:: المنتدى الاسلامي :: طبق التعاليم الأسلآميه لترضي رب البشريه وتنجو من النار السرمديه

الإهداءات
عازف العود من الجوف : هذا انت بس المشكله عنك لاهين نركض ورا دنيا رخيص ثمنها يالله يارب العباد المصلين اللي يديها بالصدر تحتضنها رحماك لامن حافنا نازح البين والروح من بين الحنايا مكنها انت الرجا والعبد مخلوق مسكين


قراءة فى كتاب دعاء ذي النون

:: المنتدى الاسلامي ::


 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-07-2024, 07:29 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مميز
نعناعي ذهبي

إحصائية العضو







رضا البطاوى is an unknown quantity at this point

 

رضا البطاوى غير متصل

 


المنتدى : :: المنتدى الاسلامي ::
افتراضي قراءة فى كتاب دعاء ذي النون

قراءة فى كتاب دعاء ذي النون
"فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين}" دراسة تحليلية ... "
المؤلف علي ناصر مطلك وهو يدور حول بحوث متعددة عن الدعاء من ناحية معانى ألفاظ الدعاء وعن اعرابه وعن اللطائف فيه وغير هذا والغريب أن معظم ذلك هو خروج عن الدعوة فالناس لا يتعلمون معانى الألفاظ ولا الإعراب ولا القراءات لأن ما يهمهم هو المعنى الاجمالى والأحكام المتعلمة من الآية
استهل مطلك بسبب تأليف الكتاب فقال :.
"ان القران الكريم حافل بأدعية الانبياء "عليهم السلام" وهم يمثلون القمة في الاخلاص لله تبارك وتعالى، وكانت تراودني فكرة ان اكتب شيا عن دعاء من ادعية الانبياء"عليهم السلام" ففكرت في اختيار الدعاء، فوقع اختياري على دعاء يونس "عليه السلام "لما يحمل من قمة الربوبية والالوهية والتذلل لله "عز وجل"، فدرست هذا الدعاء المبارك دراسة تحليلية"
وفى المبحث ألأول تناول المعانى اللغوية لكلمات الدعاء فقال :
"المبحث الأول معاني الألفاظ في الدعاء اليونسي
غم: تقول غممته إذا غطيته فانغم، غم يومنا بالفتح، فهو يوم غم، إذا يأخذ بالنفس من شدة الحر، والغم واحد الغموم، والغمام السحاب، واحده غمامة، ويقال غمه الشيء غما من باب قتل: غطاه ومنه قيل: للحزن غم لانه يغطي السرور والحلم، وهو في غمة، أي: حيرة ولبس، والجمع غمم، ومنه الغمام لكونه ساترا لضوء الشمس والفرق بين الغم والحزن هو ان الحزن خلاف السرور ، والحزن هو حالة انقباض في القلب، كما أن السرور حالة انبساط
النجاة: الخلاص، والتناجي التحدث بالسر، والنجوة من الارض ما ارتفع منها، وقد يكنى بالنجوة عن الغائط، والنجي القريب ومنه قوله تعالى {وقربناه نجيا} ، والمناجاة: الحديث بين اثنين او اكثر من ذلك ."
وهذا لا يهمنا فى شىء ولا حتى القادم وهو الإعراب فى قوله :
"المبحث الثاني الإعراب
فنادى: الفاء تدعى هذه بالفصيحة ، و (نادى) معطوفة على (ظن) في قوله تعالى: (فظن أن لن نقدر عليه)
في الظلمات: متعلقة بحال من فاعل "نادى" ان: مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشان محذوفا، وخبرها جملة {لا اله الا انت}، ويجوز ان تكون مفسرة؛ لان النداء فيه معنى القول دون حروفه .
سبحانك: مفعول مطلق منصوب بفعل محذوف والجملة حالية.
اني: ان واسمها، والجملة تعليلية .
كنت من الظالمين: خبر لـ (ان)
و {من الظالمين} في محل نصب خبر كنت
فاستجبنا: عطف على ما تقدم
(له): متعلقة بـ (استجبنا).
(من الغم): متعلقة بـ (نجيناه).
(كذلك): متعلق بمحذوف مفعول مطلق، عامله " ننجي "، ويجوز ان تكون الكاف اسما بمعنى "مثل" في محل نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر، فهو صفته ."
وكل هذا لا فائدة منه فالكتب اللغوية والنحوية ما ألفت إلا بعد القرآن بقرون أو عقود ومن ألفوها كان هدفهم هو تضليل الناس وجعلهم يختلفون فى التفسير بدلا من المعنى العام الواحد الذى قصده الله
وفى الثالث ذكر مطلك بعض القراءات فى الآية فقال :
"المبحث الثالث //وجوه القراءات الواردة في الدعاء وتاثيرها على المعاني.
قوله تعالى: (ننجي) الجمهور على قراءة النونين وتخفيف الجيم، واختلف في ذلك، فابن عامر وابو بكر بحذف احد النونين وتشديد الجيم أي: نجي، واختارها ابو عبيد لموافقة المصاحف، وقد طعن فيها لمنع الادغام في المشدد، واجيب عنه باجوبة، احسنها كما في الدر: ان الاصل ننجي بنونين، مضمومة فمفتوحة مع تشديد الجيم، فاستثقل توالي المثلين، فحذفت الثانية كما حذفت في {ونزل الملائكة تنزيلا} ، والباقون بضم النون الاولى وسكون النون الثانية وتخفيف الجيم من انجي .
وذكر العكبري ان الجمهور على الجمع بين النونين، وتخفيف الجيم ويقرا "ننجي" بنون واحدة وتشديد الجيم، وفيه ثلاثة اوجه:- احدها انه فعل ماض وسكن الياء إيثارا للتخفيف، والقائم مقام الفاعل المصدر، أي: نجي النجاء، وهذا الوجه ضعيف من وجهين احدهما تسكين اخر الماضي والثاني اقامة المصدر مقام الفاعل مع وجود المفعول الصحيح، ومن المعلوم انه لا ينيب المصدر والظرف والجار والمجرور عن الفاعل الا مع فقد المفعول، فان وجد المفعول فهو مقدم على غيره في النيابة، والوجه الثاني {نجي} فعل مستقبل أي: فعل مضارع، قلبت منه النون الثانية جيما وأدغمت، وهذا الوجه ايضا ضعيف، والذي يبدو ان ضعف هذا الوجه للبعد بين مخرج النون وهو طرف اللسان، والجيم الذي هو من وسط اللسان، ويسمى الحرف الشجري لخروجه من شجرة اللسان، فبينهما بعد في المخرج، فكيف قلبت؟ والوجه الثالث: ان اصله {ننجي} بفتح النون الثانية ولكنها حذفت كما حذفت التاء الثانية في {تظاهرون} وهذا ضعيف ايضا لوجهين: احدهما ان النون الثانية اصل، وهي فاء الكلمة، فحذفها بعيد جدا، لان الاصلي هو الذي يثبت في جميع التصاريف، بخلاف الزائد الذي هو عكسه، والثاني: ان حركة النون الثانية غير حركة النون الاولى، فلا يستثقل الجمع بينهما، بخلاف قوله تعالى: {تظاهرون} الا ترى انك لو قلت {تتحامى المظالم} لم يسع حذف التاء الثانية، وذلك للاختلاف بين الحركتين.
فقوله تعالى {وكذلك ننجي المؤمنين} بنون واحدة لانها في المصحف كذا، وتكلم النحويون في هذا، فقال بعضهم: هو لحن لانه نصب اسم ما لم يسم فاعله، وكان ابو اسحاق يذهب الى هذا القول، قال ابو اسحاق: (هذا خطا لا يجوز ضرب زيدا)، المعنى الضرب زيدا، لانه لا فائدة فيه، اذا كان ضرب يدل على الضرب، ولابي عبيدة قول اخر، وهو انه ادغم النون في الجيم، وهذا القول لا يجوز عند احد من النحويين علمناه لبعد النون من الجيم فلا تدغم فيها ، فـ ((ننجي المؤمنين)) القراء يقرءونها بنونين وكتابها بنون واحدة، وذلك ان النون الاولى متحركة، والثانية ساكنة، فلا تظهر الساكنة على اللسان، فلما خفيت حذفت، وقد قرا عاصم ({نجي} بنون واحدة، ونصب {المؤمنين} كانه احتمل اللحن، ولا نعلم لها جهة الا تلك، لان ما لم يسم فاعله اذا خلا باسم رفعه الا ان يكون اضمر المصدر في {نجي} فنوي به الرفع، ونصب {المؤمنين} فيكون كقولك: ضرب الضرب زيدا، ثم تكني عن الضرب، فتقول: ضرب زيدا، وكذلك نجي النجاء المؤمنين.
قال ابن عاشور: ((اعلم ان كلمة "ننجي" كتبت في المصاحف بنون واحدة، كما كتبت بنون واحدة في قوله تعالى في سورة يوسف (ص) {فنجي من نشاء} ، ووجه ابو علي هذا الرسم بان النون الثانية لما كانت ساكنة، وكان وقوع الجيم بعدها يقتضي إخفاءها، لان النون الساكنة تخفى مع الاحرف الشجرية، وهي (الجيم – الشين – الضاد) فلما اخفيت حذفت في النطق، فشابه اخفاؤها حالة الاعجام، فحذفها كاتب المصحف في الخط لخفاء النطق بها في اللفظ، أي كما حذفوا نون (إن) مع (لا) في نحو (الا تفعلوه) من حيث انها تدغم في اللام، وقرا جمهور القراء باثبات النونين في النطق، فيكون حذف احدى النونين في الخط مجرد تنبيه على اعتبار من اعتبارات الاداء، وقرا ابن عامر وابو بكر عن عاصم بنون واحدة وبتشديد الجيم على اعتبار ادغام النون في الجيم كما تدغم في اللام والراء، وانكر ذلك عليهما ابو حاتم والزجاج، وقالا: هو لحن، ووجه ابو عبيد والفراء وثعلب قراءاتهما بان {نجي} سكنت ياءها، ولم تحرك على لغة من يقول بقي ورضي، فيسكن الياء، كما في قراءة الحسن {وذروا ما بقي من الربا} بتسكين ياء (بقي)، وعن ابي عبيد والقتبي ان النون الثانية ادغمت في الجيم، ووجه ابن جني متابعا للاخفش الصغير بان اصل هذه القراءة {ننجي} بفتح النون الثانية وتشديد الجيم فحذفت النون الثانية لتوالي المثلين، فصار {نجي}،وعن بعض النحاة تاويل هذه القراءة بان {نجي} فعل مضي مبني للمجهول، وان نائب الفاعل ضمير يعود الى النجاء الماخوذ من الفعل، او الماخوذ من اسم الاشارة في قوله {وكذلك}، وانتصب {المؤمنين} على المفعول به على راي من يجوز انابة المصدر مع وجود المفعول به، كما في قراءة ابي جعفر {ليجزى} بفتح الزاي {قوما بما كانوا يكسبون} بتقدير، ليجزى الجزاء قوما. وقال الزمخشري في الكشاف: " ان هذا التوجيه بارد التعسف"))
وقد ذكر صاحب مشكل القران في هذه الاية الكريمة اقوال القراء فيها، فقد قرا ابن عامر وابو بكر عن عاصم بنون واحدة وجيم مشددة، وكان يجب ان يفتح الياء، لانه فعل ماض لم يسم فاعله، ويجب ان ترفع {المؤمنين} على هذه القراءة، لانه مفعول لم يسم فاعله، وفعل ماض لم يسم فاعله، ولكن اتى على اضمار المصدر، اقامه مقام الفاعل، وهو بعيد؛ لان المفعول اولى بان يقوم مقام الفاعل، وانما يقوم المصدر مقام الفاعل عند عدم المفعول به، او عند المفعول به، او عند اشتغال المفعول به بحرف الجر، نحو قيم سير بزيد، فاما الياء فاسكنها في موضع الفتح كما يسكنها في موضع الرفع، وهو بعيد ايضا، انما يجوز في الشعر، وقال ابو عبيدة كما في تفسير القرطبي: ان "نجي" ليس هو في هذه القراءة فعل سمي فاعله، وانما ادغم النون الثانية في الجيم" ، وهو قول بعيد ايضا، لان النون لا تدغم في الجيم ادغاما صحيحا، والاخفاء لا يكون معه تشديد، وقال علي بن سليمان: وهو في هذه القراءة فعل سمي فاعله، واصله {ننجي} بنونين وبالتشديد على "تفعل" لكن حذفت النون الثانية لاجتماع النونين كما حذفت احدى التاءين في {تفرقون} و {تظاهرون}، وشبهه، واستدل من قال بهذين القولين الاخيرين على قوله بسكون الياء في {ننجي} فدل سكونها على انه فعل مستقبل وهذا ايضا قول ضعيف، لان المثلين في مثل هذه الاشياء، لا يحذف الثاني استخفافا، (أي لاجل الخفة) الا اذا اتفقت حركة المثلين، نحو {تتفرقون} و {تتعاونون} فان اختلفت حركة المثلين لم يجز حذف الثاني نحو تتغافر الذنوب، وتتناتج الدواب، والنونان في {ننجي} قد اختلفت حركتهما، فلا يجوز حذف البتة والتاء المحذوفة في {تفرقوا} و {تعاونوا} زائدة فحذفها حسن اذا اتفقت الحركتان .
قال الامام الطبري (رحمه الله تعالى): (اختلفت القراء في قراءة قوله: {ننجي المؤمنين} فقرأت ذلك قراءة الامصار سوى عاصم بنونين الثانية منهما ساكنة من انجيناه فنحن ننجيه، وانما قرءوا ذلك كذلك وكتابته في المصاحف بنون واحدة، لانه لو قرئ بنون واحدة وتشديد الجيم بمعنى ما لم يسم فاعله، كان {المؤمنون} رفعا وهم (أي: المؤمنين) في المصاحف منصوبون، ولو قرئ بنون واحدة وتخفيف الجيم كان الفعل للمؤمنين وكانوا رفعا، ووجب مع ذلك ان يكون قوله {نجي} مكتوبا بالالف، لانه من ذوات الواو وهو في المصاحف بالياء، فان قال قائل: فكيف كتب ذلك بنون واحدة، فقد علمت ان حكم ذلك اذا قرئ {ننجي} ان يكتب بنونين؟ قيل لان النون الثانية لما سكنت وكان الساكن غير ظاهر عن اللسان حذفت كما فعلوا ذلك بـ "الا" فحذفت النون من "ان" لخفائها اذا كانت مندغمة باللام من "لا"، وقرا ذلك عاصم {نجي المؤمنين} بنون واحدة، وتثقيل الجيم، وتسكين الياء، فان يكن عاصم
وجه قراءته ذلك الى قول العرب: ضرب الضرب زيدا، فكنى عن المصدر الذي هو النجاء، وجعل الخبر اعني خبر ما لم يسم فاعله المؤمنين، كانه اراد وكذلك نجى النجاء المؤمنين، فكنى عن النجاء، فهو وجه، وان كان غيره اصوب، والا فان الذي قرأ من ذلك على ما قرءه لحن، لان المؤمنين اسم على القراءة التي قرأها ما لم يسم فاعله، والعرب ترفع ما كان من الاسماء كذلك، وانما حمل عاصم على هذه القراءة انه وجد المصاحف بنون واحدة وكان في قراءاته اياها على ما عليه قراءة القراء إلحاق بنون اخرى ليست في المصاحف، فظن ان ذلك زيادة ما ليس في المصحف، ولم يعرف لحذفها وجها يصرفه اليه) .
وقال ابو جعفر الطبري ايضا: (والصواب من القراءة التي لا استجيز غيرها في ذلك عندنا ما عليه قراءة الامصار من قراءته بنونين وتخفيف الجيم لاجماع الحجة من القراء عليها وتخطئتها خلافه) .
وانما صحت هذه القراءة، لان القراءة بالنون الواحدة مشكل من الناحية العربية، والقران الكريم نزل بالفصيح، قال تعالى {إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون}.
والوقف على قوله تعالى {أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} كاف، والوقف التام على قوله تعالى: {وكذلك ننجي المؤمنين} "
وكل هذه الخلافات الذى ذكرها الرجل حولت الآية إلى مجموعة من الخلافات والتناقضات بدلا من أن تدل القارىء أو المدعو إلى المعنى الصحيح
وحدثنا عن المعنى التفصيلى للدعاء فقال :
"المبحث الرابع //المعنى التفصيلي للدعاء اليونسي.
قوله تعالى: {فنادى في الظلمات}
اختلف العلماء في جمع الظلمات، ما المراد منه؟ فقالت فرقة منهم ابن عباس وقتادة "رضي الله عنهم ":ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة الحوت، وذكر ابن ابي الدنيا حدثنا يوسف بن موسى حدثنا عبيد الله بن موسى عن اسرائيل عن ابي اسحاق عن عمرو بن ميمون، قال: حدثنا عبد الله مسعود في بيت المال، قال: لما ابتلع الحوت يونس (ص) اهوى به الى قرار الارض فسمع يونس تسبيح الحصى، فنادى في الظلمات ظلمات ثلاث (ظلمة الحوت وظلمة الليل وظلمة البحر) {أن لا إله إلا أنت سبحانك ..... }
وذكر الطبري راي بن عباس "رضي الله عنهما" المتقدم، ورجح في تفسير الظلمات، فقال ان الله اخبر عن يونس انه ناداه في الظلمات ان لا اله الا انت .... ، ولا شك انه قد عنى باحدى الظلمات بطن الحوت وبالاخرى ظلمة البحر، وفي الثالثة اختلاف، وجائز ان تكون تلك الثالثة ظلمة الليل وجائز ان تكون كون الحوت في جوف حوت اخر، ولا دليل على أي من ذلك من أي، فلا قول في ذلك اولى بالحق من التسليم لظاهر التنزيل ، يعني هناك قول اخر لتفسير الظلمات، وهي عبارة عن ظلمة البحر وظلمة حوت التقم الحوت الاول، ويصح ان يعبر بالظلمات عن جوف الحوت الاول فقط، كما قال تعالى: {في غيابة الجب} وفي كل جهاته ظلمة، فجمع الظلمات على هذا النحو سائغ ، ومنهم من اعتبر انواعا مختلفة من الظلمات، فان كان النداء في الليل فهناك ظلمة الليل والبحر وبطن الحوت، وان كان في النهاء اضيفت اليه ظلمة امعاء الحوت، او ان حوتا ابتلع الحوت الذي هو في بطنه او لان الحوت اذا عظم غوصه في قعر البحر، كان ما فوقه من البحر ظلمة في ظلمة، اما قول من قال ان الحوت الذي ابتلعه غاص في الارض فان ثبت ذلك بخبر فلا كلام، وان قيل بذلك لكي يقع نداؤه بالظلمات فما تقدم يغني عن ذلك
قال صاحب الكشاف: ((والخطاب للمؤمنين "في الظلمات" أي: في الظلمة الشديدة المتكاثفة في بطن الحوت كقوله تعالى " {ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات} وقوله تعالى " {يخرجونهم من النور إلى الظلمات} وقيل: ظلمات بطن الحوت والبحر والليل، وقيل: ابتلع حوته حوت اكبر فحصل في ظلمتي حوتين وظلمة البحر )) فرأي الجمهور ان جمع الظلمات اما على حقيقتها وهي ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر وظلمة الليل، وقيل: جمع الظلمات على المجاز، وهذا ما جنح اليه الزمخشري في الكشاف كما تقدم فعلى هذا الراي جعلت الظلمة الشديدة المتكاثفة في بطن الحوت كانها ظلمات
وليل تقول الناس في ظلماته ... سواء صحيحات الحوت وعورها
وعلى راي من يقول ان الظلمات مبالغة في الظلمة وشدتها، فالظلمات وردت في القران الكريم مجموعة، لان الظلمات تدل على الظلم والباطل، وان طرق الباطل متشعبة ومتعددة
وورد ان النور في القران الكريم فرد، لان النور طريق الحق، وهو واحد، لذلك افردت النور، وجمعت الظلمات في الكتاب العزيز كقوله تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه} وقوله تعالى: {يخرجهم من الظلمات إلى النور} "
هنا أدخلنا مطلك فى نفس المتاهة اللغوية التى لا علاقة لها بالمعنى وهو جمع الظلمات ومعانيها وافراد النور والمعنى بسيط :
رجل ابتلعه الحوت فى بطنه فهو فى ظلمات جلد الحوت وسوائل البطن التى تمنعه من الرؤية فمن الطبيعىة أن ينادى الله وهو لا يرى شىء
ثم دخل بنا على معانى لغوية أخرى فى الجملة التالية فقال :
"وقوله تعالى: {أن لا إله إلا أنت} أي: بانه ان لا اله الا انت، على ان (ان) مخففة من الثقيلة، والجار مقدر، وضمير الشان محذوف، او (ان) بمعنى (أي) فهي مفسرة، أي: لا يكون ابتلائي من هذا بغير سبب من جهتي ، وعن النبي "صلى الله عيه واله وسلم" انه قال: {ما من مكروب يدعو بهذا الدعاء الا استجيب له} ، وقوله تعالى: {سبحانك إني كنت من الظالمين} أي: تنزهت يارب عن الظلم والنقص وقد كنت من الظالمين لنفسي، وانا الان من التائبين النادمين فاكشف عني المحنة.
فهذه الدعوة ((لا اله الا انت سبحانك)) هي الكلمات التي دعا بها يونس (ص) وهو في بطن الحوت، فاقبلت هذه الدعوة تحت العرش فقالت الملائكة يا رب صوت ضعيف معروف من بلاد غريبة، فقال: اما تعرفون ذاك؟ قالوا: لا يا رب ومن هو؟ قال: عبدي يونس، قالوا: عبدك يونس الذي لم يرفع له عمل متقبل ودعوة مجابة، قالوا: يا رب اولا ترحم ما كان يصنع في الرخاء، فتنجيه من البلاء قال: بلى فامر الحوت فطرحه في العراء. "
قطعا الروايات فى الكلام السابق كاذبة لم يقلها النبى(ص) فلا يوجد شىء اسمه الدعاء بقول لا اله الا انت سبحانك يستجاب له كله لأن هذا أساسا ليس دعاء فليس فيه أى طلب من الله والاستجابة متوقفة على مشيئة الله وهى ما قدره فى كتابه كما قال تعالى :
"بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ"
ورواية صوت ضعيف من بلاد بعيدة هو كلام فارغ فالله يسمع من قريب كما من بعيد ولو كانت الملائكة تسمع لأنها تكتب فهى تسمع البعيد كالقريب
وتوسل الملائكة لله كى ينقذ كلام يونس(ص) هو كلام باطل لأنه قدر مقدر لا ينفع فيه توسل ولا غيره
ثم قال :
وقوله تعالى: {اني كنت من الظالمين} أي: ظلمت نفسي بفراري من قومي بغير اذنك، كأنه، قال: (كنت من الظالمين، وانا من التائبين النادمين فاكشف عني المحنة)، يدل عليه قوله تعالى: {فاستجبنا له}
قوله تعالى {فاستجبنا له} الاستجابة مبالغة في الاجابة، وهي اجابة توبته مما فرط منه، واجابة دعائه الذي دعاه في ضمن الاعتراف لاظهار التوبة على الطف وجه واحسنه ، اخرج احمد والترمذي والنسائي والحكيم في "نوادر الاصول" والحاكم وصححه وابن جرير والبيهقي في "الشعب" وجماعة عن سعد بن ابي وقاص عن الني "صلى الله عليه واله وسلم": ((دعوة ذي النون اذ هو في بطن الحوت (لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين) لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط الا استجاب له ، واخرج ابن ابي حاتم عن الحسن ان ذلك اسم الله - تعالى - الاعظم ."
ونجد مطلك يكرر نفس الروايات الموضوعة عن استجابة الدعاء بدعاء يونس (ص) والغريب أنه هو أو غيره لم يتحدثوا عن وجود حذف فى الدعاء وهو استغفار يونس (ص) لذنبه
ثم قال :
"وقوله تعالى: {ونجيناه من الغم} أي: اخرجناه من بطن الحوت وتلك الظلمات ، والانجاء وقع حين الاستجابة اذ الصحيح انه ما بقي في بطن الحوت الا ساعة قليلة، وانجاؤه هو بتقدير وتكوين في مزاج الحوت حتى خرج الى قرب الشاطئ، فتقاياه فخرج يسبح الى الشاطئ.
وهذا الحوت هو من صنف الحوت العظيم الذي يبتلع الاشياء الضخمة، ولا يقضمها باسنانه، وشاع بين الناس تسمية صنف من الحوت بحوت يونس رجما بالغيب.
وقوله تعالى: {ونجيناه من الغم} أي: الذي ناله حين التقمه الحوت بان قذفه الى الساحل بعد ساعات قال الشعبي: "التقمه ضحى ولفظه عشية"، وعن قتادة انه بقي ثلاثة ايام، وهو الذي زعمته اليهود وعن جعفر الصادق (ص) انه بقي سبعة ايام، وروى ابن ابي حاتم عن ابي مالك انه بقي اربعين يوما وقيل المراد بالغم هو غم الخطيئة .
قوله تعالى: {وكذلك ننجي المؤمنين} أي: اذا كانوا في غموم واخلصوا في ادعيتهم منيبين، لا سيما بهذا الدعاء وقد روي في الترغيب فيه اثار، قد تقدم شطر منها ."
قطعا اختلف القوم فى معنى الحوت والمحدثون حاولوا أن يرلفوا أقوالا تعنى غير ما يعنيه الحوت البحرى فقالوا أن الحوت يعنى المركب الصغير الذى يسمونه حاليا قارب النجاة وهو كلام لا أصل له
وتحدث مطلك عن لطائف ووقفات بىغية فى الدعاء مطيلا ولذا اختصرناه لأنه لن يفيد القارىء بشىء فقال:
"المبحث الخامس//اللطائف والوقفات البلاغية في الدعاء اليونسي
في الدعاء اليونسي وردت اشارات ولطائف بيانية، يشار الى بعضها:-
- قوله: {فنادى في الظلمات ........ }
هذا الدعاء العظيم من ادعية النبي يونس (ص) وهو يدل على حالة عظيمة من الانكسار والذل بين يدي المولى "جل جلاله"
- لما اراد يونس (ص) السؤال والدعاء، قدم ذكر التوحيد والعدل، فقال: (لا اله الا انت ..... ) وفي قوله تعالى .. {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك} ان الانبياء معصومون، ولكنهم يشعرون امام عظمة الله سبحانه بالذنب والتقصير، .
- وفي قوله تعالى: {لا اله الا انت} ليعلم انه تعالى ذكر كلمة (لا اله الا الله) في القران الكريم في سبع وثلاثين موضعا، ...قيل: اذا كان اخر الزمان فليس لشيء من الطاعات فضل كفضل (لا اله الا الله) ...والاحاديث في فضل (لا اله الا الله) لا حصر لها ولا عد، فهي اس الدين .
- وقوله تعالى .. {إني كنت من الظالمين} فيه انني ظلمت نفسي بفراري من قومي بغير اذنك، كأنه قال .. كنت من الظالمين وانا من التائبين النادمين، فاكشف عني المحنة، فقد وصف ربه (جل جلالة) بكمال الربوبية وصفة نفسه بقوله .. إني كنت من الظالمين، بضعف البشرية والقصور في اداء حق الربوبية ...
وقوله تعالى: (فاستجبنا له) أي: دعاؤه الذي دعاه في ضمن الاعتراف واظهار التوبة على الطف وجه واحسنه، حتى قال بعض اهل العلم: ان ذلك اسم الله الاعظم،..
وقوله تعالى: {ونجيناه من الغم} ..ويمكن القول هنا ان هناك فرقا بين الهم والغم، فذكر ابو هلال العسكري ان الهم هو الفكر في ازالة المكروه واجتلاب المحبوب، ... والغم معناه ينقبض القلب معه، ويكون لوقوع ضرر قد كان او توقع ضرر او يتوهمه، ...والفرق بين الهم والغم والحزن هو ان الهم قبل نزول الامر ويطرد النوم والغم بعد نزول الامر ويجلب النوم والحزن الأسى على ما فات وخشونة في النفس لما يحصل فيها من الغم .
وفي قوله تعالى: {وكذلك ننجي} ان كلمة (ننجي المؤمنين) تعطينا الامل باننا مهما فرطنا في جنب الله، فان باب الاستغفار مفتوح امامنا، ورحمة الله قابلة لان تسعنا فلا داعي للياس والقنوط .
وتذليل الدعاء بـ (كذلك) من الانجاء الذي انجي به يونس (ص)،أي مثل ذلك الانجاء ننجي المؤمنين من هموم يحسب من يقع فيها ان نجاته عسيرة، "
والكلام السابق هو كلام لغوى لافائدة منه
وفى المبحث ألأخير قال الرجل :
المبحث السادس //من الاشارات في الدعاء اليونسي
يشير الدعاء اليونسي الى ان ما اصاب النبي يونس(ص) من البلاء والنجاة منه لم يكن حكما خاصا، بل هو حكم العام في حفظ تسلسل الدرجات والمراتب.
ان الكثير من الحوادث المؤلمة والابتلاءات الشديدة والمصائب نتيجة لذنوبنا ومعاصينا، وهي سياط لتنبيه الارواح الغافلة، وهي مواقد لتصفية معادن ارواح الادميين، فمتى ما تنبه الانسان الى ترك الامور الثلاثة فانه سينجو حتما، والامور هي:-
ـ التوجه الى حقيقة التوحيد وانه لا معبود ولا سند الا الله.
ـ تنزيه الله تعالى من كل عيب وظلم وجور، وتجنب كل سوء ظن بذاته المقدسة.
ـ اعتراف الانسان بذنبه وتقصيره، فليس المراد قراءة الالفاظ والكلمات فقط بل جريان حقيقتها في اعماق الروح الانسانية، أي ينسجم كل وجوده مع الالفاظ حين قراءتها ..... لم يقل يونس (ص) سبحانك كنت ظالما، بل قال كنت من الظالمين، وهذا يعني الندم على ما فعل والتوبة من الذنب حيث يرى نفسه كان من قبل من الظالمين، فلا يريد ان يكون ظالما.
. كأنما يونس (ص) يفكر في الناس، ففي مقام العفو والتوبة لم يذكر نفسة فقط، بانه كان ظالما، بل اشار الى الاخرين" اني كنت من الظالمين "، ...وفي قوله تعالى: {فنادى في الظلمات ... } ومن الاشارة فيها ما قيل: أي اني كنت من الظالمين لنفسي بالمبادرة الى المهاجرة، وبتركي مثل هذه العبادة التي قد فرغتني لها في بطن الحوت، فاستجاب الله "عز وجل"، وقال "جل جلاله": {فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون . ...وهذا الذكر اليونسي ينبغي ان ينسجم بكل وجوده مع تلك الالفاظ حين قراءتها، ويلزم التذكير بهذه المسألة، وهي ان العقوبات الالهية على نحوين:
اولا –عذاب الاستئصال
ثانيا- عذاب التنبيه، والذي له صفة تربوية..
ان حادثة يونس (ص) تحذر بصورة ضمنية جميع قادة الحق والمرشدين اليه بالسبل المختلفة بان لا يتصوروا انتهاء مهمتهم مطلقا، ولا يستصغروا أي جهد وسعي في هذا الطريق، لان مسؤوليتهم ثقيلة جدا ولا يخفى كما عند ارباب السير والسلوك ان من يقول الذكر اليونسي عليه ان يتمه، فلا يكتفي بقوله {لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين}، بل يكمل ذلك بقوله {فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين}، فان الاكتفاء بالقسم الاول يوجب الهم والغم، والفرق بين الهم والغم، ان الهم باعتبار ما مضى، والدهر باعتبار المستقبل، فان الدهر خوان، ولا تدري ما يضم لك الدهر الخوان."
وهذه المعلومات كلها خارج نطاق معنى الآيات التى الهدف منها هو :
اقرار الإنسان بالذنب ثم استغفاره الله لذنبه مهما كان لكى ينجيه الله من العقاب







رد مع اقتباس
 
مواقع النشر (المفضلة)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(إظهار الاعضاء الذين قاموا بقراءة الموضوع : 1 (تعيين)
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نقد كتاب حديث الثقلين رضا البطاوى :: المنتدى الاسلامي :: 0 08-22-2024 07:22 AM
حــصـــن الـــمــــســــلـــــم روح غاليها :: المنتدى الاسلامي :: 2 08-18-2013 01:20 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir