بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
"اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك،
الصحة نعمة من نعم الله علينا لا نقدرها الا حين نفقدها وكما قيل " الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى" ولهذا علينا إغتنام هذه النعمة الكبيرة التي منَّ الله عز وجل بها علينا وقد حث الاسلام على استعمال هذه النعمة العظيمة والاستفادة منها قبل زوالها وقبل أن يداهمك المرض ويفاجئك يقول عليه السلام :
" بادروا الأعمال سبعا هل تنتظرون إلا إلى فقر منس أو غنى مطغ أو مرض مفسد أو هرم مفند أو موت مجهز أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة فالساعة أدهى وأمر" رواه الترمذي عن أبي هريرة وقال حسن غريب
فعلينا أن نغتنم هذه الفرصة للقيام بالأعمال المقربة إلى الله عز وجل ولا نسوف فالتسويف وهو آفة تدمر الوقت وتقتل العمر،يقول الحسن البصري : "إياك والتسويف، فإنك بيومك ولست بغدك" فالحذر الحذر من التسويف فاننا لا نضمن أن نعيش إلى الغد، وإن ضمنا حياتنا إلى الغد فلا نأمن المعوِّقات من مرض طارئ أو شغل عارض أو بلاء نازل، فان نزول المرض بالانسان يذكرك بفضل نعمه الله عليك بالعافية , فأن هذه المصيبة تشرح لك بأبلغ بيان وأصرح برهان لمعنى العافية التي كنت تمتعت بها سنين طويلة , ولم تذق حلاوتها ولم تقدرها حق قدرها.........
فكم من سليم معافى نزل به المرض فجعله قعيد فراشه يتحسر على أيام مضت لم يجعل لله عز وجل فيها نصيبا بل كانت عبثا ولهوا وعصيانا لجبار السموات والأرض ولهذا قال عليه السلام في الحديث الصحيح :" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة، والفراغ"
والنفس البشرية جُبلت على أن الإنسان إن لم يشغلها بالخير شغلته بالشر، فعلى الإنسان أن يستغلَّ نعم الله لديه بالطاعة؛ فإنه لا يدري ماذا يخبئ له الدهر من البلايا والصوارف وقيل "وأسوأ أحوال المرء أن يكون مغبونا، فإن الغبن بجميع صوره وألوانه يوقع صاحبه في دائرة النقص وفوات الحظ. وإن أعظم غبن يصيب الإنسان أن يخسر حياته التي ليس لها في الدنيا ثمن ولا عنها عوض"
والغبن أيها الأحبة في الله أن تشتري بأضعاف الثمن أو أن تبيع بدون ثمن المثل ، فمن أصح الله له بدنه ، وفرغه خالقه من الأمراض العائقة ، ولم يسع لصلاح آخرته فهو كالمغبون في البيع أو الشراء ، والمقصود أن غالب الناس لا ينتفعون بالصحة والفراغ بل يصرفونها في غير محلها....
ولهذا كانت الصحة والعافية من أجلّ نعم الله على عبده,وأجزل عطاياه و أوفر منحه وفي الترمذي وغيره
مرفوعا "من اصبح معافى في جسده أمنا في سريره عنده قوت يوم فكأنما حيزت له الدنيا"
ومن هنا قال السلف في قوله تعالى )ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ( }التكاثر8 النعيم ما يلتذ به في الدنيا من الصحة والفراغ والأمن والمطعم والمشرب وغير ذلك
وفي سنن النسائي مرفوعا ) (سلو الله العفو والعافية والمعافاة فما أوتي احد بعد اليقين خيرا من المعافاة )
فما علينا إلا أن نغتنم فرصة توفر الصحة للقيام بالدعوة إلى الله فنحن لا نعلم متى يفجؤنا المرض فنتمنى لو كانا أصحاء نستطيع أن نقدم لديننا ما يفرضه علينا إسلامنا , فنندم حينئذ , ولاة ساعة مندم !!
يقول عليه السلام في الحديث الصحيح :" واستعن بالله ولا تعجز..."
فلنقم بواجبنا ولا نقدم الأعذار ولنستعين بالمولى أن يقوينا ويصلح أعمالنا
« اغتنم خمسا قبل خمس:
شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك،
الغنى والمال نعمة من الله عز وجل {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }
والجهاد بالمال من أعظم أنواع الجهاد وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }التوبة41
فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه في جيش العسرة يقدم ماله كله في سبيل الله فيقول له عليه السلام :" ماذا تركت لأهلك فيجيبه تركت لهم الله ورسوله " وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقدم نصف ماله بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخشوا فقرا أو حاجة ما داموا يقدموها في سبيل الله عز وجل ...
يقول الله عز وجل : {مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ }الحديد11
ويقول العلماء في تفسيرها :"من ذا الذي ينفق في سبيل الله محتسبًا من قلبه بلا مَنٍّ ولا أذى, فيضاعف له ربه الأجر والثواب, وله جزاء كريم, وهو الجنة؟"
فعلينا أن نحصن أنفسنا وأموالنا بالصدقات :" حصنوا أموالكم بالزكاة " رواه أبو داود
فبالصدقة تكسبين رضى الله عز وجل :" صدقة السر تطفئ غضب الرب "حديث صحيح
"والصدقة تطفىء الخطيئة ، كما يطفىء الماء النار"رواه البخاري
وبالصدقة تتعافين من الأمراض :".... وداووا مرضاكم بالصدقة " رواه أبو داود
وبالصدقة تفرجين كربة عن أخيك المسلم :" ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة " حديث صحيح
وبالصدقة تزداد حسناتك فلا يحسب الدرهم درهما انما الحسنة بعشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء يقول الله عز وجل :
{مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }البقرة245
يقول العلماء في تفسير هذه الآية (من ذا الذي يقرض الله بإنفاق ماله في سبيل الله قرضاً حسناً بأن ينفقه لله عز وجل عن طيب قلب فيضاعفَه أضعافا كثيرة من عشر إلى أكثر من سبعمائة )
ويقول المولى عز وجل : {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }البقرة265
ورد في تفسيرها : (ومثل الذين ينفقون أموالهم طلبًا لرضا الله واعتقادًا راسخًا بصدق وعده, كمثل بستان عظيم بأرض عالية طيبة هطلت عليه أمطار غزيرة, فتضاعفت ثمراته, وإن لم تسقط عليه الأمطار الغزيرة فيكفيه رذاذ المطر ليعطي الثمرة المضاعفة, وكذلك نفقات المخلصين تُقبل عند الله وتُضاعف, قلَّت أم كثُرت, فالله المُطَّلِع على السرائر, البصير بالظواهر والبواطن, يثيب كلا بحسب إخلاصه)
وأعلمي أختي المسلمة أنك إذا أنفقتي ما تملكين في سبيل الله فان الله يرزقك بدلا منه،،،،،،، حتى ولو كنت في عسرة وتحتاجين الى مال أنفقي غاليتي فالله عز وجل يرده اليك أضعافا مضاعفة وهذا مجرب....
فعلينا أن نعطي حق الله بأموالنا .......
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" مثل البخيل والمتصدق مثل رجلين عليهما جبتان من حديد ، قد اضطرت أيديهما إلى تراقيهما ، فكلما هم المتصدق بصدقته اتسعت عليه حتى تعفي أثره ، وكلما هم البخيل بالصدقة انقبضت كل حلقة إلى صاحبتها وتقلصت عليه ، وانضمت يداه إلى تراقيه - فسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول - فيجتهد أن يوسعها فلا تتسع" رواه البخاري
وقال عليه السلام :"من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله ، دعي من أبواب - يعني : الجنة - يا عبد الله هذا خير ، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ......." رواه البخاري
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" فتنة الرجل في أهله وولده وجاره ، تكفرها الصلاة والصدقة والمعروف " رواه البخاري
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ، أي الصدقة أفضل ؟ قال : ( أن تصدق وأنت صحيح حريص ، تأمل الغنى ، وتخشى الفقر ، ولا تمهل ، حتى إذا بلغت الحلقوم ، قلت : لفلان كذا ، ولفلان كذا ، وقد كان لفلان ) رواه البخاري
وعنه أيضا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ، وابدا بمن تعول " رواه البخاري
فلننفق في يسرنا وغننا من أموالنا ما نجعله ذخرا لنا عند الله عز وجل فالفقر صعب جدا
فكم من الصعوبة أن تحتاج للمال وقت ضيقك ولا تجده يوم تحتاجه لتُئمن لقمة عيش لأطفالك أو دواء أو حتى سكنٍ أو ملبس ......
أسألك الله أن يعافيكم من ذلك ولكنها والله حياة الفقير حياة صعبة قاسية فلماذا لا نكون سببا في تفريج كربة من كرباته بصدقة من مال وهبه الله لنا من غير حولٍ منا ولا قوة ؟؟ لماذا لا ننفقه ليعين المجاهدين في سبيل الله لنكون عائلين لأسرهم في غيابهم ؟؟؟ لماذا لا ننفقه ليكون لنا صدقة جارية بعد مماتنا لماذا نجعل هذا المال نقمةً علينا وسبباً في ضياعنا وهلاكنا في الدنيا والآخرة ؟؟؟؟
{وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ }الأنفال28
فلننفق في سبيل الله ولنغتنم غنانا قبل فقرنا
{مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة261
{الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة274
{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ }المؤمنون115
منقول (قافلة الداعيات)