:: المنتدى الاسلامي :: طبق التعاليم الأسلآميه لترضي رب البشريه وتنجو من النار السرمديه

الإهداءات


أول ليلة في القبر.

:: المنتدى الاسلامي ::


 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-13-2010, 06:31 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
شخصيات مهمه

إحصائية العضو







المرجوجه is an unknown quantity at this point

 

المرجوجه غير متصل

 


المنتدى : :: المنتدى الاسلامي ::
افتراضي أول ليلة في القبر.

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم
أول ليلة في القبر.
***لفضيلة الشيخ / عائض بن عبد الله القرني.
………………………………………
الحمد لله رب العالمين.
( الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون)
(الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير).
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بعثه ربه هاديا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بأذنه وسراجا منيرا.
بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حتى أتاه اليقين.
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
فارقتُ موضعَ مرقدي يوماً ففارقني السكون…….القبرُ أولُ ليلةٍ بالله قلي ما يكون
ليلتانِ اثنتان يجعلها كلُ مسلمٍ في مخيلته.
ليلةٌ وهو في بيته مع أطفاله وأهله.
منعما سعيدا، في عيشٍ رغيد في صحة وعافية، يضاحكُ أطفاله ويضاحكونه.
والليلةُ التي تليها مباشرةً ليلةٌ أتاه الموت فوضع في القبر، أي ليلتين ؟
ليلةٌ ثانيةٌ وضع في القبر لأولِ مرة، وذاك الشاعرُ العربيُ يقول:
فارقتُ موضعَ مرقدي يوماً ففارقني السكون، يقول:
انتقلتُ من مكانٍ إلى مكان، وذهبتُ من موضع نومي في بيتي إلى بيتٍ آخر فما أتاني النوم.
فبالله كيف تكونُ الليلةُ الأولى في القبر ؟
يومَ يوضعُ الإنسانَ فريداً وحيداً مملقاً إلا من العمل، لا زوج ولا أطفال ولا أنيس:
(ثم ردو إلى اللهِ مولاهم الحق، ألا لهُ الحكمُ وهو أسرع الحاسبين).
أولُ ليلةٍ في القبر بكاء منها العلماء، وشكاء منها الحكماء، ورثاء إليها الشعراء، وصنفت فيها المصنفات.
أولُ ليلةٍ في القبر.
أُتيَ بأحد الصالحين وهو في سكراتِ الموت لدغته حيه.
وكان في سفر، نسي أن يودع أمه وأباه وأطفالهُ وإخوانه، فقال قصيدةً يلفظُها مع أنفاسه هيَ أم المراثي العربيةِ في الشعر العربي. يقولُ وهو يُزحفُ إلى القبر:
فلله دري يوم اُتركُ طائـعاً ……… بنيَ بأعلى الرقمتينِ وداريا
يقولون لا تبعد وهم يدفنونني …….و أين مكانُ البعد إلا مكانيا
يقول كيف أفارقُ أطفالي في لحظة ؟
لماذا لا أستأذنُ أبوي ؟
أهكذا تُختلسُ الحياة، اهكذا أذهب ؟
أهكذا أفقدُ كل ممتلكاتي ومقدراتي في لحظة ؟
ويقولُ عن نفسه:
يقولُ لي أصحابي واللذينَ يتولونَ دفني، لا تبعد أي لا أبعدك الله.
وأين مكانُ البعد إلا هذا المكان ؟
وأين الوحشةُ إلا هذا المنقلب ؟
وأين المكان المظلم إلا هذا المكان ؟
فهل تصورَ متصورٌ هذا.
(حتى إذا جاء أحدهم الموتُ قال ربي ارجعون لعلي أعمل صالحا في ماتركت، كلا إنها كلمة هو قائلها، ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون).
كلا‍، آلان تراجع حساب ‍‍‍‍‍‍‍‍، آلان تتوب، آلان تنتهي عن المعاصي.
يا مدبرا عن المساجد ماعرف الصلاة.
يا معرضا عن القرآن، يا متهتكا في حدود الله.
يا ناشئا في معاصي الله.
يا مقتحما لأسوار حرمها الله.
آلان تتوب، أين أنت قبل ذلك ؟
أو ليلية في القبر.
قال مؤرخوا الإسلام:
مات الحسنُ ابن الحسنِ من أولادِ علي ابنَ أبي طالب رضي الله عنه و أرضاه.
كان عنده زوجةٌ و أطفال وكان في الشباب،
والموتُ لا يستأذنُ شاباً ولا غنياً ولا فقيراً ولا أميراً ولا ملكاً ولا وزيراً ولا سلطانا،
الموتُ يقصمُ الظهور ويخرجُ الناسَ الدور وينزلهم من القصور ويسكنهم القبور بلا استئذان.
الحسن ابنُ الحسن مات فجأة، نقلوه إلى المقبرةِ.
فوجدت علية امرأتُه وحزِنت حزناً لا يعلمه إلا الله.
أخذت أطفالها وضربت خيمةًَ حول القبر.
( وهذا ليس من عمل الإسلام ولولا أن مؤرخو الإسلام ذكروه ما ذكرته).
ضربت خيمةً حول القبر وأقسمت بالله لتبكينا هي و أطفالها على زوجِها سنةً كاملة.
هلعٌ عظيم وحزنٌ بائس.
وبقيت تبكي فلما وفت سنة أخذت إطناب الخيمةِ وحملتها و أخذت أطفالها في الليل.
فسمعت هاتفاً يقول لصاحبه في الليل:
هل وجدوا ما فقدوا ؟، هل وجدوا ما فقدوا ؟
فردَ عليه هاتفٌ أخر قال :
لا، بل يئِسوا فانقلبوا.
ما وجدوا ما فقدوا، ما وجدوا ضعيتهم، ولا وديعتهم:
كنزُ بحلاون عند الله نطلبُه…..خير الودائعِ من خير المؤدينا
(قال لا، بل يئِسوا فانقلبوا).
ما كلمَهم من القبر، ما خرج إليهم ولو في ليلةٍ واحدة، ما قبل أطفاله، ما راى فتاته، لا.
ولذلك هذه هي أولُ ليلةٍ ولكن لها لياليٍ أخرى إذا احسن العمل.
قل الله، جل الله :
( والذين أمنوا واتبعتهم ذريتهم بإحسان، ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء، كل أمرء بما كسب رهين).
أتى أبو العتاهية يقول لسلطانٍ من السلاطينِ غرتُه قصوره، وما تذكرَ أولَ ليلةٍ ينزل فيها القبر.
ونحن نقول لكل عظيم ولكل متكبر، متجبر أما تذكرت أو ليلة ؟
هذا السلطان بناء قصوراً في بغداد، فدخل عليه الشاعر يهنئه بالقصور يقول له:
عش ما بدا لك سالماً في ظل شاهقةِ القصور
عش ما بدا لك سالماً عش ألف سنه، عش مليون سنه سالماً معافاً مشافا.
يجري عليكَ بما أردتَ مع الغدوِ مع البكور
ما تريدُ من طعام، ما تريدُ من شراب هو عندك، ولكن أسمع ماذا يقول:
فإذا النفوسُ تغرغرت بزفيرِ حشرجةِ الصدور…….. فهناك تعلمُ موقناً ما كنت إلا في غُرور
فبكى السلطان حتى أغمي عليه: فهناك تعلمُ موقناً ما كنت إلا في غُرور.
أولُ ليلةٍ في القبر.
وأنا أطالبُ نفسي و إياكم آيامعاشر المسلمين أن نهياء لنا نوراً في القبر أولُ ليلة.
و ولله لا ينورُ لنا القبر إلا العملُ الصالحِ بعد الإيمان.
لنقدمَ لنا ما يؤنسُنا في القبر يوم ننقطعُ عن الأهل المال الولد والأصحاب.
خرج عليه الصلاة والسلام إلى تبوك:
وفي ليلةٍ من الليالي نامَ هوَ الصحابة، وكانوا في غزوةٍ في سبيل الله.
قال ابنُ مسعود رضي الله عنه و أرضاه:
قمتُ أخرَ الليل فنظرتُ إلى فراش الرسولِ ( عليه الصلاة والسلام ) فلم أجده في فراشه.
فوضعتُ كفي على فراشهِ فإذا هوَ بارد.
وذهبتُ إلى فراشِ أبي بكر فلم أجده على فراشه.
فألتفت إلى فراش عمر فما وجدته،
قال وإذا بنورٍ في أخر المخيم وفي طرف المعسكر، فذهبتُ إلى ذلك النور ونظرتُ.
فإذا قبرٌ محفور، والرسولُ عليه الصلاة والسلام قد نزلَ في القبر.
وإذا جنازةٌ معروضةٌ، وإذا ميتُ قد سجي في الأكفان.
وأبو بكرٍ وعمر حول الجنازة، والرسولُ(عليه الصلاة والسلام ) يقول لأبي بكر وعمرَ دليا لي صاحَبكما.
فلما أنزلاهُ، نزلهُ ( عليه الصلاة والسلام ) في القبر، ثم دمعت عيناه عليه الصلاة والسلام ثم التفتَ إلى القبلةِ ورفع يديه وقال:
( الهم إني أمسيتُ عنه راضٍ فأرضَ عنه)، ( الهم إني أمسيتُ عنه راضٍ فأرضَ عنه)،
قال: قلت من هذا ؟
قالوا هذا أخوك عبد الله ذو البجادين مات في أولِ الليل.
قال ابنُ مسعود فوددت واللهِ أني أنا الميت : ( الهم إني أمسيتُ عنه راضٍ فأرضَ عنه).
وإذا رضي اللهُ عن العبدِ أسعده.
وإنما هي مسألةٌ لمن نسيَ اللهَ و أوامرَ الله وانتهكَ حدودَ الله.
نقولُ له هل تذكرتَ يا أخي أولُ ليلةٍ في القبر ؟
كان عمر بن عبد العزيز أميراَ من أمراء الدولةِ الأموية، يغيرُ الثوبَ من حرير في اليومِ اكثرَ من مرة، الذهبُ والفضةُ عنده.
الخدم القصور، المطاعم المشارب كلَ ما اشتهى وكل ما طلبَ وكلَ ما تمنى.
ولما تولى الخلافة، مُلك الأمة الإسلامية انسلخَ من ذلك كلِه لأنه تذكرَ أولَ ليلةِ في القبر.
وقف على المنبرِ يوم الجمعةِ فبكى وقد بايعتهُ الأمة.
وحولَه الأمراء الوزراء والشعراء والعلماء وقوادَ الجيش، فقال:
خذوا بيعتَكم.
قالوا ما نريدُ إلا أنت.
فتولاها فما مرَ عليه أسبوعٌ أو أقل إلا وقد هزُل، وضعف وتغير لونه ما عنده إلا ثوبٌ واحد.
قالوا لزوجتهِ مالِ عمرَ تغير ؟
قالت واللهِ ما ينامُ الليل، والله إنه يأوي إلى فراشه فيتقلبُ كأنه ينامُ على الجمر ويقول:
آه توليت أمر أمةِ محمد، يسألني يوم القيامةِ الفقير والمسكين والطفلُ والأرملة.
يقولُ له أحد العلماء يا أمير المؤمنين:
رأيناك قبل أن تتولى الملك وأنت في مكة في نعمةٍ وفي صحة وفي عافيه، فمالك تغيرت؟
فبكى رضي الله عنه حتى كادت أضلاعَه تختلف، ثم قال للعالم وهو أبن زياد:
كيف بك يا ابن زياد لو رأيتني في القبرِ بعد ثلاثةِ أيام.
يومَ اجرد عن الثياب، و أوسد التراب، وأفارقُ الأحباب وأترك الأصحاب.
كيف لو لرأيتني بعد ثلاث والله لرأيت منظراً يسوءك.
فنسأل اللهَ حسن العمل.
والله، والله لو عاش الفتى في عمرهِ …. أسمع
والله لو عاش الفتى في عمرهِ …….ألفاً من الأعوامِ مالكَ أمره
متنعماً فيها بكلِ لذيذةٍ ………….متلذذاً فيها بسكناَ قصره
لا يعتريه الهمُ طول حياته ………. كلا ولا تردٌ الهمومُ بصدره
ما كان ذلك كلُه في أن يفي……. فيها بأولِ ليلةٍ في قبره
واللهِ لو عاش ألف سنه، وما طرقَه همٌ ولا غم ولا حزن.
واللهِ لا يفي بأولِ ليلةٍ في القبر.
و واللهِ لننزلنَها جميعاً، أولُ ليله.
فيا عباد الله، أسألُ الله لي ولكم الثبات، ما ذا أعددنا لضيافةِ تلك الليلة ؟
يقول رسولُنا (عليه الصلاة والسلام ) :
( القبرُ روضةٌ من رياض الجنةِ أو حفرةٌ من حُفرُ النا).
كان عثمانُ بنُ عفانُ الخليفةَ رضي الله عنه إذا شيعَ جنازةٍ بكى حتى يغمى عليه فيحملونَه إلى بيتهِ كالجنازة إلى بيته. قالوا مالك ؟ قال سمعتُ الرسولَ
( عليه الصلاة والسلام):
( يقول القبرُ أولُ منازلِ الآخرة فإذا نجا العبدُ فيه أفلح وسعُد، وإذا خسرَ والعياذُ بالله خسرَ أخرتَه كلها).
والقبرُ روضةٌ من الجنانِ ………..أو حفرةٌ من حُفر النيرانِ
إن يكو خيراً فالذي من بعده…. أفضلُ عند ربنا لعبده
وإن يكن شراً فما بعدُ أشد………….. ويلٌ لعبدٍ عن سبيلِ اللهِ صد.
……………………………………………
أتيتُ القبورَ فناديتُها ….. أين المعظمُ والمحتقر ؟
أتيتُ القبور. قبور الرؤساءِ و المرؤوسين.
قبور الملوك والمملوكين
قبور الأغنياءِ والفقراء فناديتُها أين المعظمُ والمحتقر ؟
تفانوا جميعاً فما مخبرٌ.. وماتُوا جميعاً ومات الخبر
فيا سائلي عن أناسٍ مضوا.. أما لك في ما مضى معتبر
تروحُ وتغدو بناتُ الثرى….. فتمحو محاسنَ تلك الصور.
أريت قبراً ميز عن قبر ؟
أ أنزل الملكُ في قبرٍ من ذهبٍ أو فضه ؟
والله لقد ترك ملكَهُ وقصوره وجيشهُ وكلَ ما يملك، ولبسَ قطعةً من القماش كما نلبس واُنزل التراب.
ولدتك أمك باكيا مستصرخا…….والناس حولك يضحكون سرورا
فأعما لنفسك أن تكون إذا بكوا…….في يوم موتك ضاحكا مسرورا
لكن كثيرا من الناس علموا بالقبر، وأول ليلة في القبر فأحسنوا العمل، ولذلك متهيئون دائما.
يريدون الله والدار الآخرة، ثبتهم الله في الليلِ والنهار.
يترقبون الموت كل طرفة عين.
خرج رجلُ من الصالحين وشيخُ من المشائخ أعرفه من مدينة الرياض.
خرج بزوجته وكانت صائمة قائمة وليّة من ولياء الله، خرج يريد العمرة، والغريب في تلك السفرة أنها ودعت أطفالها، وكتبت وصيتها، وقبلت أطفالها وهي تبكي. كأنها ألقي في خلدها أنها سوف تموت.
(ثم ردوا إلى لله مولاهم الحق، ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين).
ذهب وأعتمر بزوجته وهو وإياها في بيت أسس على التقوى، إيمان وقرآن وذكر وصيام وقيام وعبادة.
لا يعرفون الغيبة ولا الفاحشة ولا المعاصي.
عاد معها فلما كان في الطريق إلى الرياض، أتى الأجل المحتوم إلى زوجته.
(وعد الله الذي لا يخلف الله وعده، ولكن كثر الناس لا يعلمون…)
(.. يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون).
ذهب إطار السيارة فأنقلبت ووقعت المرأة على رأسها، لكنها إن شاء الله شهيدة.
(أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون).
خرج زوجها من الباب الآخر، ووقف عليها وهي في سكرات الموت تقول:
لا إله إلا الله محمد رسول الله، الله، الله، الله.
وتقول لزوجها: عفى الله عنك، اللقاء في الجنة، بلغ أهلي السلام.
(والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امريء بما كسب رهين). إي والله.
أسأل الله أن يجمع تلك الأسرة في الجنة، وأن يجمعنا وأحبابنا وأقاربنا في الجنة.
بنتم وبنا فما أبتلت جوانحنا….…شوقا إليكم ولا جفت ماقينا
تكادُ حين تناجيكم ضمائنا………....يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
إن كان عز في الدنياء اللقاء ففي…..مواقف الحشر نلقاكم ويكفينا
عاد الرجل إلى الرياض و دفن زوجته، دخل بيته وحده بلا زوجة، دخل بيته واستقبله الأطفال، لكن حياة سهلة وبسيطة.، ولكن الموقف المرعب أن واحدة من الطفلات بنت، قامت تقول أين أمي؟
قال سوف تأتي.
قالت لا والله لا بد أن أرى أمي.
وإنهار الرجل.
ونقول لتلك الطفلة سوف ترينها بأذن الله في جنة عرضها السماوات والأرض.
يعمل لها العاملون، ليست كدنيانا الحقيرة، السخيفة التي يعمل لها الذين لا يريدون الله والدارالآخرة.
( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها الساوات والأرض أعدت للمتقين).
فاعمل لدار غدا رضوان خازنها……..الجار أحمد والرحمن بانيها
قصورها ذهب والمسك طينتها……والزعفران حشيش نابت فيها
يا أخوتي في الله:
يا شيخاً كبيراً احدودب ظهرُه ودنى أجلُه، هل أعدت لأولِ ليله ؟
يا شاباً مصطحاً متنعماً غره الشباب والمالُ والفراغ هل أعدت لأولِ ليله ؟
إنها أولُ الليالي:
و إنها إما أولُ ليلةٍ من ليالي الجنةِ.
أو أولُ ليلةٍ من ليالي النار.

لا شك أن الناس يتفاوتون في أمنياتهم للحظة الخاتمة وما من شك أن هذا الاختلاف ما هو إلا انعكاس لأحلام حياتهم كلها فتعالوا بنا نتأمل كيف تمنى الآخرون خاتمتهم:





** لما نزل الموت بالعابد الزاهد عبد الله بن إدريس اشتد عليه الكرب فلما اخذ يشهق بكت ابنته



فقال : يا بنيتي لا تبكي فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة .. كلها لأجل هذا المصرع ..







** وها هو هارون الرشيد لما حضرته الوفاة وعاين السكرات صاح بقواده وحجابه :



اجمعوا جيوشي فجاؤوا بهم بسيوفهم ودروعهم لا يكاد يحصي عددهم إلا الله كلهم تحت قيادته وأمره فلما رآهم .. بكى ثم

قال :



يا من لا يزول ملكه .. ارحم من قد زال ملكه ..ثم لم يزل يبكي حتى مات ..







** أما عبد الملك بن مروان فإنه لما نزل به الموت جعل يتغشاه الكرب ويضيق عليه النفس فأمر بنوافذ غرفته ففتحت فالتفت فرأى غسالاً فقيراً في دكانه .. فبكى عبد الملك ثم قال : يا ليتني كنت غسالاً .. يا ليتني كنت نجاراً .. يا ليتني كنت حمالاً .. يا ليتني لم ألِ من أمر المؤمنين شيئاً .. ثم

مات ..







وهذا مشهد من عصرنا الحديث[1]:



** شاب أمريكى من أصل أسبانى ، دخل على إخواننا المسلمين فى إحدىمساجد نيويورك في مدينة 'بروكلين' بعد صلاة الفجر وقال لهم أريد أن أدخل فى الإسلام.



قالوا : من أنت ؟



قال دلوني ولا تسألوني.



فاغتسل ونطق بالشهادة ، وعلموه الصلاة فصلى بخشوع نادر تعجب منه رواد المسجد جميعاً.



وفى اليوم الثالث خلى به أحد الإخوة المصلين واستخرج منه الكلام وقال له: يا أخي بالله عليك ما حكايتك ؟



قال: والله لقد نشأت نصرانياً وقد تعلق قلبى بالمسيح عليه السلام ولكننى نظرت فى أحوال الناس فرأيت الناس قد انصرفوا عن أخلاق المسيح تماماً فبحثت عن الأديان وقرأت عنها فشرح الله صدرى للإسلام ، وقبل الليلة التي دخلت عليكم فيها نمت بعد تفكير عميق وتأمل في البحث عن الحق فجاءنى المسيح عليه السلام فى الرؤيا وأنا نائم وأشار لى بسبابته هكذا كأنه يوجهني، وقال لي: كن محمدياً .







يقول : فخرجت أبحث عن مسجد فأرشدنى الله إلى هذا المسجد فدخلت

عليكم.



بعد هذا الحديث القصير أَذَّنَ المؤذن لصلاة العشاء ودخل هذا الشاب الصلاة مع المصلين ، وسجد فى الركعة الأولى ، وقام الإمام بعدها ولم يقم أخونا المبارك بل ظل ساجداً لله فحركه من بجواره فسقط فوجدوا روحه قد فاضت إلى الله جل وعلا .







** أخي في الله تأمل طويل في هذه الخاتمة:



وهذا زوج نجاه الله من الغرق في حادث الباخرة ' سالم اكسبريس ' يحكي قصة زوجته التي غرقت في طريق العودة من رحلة الحج يقول: ' صرخ الجميع [[ إن الباخرة تغرق ]] وصرخت فيها هيا اخرجي.



فقالت : والله لن أخرج حتى ألبس حجابى كله



فقال : هذا وقت حجاب !!! اخرجي!! فإننا سنهلك !!!.



قالت : والله لن أخرج إلا وقد ارتديت حجابى بكامله فإن مت ألقى الله على طاعة فلبست ثيابها وخرجت مع زوجها



فلما تحقق الجميع من الغرق تعلقت به وقالت استحلفك بالله هل أنت راضٍ عنى ؟



فبكى الزوج.



قالت هل أنت راضٍ عنى ؟



فبكى.



قالت أريد أن أسمعها.



قال والله إني راضٍ عنك.



فبكت المرأة الشابة وقالت : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد

أن محمداً رسول الله ، وظلت تردد الشهادة حتى غرقت



فبكى الزوج وهو يقول : أرجو من الله أن يجمعنا بها فى الآخرة فى جنات النعيم .







**وهذه أيضا....



وها هو رجل عاش أربعين سنة يؤذن للصلاة لا يبتغى إلا وجه الله ، وقبل الموت مرض مرضاً شديداً فأقعده فى الفراش ، وأفقده النطق فعجز عن الذهاب إلى المسجد ، فلما اشتد عليه المرض بكى ورأى المحيطون به على وجهه أمارات الضيق وكأنه يخاطب نفسه ائلاً يارب أؤذن لك أربعين سنة وأنت تعلم أني ما ابتغيت الأجر إلا منك، وأحرم من الأذان فى آخر لحظات حياتي. ثم تتغير ملامح هذا الوجه إلى البشر والسرور ويقسم أبناؤه أنه لما حان وقت الآذان وقف على فراشه واتجه للقبلة ورفع الآذان فى غرفته وما إن وصل إلى آخر كلمات الآذان لا إله إلا الله خر ساقطاً على الفراش فأسرع إليه بنوه فوجدوا روحه قد فاضت إلى مولاها .







**وهذه أيضا....ختامها مسك:



وهذا شيخنا المبارك عبد الحميد كشك رحمه الله يقبض فى يومٍ أحبه من كل قلبه فى يوم الجمعة يغتسل ، ويلبس ثوبه الأبيض ، ويضع الطيب على بدنه وثوبه ويصلى ركعتى الوضوء ، وفى الركعة الثانية وهو راكع يخر ساقطاً فيسرع إليه أهله وأولاده ، فوجدوا أن روحه قد فاضت إلى الله جل فى علاه.







لقد أجرى الكريم عادته بكرمه أن من عاش على شىء مات عليه ومن مات على شىء بعث عليه.
والحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، ولا عدونا إلا على الظالمين.
والصلاة والسلام عل إمام المتقين وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

**سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم







رد مع اقتباس
 
مواقع النشر (المفضلة)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(إظهار الاعضاء الذين قاموا بقراءة الموضوع منذ 11-27-2024, 12:45 AM (تعيين) (حذف)
لم يقم احد بقراءة الموضوع بعد.
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العدد السادس من مجلة الابداع و التميز مجلة نعناع EVANHO :: مجلة نعناع : إبداع وتميز :: 39 07-09-2008 12:39 AM
او ليلة في القبر ماذا تفعل حينها امووله :: المنتدى الاسلامي :: 3 05-10-2008 11:59 AM
العدد الرابع من مجلة الابداع و التميز مجلة نعناع EVANHO :: مجلة نعناع : إبداع وتميز :: 26 04-10-2008 10:28 AM
العدد الثانى من مجلة الابداع و التميز مجلة نعناع EVANHO :: مجلة نعناع : إبداع وتميز :: 12 09-29-2007 06:55 PM
ماذا تسمع في أول ليلة في القبر ....؟ رسل :: المنتدى الاسلامي :: 7 11-30-2005 08:29 PM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir