حكم إفشاء أحد الزوجين لأسرار الفراش؟
س- ما حكم إطلاع الأصدقاء أو الأهل على ما يدور بين الزوجين و خاصة العلاقة الزوجية؟
ج- يحرم على كل من الزوجين أن ينشر الأسرار المتعلقة بحياتهما الجنسية وما يجري بينهما من أمور المعاشرة الزوجية ، لأي مخلوق كان إلا في حالات الضرورة القصوى ، و إفشاء العلاقة الجنسية التي تكون من الزوجين من شر الأمور ، لأن هذا يفضي لأخطار عظيمة من شأنها تقويض بنيان هذه الأسرة ، وقد حذر من هذا الصنيع الرسول صلى الله عليه وسلم ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها ).
وعن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود ، فقال : ( لعل رجلا يقول ما يفعل بأهله ، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها ؟! ) فأرّم القوم – أي : سكتوا ولم يجيبوا - ، فقلت : إي والله يا رسول الله ! إنهن ليفعلن ، وإنهم ليفعلون . قال : ( فلا تفعلوا ، فإنما ذلك مثل شيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون )
فشأن من يحكي هذه الأسرار للناس كمن يجامع زوجته في عرض الطريق و الناس ينظرون إلى كل ما يجري بينهما ، وفي هذا تنفير لهذه الصورة و تبشيع لها .
قال الإمام المناوي : فهذا مثل في القبح والتحريم. والقصد بالحديث التحذير من ذلك ، وبيان أنه من أمهات المحرمات الدالة على الدناءة وسفاسف الأخلاق. والمتعين على الزوجين عدم الحديث عن هذه الأمور .