أفادت دراسة طبية أن عوامل نفسية تسبب آلام الظهر التي يعاني منها الملايين حول العالم، والتي حيرت الأطباء بشأن تشخيص الأسباب الجسدية (البيولوجية) لهذا المرض.
ونشرت مجلة العمود الفقري الأميركية الصادرة يوم 15 مايو/ أيار الحالي دراسة لباحثين من جامعة ستانفورد الأميركية، بقيادة الدكتور يوجين كاراغي، تقول إن رصد التوترات والضغوط النفسية التي يتعرض لها المرضى قد يكون أكثر العوامل إفادة في المساعدة على تحديد احتمالات إصابتهم بآلام أسفل الظهر.
وقد قام الباحثون على مدى 4 سنوات بدراسة حالات 105 من المتطوعين، لم يسبق لهم أن عانوا من آلام أسفل الظهر، وتم فرزهم إلى مجموعتين، مجموعة البحث وهم 46 شخصا تعرضوا فعلا للأبحاث، و49 شخصا كانوا فقط كمجموعة مقارنة بمجموعة البحث لضبط النتائج.
ولتوقع آلام الظهر، تم فحص أفراد مجموعة البحث بطريقتين، التصوير بالرنين المغناطيسي وأسلوب حقن الفقرات.
فالتصوير بالرنين المغناطيسي يظهر مختلف مستويات التشقق أو التآكل في الوسائد الغضروفية لفقرات العمود الفقري لدى مرضى آلام الظهر أو الذين لا يعانون منها.
أما حقن الفقرات بإحدى السوائل، فإذا أدى إلى شعور بألم لدى الشخص المحقون، يكون ذلك مؤشرا –كما يعتقد– على احتمال إصابة الشخص بآلام أسفل الظهر، حتى وإن لم يكن يعاني منها وقت الحقن.
كما خاض أفراد مجموعة البحث خلال مدة الدراسة اختبارات جسدية عامة وفحوصا نفسية للتعرف على مدى ما يواجهون من توترات وضغوط نفسية في حياتهم.
وخلصت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من ضغوط وتوترات نفسية هم أكثر تعرضا -بثلاثة أضعاف- للإصابة بآلام أسفل الظهر من الأشخاص ذوي القدرة على التكيف مع ضغوطات الحياة. وقد ذكر الدكتور كاراغي أن العوامل النفسية فاقت بكثير العوامل الجسدية كمسبب لآلام أسفل الظهر.
فالضغوط الناتجة عن حياة زوجية غير مستقرة، أو ظروف عمل مرهقة، أو القلق حول مكافآت التقاعد، قد تكون مؤشرا على الإصابة بآلام الظهر لاحقا، كما لوحظ أن الآلام المزمنة في أماكن أخرى من الجسد قد تؤدي إلى ظهور آلام أسفل الظهر.
من ناحية أخرى، أكدت الدراسة أن العلاقة الإحصائية بين نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي وحالات الإصابة بآلام أسفل الظهر لم تكن قوية، كما لم ينجح أسلوب حقن الفقرات في القطع بإمكانية الإصابة.
ويواصل الباحثون حاليا، وخلال السنوات الخمس القادمة، إجراء دراسة على الأشخاص الذين يعانون من آلام الظهر بصفة عامة، باعتبار أنهم أكثر عرضة لآلام أسفل الظهر.
وقد أشار الدكتور كاراغي إلى أن الهدف الرئيس من الدراسة هو "تحديد الأشخاص الذين ستؤدي إجراء عمليات جراحية لهم إلى تخفيف آلامهم بصورة كاملة" خاصة أن شركات التأمين الأميركية لا تزال ترفض تغطية نفقات عمليات آلام أسفل الظهر لعملائها عندما تكون أسبابه نفسية أو غير محددة بدقة.
اللهم ادم علينا الصحة والعافيه..