صعبها القناص.. ثم حسمها في النهاية بضربة رأس تخصصية ماكرة منحت الهلال نقاط مباراته المثيرة أمام الاتحاد.. بهدفين فقط كسب رفاق الدعيع اللقاء وكسبوا معه احترام الجميع بأخلاقياتهم الرائعة وسلوكياتهم المتميزة وهم يواجهون فنوناً من الضرب والركل والرفس مارسها - للأسف - بعض لاعبي الاتحاد في لقاء الأمس
حسم الهلاليون المباراة بعد أن صعبت عليهم بضياع ضربة الجزاء المبكرة (د 13) من زمن شوط المباراة الأول من قدم ياسر القحطاني.. ليفاجئ الاتحاديون الجميع بهدف في نهاية الشوط الأول كان عكس مجرى اللعب الذي سيطر عليه الهلاليون مستفيدين من التوتر والشحن الكبيرين اللذين كان عليهما لاعبو الاتحاد خصوصاً في الشوط الأول الذي فعل خلاله لاعبو الاتحاد كل ما لا علاقة له بكرة القدم من خشونة وضرب تجاه الشلهوب وزملائه.. وحين تخلصوا من ذلك نسبياً في الشوط الثاني عاد الفريق إلى مستواه المعهود وشاطر الهلال اللعب رغم النقص الحاصل في صفوفه بطرد أحمد الدوخي في الدقيقة 34 من الشوط الأول بعد دهسه قدم رودريغو متعمداً.
* نجح الهلاليون بالأمس في تحويل تأخرهم بهدف من قدم بورقين إلى فوز كان يمكن أن يكون تاريخياً.. فالفرص المهدرة أمام مرمى المرقب لا تعد ولا تحصى.. فتصدى القائم للكرة مرتين.. وتصدى الحارس وسوء الطالع للبقية الباقية..
لكن النهاية جاءت زرقاء بعد أن ازداد نقص الاتحاد نقصاً بخروج مدافعه حمد المنتشري بالبطاقة الحمراء حين اضطر إلى إعاقة (البديل) الصويلح وهو في حالة انفراد بالمرمى.. قبل الهدف الثاني للهلال بأربع دقائق (د 81)، حين كسر القناص عناد الكرة وغرسها برأسه في الشباك بعد أداء هلالي هجومي كبير.. حيث فعل الهلاليون بالاتحاد كل شيء، وزادت الفرص الضائعة والبطاقات الحمراء والصفراء التي أشهرها خليل جلال من إثارة ومتعة وقوة المباراة رغم الأداء المتوسط فنياً للفريقين؛ نظراً للحساسية الكبيرة التي دخل بها الاتحاديون اللقاء على عكس الهلاليين، فالهلال لعب كرة جماعية سهلة ومتعقلة بالرغم من صعوبة المباراة وظروفها المتوترة؛ ولذلك نجح في الفوز بها تاركاً للاتحاديين كالمعتاد التوتر والنرفزة رغم الروح العالية التي أظهرها بعض نجومه نحو زملائهم لاعبي الهلال.
المباراة بالتأكيد انتصار هلالي جديد تفوق به الهلاليون على ظروفهم الصعبة قبل اللقاء المتمثلة في الغيابات المؤثرة وعدم الاستقرار الذي شهده الفريق مؤخراً ليقدم نجوم (الزعيم) الفوز عيدية خاصة لجماهيرهم الغفيرة.
المباراة
** بدأ الهلال اللقاء بالدعيع في المرمى وأمامه الرباعي العبدالسلام تفاريس المرشدي، الذياب وفي الوسط خمسة لاعبين هم عزيز، الهليل، الشلهوب، الغامدي، رودريقو.. وفي المقدمة ياسر القحطاني.
واتضح من التشكيل لعب الهلال بطريقته المعتادة 4-5-1 بتواجد خمسة لاعبين في الوسط ما مكنه من السيطرة على المباراة منذ البداية.. حيث كان الفريق الأفضل وصاحب المبادرة بالهجوم أمام فريق اتحادي متراجع مثَّله المرقب في المرمى. وفي الدفاع الرباعي العيسى المنتشري، تكر والدوخي.. وفي الوسط أربعة لاعبين هم كريري، أبوشقير، السويد، واسيموفيتش وفي الهجوم بورجيتي وكيتا. وبدا واضحاً تراجع لاعبي الاتحاد لملعبهم أمام الهجمات الهلالية معتمدين طريقة اللعب 4-4-2 واكتفى الاتحاديون معظم دقائق الشوط الأول بالدفاع والاندفاع تجاه لاعبي الهلال مرتكبين العديد من الأخطاء والألعاب الخشنة التي استهدفت الشلهوب ورودريقو بالذات وبقية اللاعبين عموماً.. ولأن الهلال كان هو الأفضل والأقرب للتسجيل جاءت الفرصة الأولى من المباراة من ضربة جزاء مبكرة تسبب بها الشلهوب المتألق دائماً وخصوصاً أمام الاتحاد.
د 13 ضربة جزاء مهدرة
ففي الدقيقة 13 حوّل الذياب كرة عرضية داخل منطقة الاتحاد أخطأ المرتبك حمد العيسى الذي شارك في الظهير الأيسر بدلاً من الأيمن مركزه المعتاد مجهزهاً للشلهوب الذي تجاوز الحارس ليعيقه وضربة جزاء تقدم لها ياسر القحطاني ولعبها أرضية ضعيفة تمكن منها المرقب منقذاً مرماه من هدف هلالي مؤكد.
بعد ذلك ازدادت سخونة المباراة وأصبح اللعب أسرع كثيراً وخصوصاً من قبل الهلاليين حيث شكل الشهلوب وردريقو مثلثاً مع ياسر لبناء الهجمات في عمق الدفاع الاتحادي مع تقدم عزيز والغامدي والعبدالسلام في الجهة اليمنى ليرتبك الاتحاديون ويرتكبون العديد من المخاشنات القوية في كل كرة مشتركة وسط الميدان. واستمر اللعب محاولات هلالية وترقب اتحادي دون المبادرة بالهجوم باستثناء محاولات محدودة اعتمدت على الكرات الثابتة التي جاءت من أخطاء هنا وهناك. ورغم السيطرة الهلالية إلا أن الهجمات لم تكن تحمل طابع الخطورة والجدية حيث ظل مرمى الاتحاد في مأمن في ظل الألعاب الخشنة الاتحادية في المنتصف مما عطّل اللعب كثيراً.. ورغم نجاح كيتا في الإفلات من الطرد مرتين مع الشلهوب عندما دخل عليه في الأولى بقوة نال على إثرها بطاقة صفراء ودهس قدمه في المفصل في الثانية دون عقاب حاول الدوخي فعل الشيء نفسه مع رودريقو ليدهس قدمه أمام الحكم الذي لم يتردد في إشهار البطاقة الحمراء له بعد 43 دقيقة من اللعب ليواصل الهلاليون الهجوم لكن الهفوة الدفاعية القاتلة التي ارتكبها الظهير الأيسر سعد الذياب كلفت فريقه هدفاً عكس مجرى اللعب.
د 45 هدف اتحادي مفاجئ
ففي الوقت بدل الضائع حاول الذياب تشتيت كرة ليجهزها لكيتا البعيد عن الرقابة لينطلق بها متجاوزاً الدعيع ويلعبها في المرمى لكنها تجاوزته ومرت أمام الخط لتجد بورجيتي ليعيدها إلى الشباك هدفاً للاتحاد انتهى به شوط المباراة الأول.
الشوط الثاني
شوط المباراة الثاني كان ساخناً منذ بدايته بعد الاحداث المثيرة التي شهدتها الشوط الاول بهدف الاتحاد وقبله طرد الدوخي حيث اشرك مدرب الاتحاد خليلوفيتش الظهير الايسر صالح الصقري مكان اسيموفيتش ليعود العيسى الى الظهير الأيمن.. وبالمقابل اشرك بوسيرو نواف التمياط بديلاً للاعب المسحور عبدالعزيز الهليل نظراً لعدم الحاجة الى محور آخر في ظل نقص الخصم وبدأ التمياط هجمات فريقه بتسديدة من داخل المنطقة ابعدها المرقب ركنية وتحول الاتحاديون الى الهجوم على عكس المتوقع حيث دخل اللاعبون هذا الشوط بروح عالية واصرار على الحفاظ على الهدف الذي منحهم الثقة ورفع معنوياتهم وامتص الهلاليون هذا الاندفاع بشكل جيد مع تنظيم صفوفهم وخصوصاً في الوسط والتركيز على الهجمات عن طريق الاطراف بتقدم الذياب يساراً ورودريقو في اليمين.
ومع الضغط الهلالي كانت كل الطرق تؤدي الى مرمى الاتحاد الذي كانت حظوظه متباعده وهناك ضعف واضح في متوسط الدفاع والاطراف مع اجتهادات لاعبي الوسط امام التفوق الهلالي في هذه المنطقة وبعد ثلاث دقائق كاد كيتا أن يواصل المفاجأة الاتحاد حين ارتدت له كرة من الدفاع سددها قوية لكن الدعيع تألق في التصدي لها وأبعدها بعد ذلك ومن منطقة الصقري يتلاعب رودريقو بالجميع ويواجه الحارس لكنه سدد من زاوية ضيقة من فوق العارضة رغم انه لا يبعد سوى امتار عن المرمى.
ليعود الاتحاديون الى الهجوم رغم تقدمهم بهدف ولنقص العناصر في صفوفهم يحول كيتا عرضية يبعدها الدعيع لتصل الى السويد فيسدد كرته قوية تألق الدعيع ايضاً في ابعادها بعد ذلك يعود الهلاليون الى أجواء المباراة ومن كرة ولا أروع يتبادلها الشلهوب وياسر ثم ريغو الذي حولها أمام المرمى للشلهوب فيستلمها ويضعها رائعة على يمين الحارس لكن القائم تصدى لها.. تلاها كرة أخرى في ظل مد هلالي جارف نحو المناطق الاتحادية فينفذ الشلهوب كرة من خطأ خارج المنطقة وضعها رائعة ترتد من العارضة لتفاريس الذي لعبها برأسه خارج المرمى. ومع تقدم دقائق اللقاء كان الهلال يقترب أكثر وأكثر نحو الهدف مع توتر اتحادي عاد مجدداً.. وأمام الاندفاع الاتحادي يتحصل الصقري على خطأ ينفذه أبو شقير على رأس تكر الذي وضعها بجوار القائم الأيسر للدعيع في أخطر كرات الاتحاد.
ولأن الهلال كان الأقرب والأكثر جدية وبحثا عن التسجيل كان لا بد أن يقف مسلسل الكرات الضائع برأسية رورديقو محرزاً هدف التعادل.
د 60 هدف تعادل هلالي
فقد حول الذياب في الدقيقة 15 من هذا الشوط كرة رائعة عرضية خلف الدفاع تتجاوز ياسر الذي كان الدفاع مركزاً عليه لتجد المندفع روديقو فيقابلها برأسه على يمين الحارس كهدف تعادل مهم للهلاليين بعد الفرص العديدة المهدرة. عندها انفتحت شهية الهلاليين واستفادوا كثيراً من التفوق العددي بتحويل الكرات نحو الأطراف وإيجاد المساحات ليجد عزيز الفرصة ويتقدم نحو حافة المنطقة ثم يسدد كرة أرضية زاحفة تعود من القائم الأيسر، ثم يحول العبدالسلام كرة عرضية رائعة يقابلها نواف برأسية ولا أروع على يمين الحارس مسجلاً هدفاً ثانياً ألغاه الحكم باحتساب خطأ على القحطاني رعم عدم تداخله في اللعبة.
ويستمر الأداء الهجومي الهلالي وتصل كرة داخل المنطقة لياسر فيتلاعب بتكر الذي دفعه بيده للخلف وضربة جزاء غير محتسبة، ويقوم بيسر بالتغيير الثاني بعد أن أحكم الهلاليون سيطرتهم على اللقاء بدخول الصويلح مكان الذياب ليعيد عمر الغامدي للظهير الأيسر.. وكاد هذا التغيير أن يكلف الهلال الكثير نظراً لأن أقوى مناطق الاتحاد كانت في الجناح الأيمن بتحركات كيتا المزعجة والمستمرة.
وبعد دقائق من دخول الصويلح ينطلق خلف كرة في العمق الاتحادي نحو المرمى، فلا يجد المنتشري بدءاً من إعاقته في وضع انفراد ليتلقى البطاقة الحمراء ويخسر فريقه لاعباً ثانياً بعد الدوخي.
ليزداد الضغط الهلالي شراسة، وتتهيأ كرة أمام تفاريس داخل المنطقة، ويسدد كرة من فوق العارضة لتأتي بعد ذلك كرة الهدف من ضربة ركنية.
د 40 هدف التعزيز لياسر
* حيث نفذ التمياط ركنية في الدقيقة 85 من اللقاء أعادها المرشدي للخلف بكعبه لتصدم بالصويلح، وتتهيأ أمام ياسر الذي لكزها برأسه على يسار الحارس هدفاً هلالياً ثانياً أشعل الفرح في المدرجات وبدد القلق من الفرص المهدرة تباعاً، وتصبح المباراة في يد الهلاليين أكثر باستثناء تحركات كيتا المقلقة للمدافعين ويشرك خليلوفيتش سعد العبود مكان أبوشقير ويعيد الصقري للدفاع مكان المنتشري لتأتي أخطر كرات الاتحاد بواسطة كيتا ايضا لكن الدعيع تصدى لها كالعادة إلى ركنية ولينهي الحكم المباراة بفوز هلالي هام وخسارة أولى للاتحاد في الدوري.
من المباراة
** قاد اللقاء بكفاءة عالية المونديالي خليل جلال واستطاع السيطرة على المباراة رغم صعوبتها ورغم بعض الأخطاء العفوية ومنها عدم طرد كيتا في الشوط الأول بعد خطأين متتالين ضد الشلهوب والدهس المتعمد لقدمه وكذلك ضربة الجزاء غير المحتسبة لياسر بعد شد رضا تكر وأيضاً الهدف الجميل لنواف التمياط غير المحتسب.
** منح جلال بطاقات صفراء لكل من فيصل المرقب، اسيموفيتش، كيتا، بورقيتي، وطرد الدوخي والمنتشري من الاتحاد. ومن الهلال أنذر الغامدي والمرشدي..
** المباراة جاءت مثيرة بأحداثها المختلفة تفوق خلالها الهلاليون على التوتر الاتحادي الذي بدأ بالورود وانتهى بالبطاقات..
** المستوى الفني للمباراة جاء متوسطا وكانت الإثارة والمتعة بالفرص هنا وهناك أكبر من اللقاء فنياً.. وكان الهلاليون الأفضل طوال اللقاء فيما قدم الاتحاد مباراة أفضل في الثاني رغم النقص.
** الضرب المتعمد للشلهوب ومحاولة إخراجه من اللقاء توقف بعد طرد الدوخي حيث توقفت الخشونة قليلا ليتفرغ الاتحاديون للكرة (تقريباً) في الشوط الثاني ويظهروا بشكل أفضل.. أما الهلاليون فكانوا الأكثر تفوقاً والأقل توتراً ولذلك خرجوا بنقاط المباراة.
** ياسر القحطاني حسم اللقاء بضربة رأس رائعة معوضاً عدم جديته واستعراضه في بعض فترات المباراة ومنها إهداره لضربة الجزاء بشكل باهت.
** المرشدي أهم مكاسب الهلال هذا الموسم فقد قدم نفسه مدافعاً متمكناً وداعماً لكرة القدم السعودية بشرط استمرار مشاركته ليكسب الخبرة اللازمة.
** كيتا ثم المرقب كانا أبرز الاتحاديين بينما طغت الخشونة والعنف على البعض الآخر حتى وصل الدوخي!!
** جماهير متواضعة حضرت المباراة من جانب الهلاليين بينما خرج الاتحاديون سعداء بعد أن نفذوا من خسارة تاريخية أمام الهلال!
** ما شاهدناه بالأمس من الاتحاد هو بقايا فريق.. فلم يعد العميد عميداً وهو يتلقى الخسائر من مباراة إلى أخرى وبمستويات هزيلة!