أبى ختام البطولات السعودية إلا أن يظهر في أبهى صورة عندما قدم الشباب أجمل عروضه هذا الموسم و أسقط منافسه الاتحاد في نهائي كأس النخبة لكرة القدم (كأس خادم الحرمين الشريفين) بأربعة أهداف نظيفة أمس الجمعة على إستاد الملك فهد الدولي.
وكرر الشباب بالتالي سيناريو نهائي الموسم الماضي حين تغلب على الاتحاد بالذات أيضاً.
خطف الشباب النجومية هذا الموسم من جميع الفرق السعودية، فبالإضافة لوصوله إلى ثلاثة نهائيات محلية، لا يزال ينافس بقوة في دوري أبطال آسيا بعد أن حسم تأهله إلى الدور الثاني، حيث يأمل الشبابيون في إحراز اللقب والتأهل إلى بطولة العالم للأندية.
فرض الفريق الشبابي نفسه هذا الموسم بطلاً استثنائياً بفضل التخطيط والاستعداد الجيد والاستقرار الإداري الذي يعيشه ووجود لاعبين صغار السن على مستوى عال من المهارة.
كأس النخبة هي البطولة رقم 20 التي تدخل خزائن "الليث الأبيض" على مدار تاريخه، وأكد فيها تفوقه على منافسه الاتحاد في المباريات النهائية التي جمعت بينهما حتى الآن، حيث فاز في ستة منها مقابل خسارتين.
وجاءت نهاية الموسم بالنسبة إلى الشباب مغايرة تماماً عن بدايته حيث ظهر الفريق بشكل مختلف عما كان عليه. فبعد رحيل المدرب السابق للفريق الأرجنتيني بوميدو بسبب النتائج المتواضعة التي حققها في بداية الموسم، عاد مواطنه انزو هيكتور مجدداً للإشراف الفني عليه ليعيد الحسابات مجدداً ويتمكن من النهوض بالفريق للمنافسة على المراكز المتقدمة في الدوري المحلي بل صعد به أيضاً لنهائي كأس ولي العهد قبل أن يخسر أمام الهلال بهدف مقابل لا شيء.
إلا أن تلك الخسارة لم تنل من معنويات الفريق فواصل تألقه ونافس على حصد الألقاب وانتزع كأس الأمير فيصل بن فهد من غريمه النصر بعدما فاز عليه في المباراة النهائية 4-3 بركلات الترجيح (الوقتان الأصلي والإضافي صفر-صفر)، لتكون البطولة دافعاً قوياً للفريق لمواصلة انتصاراته.
رافد للمنتخب
يعتبر الشباب من أكثر الفرق التي تغذي المنتخبات السعودية باللاعبين سواء على مستوى الناشئين أو الشباب أو المنتخب الأول، بل أصبح المنافس الوحيد للهلال والاتحاد في رفد المنتخب السعودي باللاعبين في الآونة الأخيرة.
يضم الشباب مجموعة من العناصر الدولية أبرزهم الحارس المتألق هذا الموسم وليد عبد الله والمهاجم ناصر الشمراني وعبده عطيف وشقيقه احمد عطيف وعبد الله شهيل ونايف القاضي وزيد المولد وفيصل السلطان وناجي مجرشي وعبد العزيز السعران وقائد الفريق نايف القاضي، إلى جانب البرازيلي مارسيلو كماتشو والقطري طلال البلوشي الذي انتقل للفريق في فترة الانتقالات الشتوية بنظام الإعارة، والبرازيلي الآخر بوفيو الذي لا يشارك في معظم المباريات.
استقرار إداري
ما يميز الشباب الاستقرار الإداري الذي ينعم به برئاسة خالد البلطان الذي أعرب عن سعادته بفوز فريقه بالبطولة، معتبراً أن الفريق "تجاوز جميع الظروف والعراقيل بالإصرار والعزيمة وتكاتف الجميع".
وأعلن البلطان عن تقديم مكافأة لكل لاعب قدرها 200 ألف ريال سعودي (نحو 55 ألف دولار).
وشدد البلطان على أن فريقه لعب مباراة كبيرة أمام الاتحاد استحق فيها الفوز بجدارة، مشيرا إلى أن "الأهداف الأربعة التي سجلها فريقه مستحقة إذ تمكنا من رد الدين للاتحاد بعد خسارتنا أمامه بنفس النتيجة في الدور الأول من الدوري"، مضيفاً "آمل أن ينعكس اللقب على معنويات اللاعبين في دوري أبطال آسيا، فالشباب استطاع أن يسجل نفسه وبقوة كضلع من إضلاع الكرة السعودية".
من جانبه صرح قائد الفريق نايف القاضي أن الشباب "لم يخيب ظن محبيه"، وأكد أن ما فعله في نهائي كأس النخبة ملحمة تاريخية".
وكان الشباب دعم صفوفه في بداية الموسم بمجموعة من اللاعبين صغار السن أبرزهم ثنائي القادسية المهاجم يوسف السالم ولاعب الارتكاز عبد الملك الخيبري، وجلب ثلاثة لاعبين بنظام الإعارة هم مهاجم كاظمة الكويتي احمد عجب والي منعته ظروف الإصابة من استكمال فترة إعارته إلى جانب مدافع الاتفاق ماجد العمري والذي رحل عن الفريق لنفس السبب، أما الوحيد الذي أكمل المسيرة لنهاية الموسم من بين ثلاثي الإعارة فكان طلال البلوشي.
وتمكن البلطان من توقيع عقد احتراف لمدة خمس سنوات مع مهاجم الفريق الشاب عبد العزيز السعران من دون الكشف عن قمة الصفقة وذلك بعد التألق اللافت للاعب منذ انضمامه إلى الفريق الأول خاصة في نصف نهائي كأس النخبة حيث سجل هدفاً في مرمى حارس الهلال محمد الدعيع وصف بأنه أحد أجمل أهداف الموسم.
كما قام البلطان بتمديد عقد المحترف البرازيلي مارسيلو كماتشو لمدة موسمين قبل المباراة النهائية.