بِسم الله الرحمن الرّحيم
الجنّة , ومآ آد ر آ ك مَآ الجنّة ..!
مكآنُ يختَلف عَن بآقي الامكِنه
وزمآن لَيس كبآقيِ الأزمنةة ..!
فَ هنآك سعآده لَيس بعدهآ شَقآء , وحيآةٌ ليسَ بعدهآ مَمآت
حَيث يتم تَحقيق الامنيآت بِلآ آنتظآر ..
فَـ لقآء الأحبةة مِن غَير فُرآق
وبآستطآعَتك آن تَرآ وجُوهاً تَمنيتَ لَو ان ترآهُم بالدنياآ
لمآ طآلِمآا سَمِعت عَنهم , آو قَرآت سيَرهم
ولَم يُكتب لك آن ترآهم بِـ الدنيآا ..
,
أحِبتِي ..
ذِكر الجنّةة حَياة للقلُوب ، ونِسيآن الجنّةة مَوتُ للقلُوب ..
فأردت من مَوضوعِنآ هذآ..
تَحريكُ القلُوب ..
وتَشوِيق النّفوس ..
ورَفع الهِممْ لِطلب أعْلى الدّرجَات وعَدم الرّضآ بالدّنيا ..
فَـ هيا نَنطلق أنَا وإيّاكُم فِي رِحَاب أبوآب الجنةة التّي تَفتحَت أبوَابُها ..
اعلمُوا رَعآكُم الله ..
مَهمآ جَال فِي خَواطِرُكم ..
أو تَردد فِي أذهآنكُم ..
فإنَّ في الجنّةة ما هُو أعلَى مِنه وأتَم ّ..
صَرح بِذلك نبينا صَلى الله عَليه وسلّم تَصريحاً فقال :
( قال الله : أعددتُ لِعبادي الصّالحين مَا لا عَين رَأت ولا أذنٌ سَمعَت ولا خطَر عَلى قلبِ بَشر
) ..
مِصداق ذَلك قَولهُ تبَارك تَعالى فِي كِتابه : ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
﴾ ..
فيا أيّهآ المُشتآقُونَ ..فَيا أيّها المُشتاقُون ..
مَهمَا كَان جَمال الوَصفِ فَلا يعدُّ شيئاً بِجانبِ الحقِيقةة السّاطعَةة التي طبعُها الله عَليها – أي طَبع الجَنةة عَليها -
لأنَّ الله تَعالى ..
وصَفهآ لنا عَلى قَدر عقُولِنا ..
وصوّرها عَلى حَسبِ تَصوّرنآ وفِهمِنا..
يَقُول ابن القيّم رحمه الله :
وكيف يَقدر العَقل القآصِر الضّعيف قَدر جنةٍ ..
غَرسَهآ الرّحمَن بِيدهه ..
وجعلَها جزاءً لأحبابهِ ..
وملأها بِرضوانِه وَرحْمتهِ ..
وزيَّنها وأتقَنهاآ بِعظِيم قُدرتِه ..
ووصَف نَعيمِها بالفَوز العَظيم ..
ووصَف مُلكها بالمُلك الكَبير ..
قال الله : ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً ، عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً
﴾ ..
تأمل وتدبَّر معي من الذي سقاهم !! ﴿ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً ، إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً
﴾ ..
هذه هي أيام بذل الثمن في الوصول إلى تلك الدرجات وتلك الجنان ..
والله إنه لنعيمٌ لا يستطيع الخيال له تصويرا ..
ولا يستطيع اللسان عنه تعبيرا ..
وليس الخبر كالمعاينة..
فانتظر ﴿َإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ
﴾ ..
,
إنها..
الجَنّة ، ودَارُ السَّلَام ، ودَارُ الخُلد ، ودَار المُقَامَة ، ودَارُ الحَيَوَان ..
إنها ..
جَنَّةُ المَأْوَى ، والمَقَامُ الأَمِين ، وجَنَّاتُ عَدْنٍ ، وجَنَّاتُ النَعِيْم ..
إنها ..
الفِرْدَوْس .. وما أدراك ما الفردوس !!..
ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس ..فإنه أعلى الجنة ، وأوسط الجنة ، ومنه تُفجّر أنهار الجنة ، وفوقه عرش الرحمن ) ..
فإذا أردت أيها المُشتاآق أن تَكون مِن أهْل الفِردوس فاسْمع أوصَافهُم كَما جاء فِي سُورة المُؤمنُون :
بسم الله الرحمن الرحيم : ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ، إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ، فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ
﴾
، فإذا اتّصَفوا بتِلك الصّفاتِ فَماذا لَهم ؟!: ﴿ أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ، الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
﴾ ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أولُ زُمرة يَدخلُون الجنّةة على صُورة القَمر ليلة البَدر ، ثم الذّين يلونُهم على أشدّ كوكب دريّ في السماء إضاءة ، لا يبُولون ، ولا يتغوّطون ، ولا يَتفلون ، ولا يتمخّطون ، أمشَاطهم الذّهب ، ورِشحهم المِسك ، ومَجامرهِم الأُلُوَّة ، أزواجُهم الحُور العِين ، على خُلق رَجل واحِد على صُورة أبيهم آدم علَيه السّلام ) متفق عليه ..
,
اسمَع أيها المُشتآق .. اسمَعي أيتُها المُشتآقه
وزد شوقاً واستبشاراً..
فيا حَبذا الجنّةة واقْترابِها .. طيبةٌ وبارد شَرابُها ...
اسمع أيها المُستبشِر.. واسمَع أيها المُشتاق ..
إن الله جلّت قُدرتُه أعَد فِي الجنّةة غرفاً شفافة يُرى ظاهِرها مِن باطنها
، وباطنها من ظاهِرها ، متألقة كأنّها النّجوم بَلغت حدَّ الكَمال في السّعة والتمْكين ..
قصُورهآ مِن ذَهب لا يُشاكلُه ذَهب الدنيا ولا يُماثله لأنه جَوهرٌ شَفاف في غاية الصفاءِ..
وحَصباء أرضُها اليَاقوت والجَوهر..
وترابها المِسكُ والزّعفرآن ..
مَفروشَة بالفُرش الناعِمة من السّندسِ والأطاليس والاستبَرق في غاية الرقة والنّعومَة ..
تتشقق في أرجائها الأنهار ، وتجري في وسطها الغدران ..
قال تعالى : ﴿ لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ
﴾ ..
,
عباد الله ..
قال الله جل في علاه : ﴿ مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ
﴾ ..
ومن دعائه صلى الله عليه وسلم :
( اللهم إني أسألك لذة النظر إلى وجهك ، والشوق إلى لقاءك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة ) ..
اللهم لا تحرمنا لقاءك ، والنظر إلى وجهك يا رب العالمين..
فيا بائعاً هذا ببخس مُعجّل*** كأنك لا تدري ، بلى سوف تعلم
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبةٌ*** وإن كنت تدري فالمصيبة أعظ
هذا هو أعظم النعيم ..
أما ما فيها من الثواب والنعيم ..
ففيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون ..
لا يموتون ، لا يمرضون ، لا يهرمون ..
فيها دور وقصور ..
وأنهار وأشجار..
وجنات من نخيل وأعناب ..
اعلموا أيها المشتاقون ..اعلموا أيها المستبشرون ..
أن منازل الجنة إنما تكون على قدرالاجتهاد ها هنا في الدنيا .. إن منازل الجنة إنما تكون على قدرالاجتهاد ها هنا في الدنيا ..
,
مِن آجل الجنّةة , توآضعُوآ لـ الفَقير , تَبرعوآ ولو بالقَليل
آبتسمُوآ لـ لكَثير , آسعدوآ اليَتيم ,
آلجنه .. ليست قصه نحكيها فقط وقت البلآء والألم !
آلجنه حقيقه سنرآهآ يومًآ ، الجنّه وطنِنآ الذي سنجتمع به يومًآ مع صحّبه
تمنيناهٌم بـ رفقتنا فـ الدنيآ لكن رحّلو,!
فـ رددٌو كّل وقت , آللهم إني آسألك رضآك و آلجنّةة
فوا عجباً من مضيع لحظة فيها فتسبيحة واحدة تغرس لك فيها شجرة أكلها دائم وظلها ..
في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال :
( إنَّ أهل الجنة ليتراؤون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم ) ..
قالوا : يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يا غيرهم !..
قال : ( لا والله .. والذي نفسي بيده يبلغها رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين )
فَ يآرب لآتَحرمنآ ذلك النّعيم
رآق لي فلم أبخل به .
[/ALIGN]