قراءة فى مقال آلهة فاسقة وغريبة تمت عبادتها عبر التاريخ
صاحب المقال زاهر موسى والمقال يدور حول بعض الآلهة الوثنيين من مختلف الشعوب والتى تدور حولهم حكايات تكشف عربدتهم وفسقهم ورغم تلك المخازى إلا أن تلك الشعوب عبدتهم باعتبارهم آلهة مزعومة وهو أمر عادى ففرعون قاتل الأطفال مستحى النساء مستعبد الرجال طلب عبادته كرب فقال لقومه :
"أنا ربكم الأعلى"
وتوعد من لم يعبده بالسجن فقال :
" لئن اتخذت إلها غيرى لأجعلنك من المسجونين"
ولو اتخذناه كمثال فمن عبدوه أولا عبدوه خوفا من قتله أو تعذيبه لهم وأما من أتوا بعدهم من أولادهم فقد عبدوه تقليدا لآباءهم كما قص الله علينا فقال :
" إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون"
وقد استهل زاهر مقاله بأن الإنسان عندما يعبد الإله فهو يعبده لكماله فقال :
"البشر عبدوا امورا عجيبة خلال تاريخهم الوثني الطويل
يمثل الإله بالنسبة لكل إنسان مؤمن الجانب الأكثر كمالا في الوجود، يتجه البشر إلى الإله لكون الأخير مصدر العدل في عالم صعب، يؤمن الغالبية الساحقة من سكان كوكب الأرض اليوم بوجود اله يحكم الحياة والموت بإرادة عادلة لا يشوبها حيف أو ظلم، ربما يسود هذا الوعي اليوم "
والمقولة التى يقولها زاهر يعتنقها المسلمون الذين يفكرون وليست فى الشعوب التى لا تفكر وهو ما قرره فى قوله :
"ولكن عصورا مرت بها البشرية قديما لم تكن تمتلك هذه البصيرة أو على الأقل الاهتمام بصفات الإله الذي يعبد، حضارات كثيرة عبر التاريخ عبدت شخصيات مثيولوجية ونسجت حولها حياة أسطورية ولكن بعض هذه الشخصيات لم تكن متزنة بالمرة، تخيل أن يكون الإله لدى قوم مررت بهم يوما هو آكل للحم البشري أو مغتصب! بالتأكيد سيكون هذا الأمر مناف لمنطقك على الأقل ولكنه في أزمان سحيقة كان أمرا طبيعيا."
والرجل يتحدث هنا من منطق المسلم وليس من منطق الوثنى والذى هو إما خائف من القتل أو التعذيب وإما مقلد لأبيه الخائف وهم أغلبية تلك الشعوب
وذكر زاهر عشر شخصيات موجودة فى ذاكرة الأديان الوثنية وهى شخصيات كانت تتصف بالفجور والخلاعة فقال :
"ها هنا نورد أسوأ 10 شخصيات تمت عبادتهم عبر التاريخ، ويجب أن نؤكد أن بعض الحضارات لا يمكن محاكمتها بعقلية ومبادئ وقيم عصرنا، كما أن غالبية الحضارات مرت بما نتحدث عنه لذا فالجميع متساو فيه.
1-لوكي .. الآله المشاكس والشرير ..
فرس جميلة ليتودد لحصان هيرمثرس ( Hrimthurs) العملاق الذي قام ببناء أسكارد عاصمة الأرباب في الميثولوجيا النوردية، كان هيرمثرس قد طلب الزواج من فريا إحدى الإلهة الإناث والتي سمي على اسمها يوم الجمعة Friday وكذلك طلب السيطرة على الشمس والقمر كأجر له على عمله وهو الطلب الذي وافقت عليه الإلهة استخفافا بقدراته، هيرمثرس هذا كان له حصان يدعى سفادلفاري يساعده على البناء وكان الحصان هذا سبب تحقق البناء، قرر لوكي التحول إلى فرس للتودد للحصان سفادلفاري وإخراجه من سلطة هيرمثرس العملاق للحيلولة دون إعطاء العملاق حقه حسب الاتفاق وقد عاشر الحصان لوكي وحمل منه وأنجب حصانا بأرجل عديدة."
وشخصية لوكى فى ألأفلام الغربية تظهره مرات طكيب ومرات شرير وهى لا تتناول تلك الحكاية عن كونه خائن زانى مع الحيوانات
والغريب فيما حكاه زاهر هو معاشرة لوكى لحصان وإنجابه منه بدلا من معاشرته لفرسة أنثى فالذكر لا ينجب ولكن من أجل الحوف من المقبول أن يحمل الذكر ويلد
وأما الشخصية الثانية فقد قال عنها :
"قطعت رأسها بنفسها وسقت دمها لرفيقاتها
2 - كيننماستا ( Chhinnamasta) وهي إحدى الشخصيات الميثيولوجية الهندوسية المقدسة وكانت ولا تزال رمزا للكبت الجنسي والشبق الذي ينفجر دون وعي وقد قطعت رأسها بأظافرها وتركت دمها يتدفق بغزارة لتشرب منه رفيقاتها لأسباب اختلف حولها مؤرخو الهندوسية."
وهذه المعلومات قليلة لم توضح فسق تلك الشخصية ولكن الفعل المحكى يدل على غير ذلك وهو ايثار رفيقاتها بالحياة
ثم قال :
بان .. مخلوق مقدس اشتهر بالشبق والفسق ..
كرنوس .. من الآلهة التيتان .. اخصى اباه واكل اطفاله ..
5 - كرونوس ( Cronos) هو احد أهم الشخصيات في ميثولوجيا الاغريق وقد قام بإخصاء والده اورانوس مستخدما المنجل بتحريض من والدته غايا ولكنه أصبح خائفا من المصير نفسه في حال تكرر من جهة أبنائه فقام بابتلاع كل مولود يولد له."
هنا الشخصية ولد عاق وأب قاتل
ثم قال :
"لا يعرف الكثير عن تاريخ بريطانيا الوثنية لكن من الواضح ان هذه الربة كانت متعلقة بالخصب والنماء ..
6 - شيلا نا قق ( Sheela na gig) وهي شخصية من الميثلوجيا الوثنية في الجزر البريطانية وتنتشر منحوتاتها في أرجاء تلك الجزر , ودائما ما يتم تجسيدها كامرأة تجلس بوضع القرفصاء وتفتح فرجها بيديها، ومن خلال الروايات القليلة عن الديانات الوثنية البريطانية يتضح أن شيلا كانت تجبر الرجال على ممارسة الجنس معها وقد اعتبرتها النساء في الجزيرة البريطانية حامية لهن."
هذه الشخصية حسب الحكايات التى قالها عاهرة زانية
ثم قال :
"بارون سميدي كبير آلهة الفودو
8 - البارون سميدي ( Baron Samedi) هو كبير آلهة الفودو في هاييتي ويتم تجسيده على شكل هيكل عظمي يتحكم بالعبور الى العالم الآخر، من واجبات سميدي كاله حفر قبور الهايتيين ودفنهم، كما انه وفي وقت فراغه يحب شرب النبيذ وتدخين السيجار ومطاردة النساء، واستخدام الشتائم بشكل واسع."
وهذه الشخصية تشير إلى قواد نساء وقاتل
ثم قال :
"ديونيسوس .. اله الخمر .. يحيط رأسه بالعنب
9 - ديونيسوس ( Dionysus) وهو اله الخمر الإغريقي والأشهر فيما يخص الغرائز ونشوة معاقرة الكؤوس، وكذلك أكل اللحم البشري أحيانا، وقد ارتبط اسمه بالجانب الحسي من الحياة كثيرا، أعطي ميداس قدرة تحويل الأشياء إلى ذهب بمجرد اللمس.
ارسل حرباء وسحلية لإيصال رسالته .."
ومن الممكن اعتبار هذا أيضا من ضمن مشيعى الفاحشة فى الناس
ثم قال :
10 - انكو لنكو إل ( Unkulunkulu) وهو كبير آلهة قبائل الزولو التي يتجاوز عدد أفرادها الـ 10ملايين فرد في جنوب أفريقيا ويوصف بأنه يسكن في مستنقع من الماء الآسن، وقد أرسل إلى الزولو رسالاته عبر حرباء وسحلية اختلفتا في توصيل الرسالة التي تحض على السلام"
وهذه الشخصية ليس هناك دليل على فسقها
ومما ينبغى قوله :
أن الدول الحالية والسابقة تجعل المفسدين فيها هم العظماء وتضفى عليهم صفات العظمة وتطلق أسمائهم على الشوارع والميادين والمحطات والمدن أحيانا وتصنع لهم التماثيل وتعطيهم ألقابا وأوسمة ونياشين رغم أنهم لم يعملوا فى الغالب أعمالا صالحة وإنما كل ما صنعوه هم أنهم ساندوا النظام الظالم وجعلوه يستمر فى الحياة وتطلق عنهم الحكايات الكاذبة التى تحبب الناس فيهم
وكل قارىء لو راجع فى بلده التماثيل وأسماء الشوارع والمحطات سيجد أن الفسدة يحظون بأكثرها
وكل نظام لا يتوقف عن اشاعة هذا ومن ثم يجد القارىء على صفحات التواصل الاجتماعى مقالات ممولة عن الفنانين والرياضيين والسياسيين ومن يكتبها أسماء غير معروفة غالبا وهو ما يدل على وقوف الجهات الخفية التى تشجع على الفساد وهى الأجهزة الأمنية التى تحمى النظام الظالم