختلفا‚ لا أشعل على كعكتي شموعا‚ ولن يكون هناك موسيقى‚ لن يكون تجمع اصدقاء‚ يوم ميلادي‚ احتفل فيه مع قلبي ونفسي وذاتي‚ احتفل فيه مع تصرفاتي‚ معاملتي‚ أخطاء الحياة التي مضت‚ مع كل لحظة مرت ولم استفد منها‚ يوم ميلادي‚ يوم أحاسب فيه نفسي‚ أفتح فيه الدرج المهمل‚ وأرتب أوراقي لاستعد بعدها لخوض حياة جديدة تنتظرني‚

يوم ميلادي اقف فيه مع محاكمة الحياة‚ القاعة ساكنة يعمها الهدوء‚ أقف على منصة المحكمة‚ فأنا المتهم‚ والمدعي ذاتي‚ والحضور قلبي‚ اعمالي‚ تصرفاتي‚ تبدأ المحاكمة يوجه لي سؤال كيف كانت علاقتك بربك؟ صلاتك هل حافظت عليها؟ هل حافظت على الأمانة التي أمنك سبحانه وتعالى عليها وهي جوارحك؟ فأجيبها لا أنكر بأن هناك قصورا وربما قصور كبير ولكن كنت أعمل جاهدة لتكون علاقتي بربي على افضل ما يكون‚ وان أحافظ على تلك الأمانة‚ فتوجه لي ذاتي سؤالا آخر: كيف كنت مع أصدقائك؟ فاسكت برهة وأفكر‚ فأجيب بعد ان اخذت مدة في التفكير ليست بقليلة‚ رفعت رأسي‚ ورأيت نظرات من قلبي تقتحم الماضي لتجيب‚ لا انكر بأنني سعيدة كل السعادة انني ولدت معك وعشت لحظات فرحك وحزنك ولكن احيانا أكره وجودي في حياتك‚ لانك بصريح العبارة كنت تتجاهلين أناسا بقربك يحاولون ان يكونوا لك اليد التي تمدك بالأمل‚ والبسمة التي تزهر بها حياتك‚ ربما قسوت عليهم كثيرا وربما وربما؟ ولكن أعيدي تنظيم دقات قلبك التي تقودك اليهم‚ وتقربي منهم فهم جزء من قلبك وهم نبضاته وبهم تسمو حياتك‚

أما تصرفاتي وأعمالي فلم تكن لتسألني او تدافع عني وانما كانت تؤكد قول ذاتي وقلبي‚ فهي أكبر دليل وخير برهان على قصوري سواء أكان ذلك في علاقتي مع ربي او أهلي او مع صديقاتي‚ او حتى مع أناس لم تربطني بهم سوى الزمالة‚

انتهت المحاكمة بعد ان اعلن قاضي الحياة براءتي‚ بعدها قبلت ذاتي وقلبي وشكرتهما لأنهما واجهاني بصدق ولم يخدعاني‚ غادرنا محكمة الحياة‚ واحتفلت بعدها معهم بيوم ميلادي‚ يوم اطوي فيه صفحات الماضي‚ وأفتح صفحة مشرقة ليوم وحياة ومستقبل مشرق بإذن الله‚ داعية ربي سبحانه ان تكون سنة خير‚ سنة افتح صفحة جديدة مع كل الناس حتى مع من خدعني او ظلمني او أساء اليّ‚ فأنا اليوم غير تلك التي كانت منذ سنة‚ كل جزء في ولد من جديد‚ فلن أنسى ان احمده سبحانه على نعمة الحياة‚ فهي اعظم هدية وهبني اياها خالقي‚

ــ راجع حساباتك‚ نظم اوراق حياتك المبعثرة‚ وتأكد ان ما مر من حياتك كان ماضيا يستحق ان يكون ضمن ذكرياتك وانت اليوم تولد من جديد فعش كل يوم بكل لحظة بكل دقيقة وبكل ثانية‚ فاليوم الذي يغادر من حياتك بحلوه أو مره يصعب ان يعود مثله‚ فالحياة هدية انعم الله بها‚[glow1=FF0000]فعش حياتك وأشكر ما واهبك الله إياها,,,[/glow1]

التوقيع: