قراءت في آخر سورة " الحجر " هذه الآية: (( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ))[الحجر:97-98] وحينها توقفت متأملاً لهذه الوصية الربانية لنبينا صلى الله عليه وسلم.
نعم.. إن طريق الدعوة محفوف بالمكارة وتجتذبه أطراف من الهموم وتحيط به أمواج من الأذى، ولعل الداعية الصادق يفقد الصبر أو يخف عنده في بعض الأوقات حينما يشتد الكرب ويتأخر النصر.
فحينها تأتي الوصية الإلهية لتلقي عنك الهموم وتسمو بروحك نحو العلا وتأخذ بأحزانك لتلقي بها بعيداً عن نفسك الطاهرة (( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ))[الحجر:98].
نعم.. عليك بالتسبيح ليطمئن القلب ولكي ينشرح الصدر وتنزل السكينة، نعم.. عليك بالسجود لكي تذوق طعم القرب من الرب تبارك وتعالى وتتقلب في رياض الأنس والسرور مع العزيز الغفار.
يا محمد إذا ضاق صدرك فاعلم أن العبادة هي التي تزيل الهموم وتفرج الكربات، نعم.. إن أذى الكفر لا يتوقف ولن يهدأ.
وأنت أيها الداعية لابد أن تكون علاقتك بربك وخضوعك وخشوعك بين يديه في أعلى صورة وأرقى درجاته (( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ))[الحجر:99].[/