[bor=000000]
وصف للنبي عليه الصلاة والسلام
نبدأ هذه الإستراحة بسؤال ُوجه لأحد العارفين بالله ونحن نستظل تحت شجرة طيبة ريحها، مثمرة فروعها ، ضاربة جذورها ، في السماء أصلها : أيهما أفضل عند الله تعالى الحجرة أم الكعبة ... أجاب العارف بالله الكعبة أفضل من الحجرة فهي بيت الله في الأرض والصلاة فيها بمائة ألف صلاة .... أما إذا كنت تعني الحجرة وما تحتويها من جسد طاهروهوالحبيب المصطفي فعند الله تعالي لا الأرض ولا السموات السبع ولا الأفلاك ولا الملائكة الأطهار ولا العرش ولا الكرسي أفضل عند الله تعالى من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وأكرم ومجد
في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم
ما أحلى أن يكون اللقاء مع الحبيب وما أجمل أن تكون الكلمات عنه فمهما أوتي أحد من فصاحة البيان وبلاغة الأسلوب والتبيان لن يوفيً الحبيب قدره ، كيف لا وهو حبيب الرحيم الرحمن ، وربك يخلق ما يشاء ويختار، فقد إصطفى الله من خلقه الأنبياء واصطفى من الأنبياء الرسل واصطفى من الرسل أولي العزم واصطفى منهم إبراهيم ومحمدا واصطفى محمدا على جميع خلقه ، زكاه ربه في كل شئ وإذا وقف بشر ليزكيه ويتكلم عنه ويصفه فإنه يرفع من قدر نفسه .
زكاه ربه في عقله فقال ماضل صاحبكم وماغوى وزكاه في بصره فقال تعالى ما زاغ البصر وماطغى وزكاه في صدره فقال تعالى ألم نشرح لك صدرك وزكاه في ذكره فقال تعالى ورفعنا لك ذكرك وزكاه في طهره فقال تعالى ووضعنا عنك وزرك وزكاه في صدقه فقال تعالى وما ينطق عن الهوى وزكى جليسه فقال تعالى علمه شديد القوى وزكاه في حلمه فقال تعالى للمؤمنين رؤوف رحيم وزكاه كله فقال تعالى وإنك لعلى خلق عظيم .
ومما زادني فخراَ وتيها وكدت بأخمصي أطأ الثريا ، دخولي تحت قولك يا عبادي وأن أرسلت أحمد لي نبيا ، يحلو لكل مسلم محب أن يتذكره وأن يتصوره وأن يتخيله وان يعيش بقلبه من خلال الكتب والوسائل الأخرى كيف كان الحبيب المصطفى في كل شئ ولما لا وقد أمرنا الله تعالى أن نقتفي أثره وان نسير على دربه قال تعالى { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ..} ولن تصل إلى الله إلا من طريقه { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم } وكما نقل لنا الصحابة سنة الحبيب نقلوا لنا أيضا أوصاف الحبيب .
ورد في الحديث أن البراء بن عازب أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أحسن الناس وجها ، مشرقا منيرا إذا سٌر أي فرح إستنار وجهه كانه قطعة قمر{ صحيح البخاري } وعن جابر بن سمرة أنه قال رايت النبي في ليلة أُضحيان أي في ليلة مقمرة فوالله لقد كان النبى في عيني أحسن من القمرأما لون الوجه فكان أزهر اللون أبيض مشرب بحمرة أما شعره كان ليس بالجعد القطط ولا بالسبط وتوفاه الله ولا في شعره ولا لحيته إلا عشرين شعرة بيضاء {قال شيبتني هود وأخواتها } أدعج العينين أي شديد السواد وكأن في عينيه كحل ، طويل الحاجبين أزج من غير إلتقاء، بينهما عرق كان يظهر إذا غضب الحبيب ، كان أقنى الأنف أي طويل مع دقة الأرنبة ، أسهل الخدين ضليع الفم أشنب ، أفلج الأسنان وإذا تكلم ظن الناظرأن نورا يخرج من بين ثناياه { رواه إبن عباس } كان صلى الله عليه وسلم كث اللحية ، أما عنقه كان كأبريق فضة من شدة البياض ، عريض الصدرعليه شعرات ممتد حتى السرة ، سواء الصدر مع البطن مشدود العضلات دليل على القوة والفتوة ، ضخم الكتفين والقدمين ، وإذا إلتف إلتف جميعا أى بكليته وهذا دليل على التواضع ، مابين كتفيه خاتم النبوة وهومما يلي منكبه الأيمن فيه شامة سوداء تضرب الي الصفرة حولها شعرات متواليات كانها من عرف فرس ، كان عبل العضدين طويل الزندين رحب الراحتين ، يقول جابر رضي الله عنه مسح رسول الله يوما خدي وانا صغير فوجدت ليده برداَ وريحانا كانما أخرجهما من جونة عطار وفي حديث أنس ما مسست حريراَ ولا ديباجاَ ألين من كف رسول الله ولا شممت مسكاَ ولا عنبراَ أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإذا مر في طريق من طرق المدينة قال الناس مراليوم من هاهنا رسول الله ، خافض الطرف وكان عرقه كحبات اللؤلؤ وأطيب من المسك اللأذفر .
اما أم معبد قالت في وصفه صلى الله عليه وسلم : رأيت رجلاَ ظاهر الوضاءة حِسن الخلق ، مليح الوجه إذا صمت علاه الوقار وإذا تكلم سما وعلاه البهاء ، حلو المنطق ، أبهى الناس وأجملهم من بعيد واحلى الناس وأحسنهم من قريب ، غصن بين غصنين فهو أنضرالثلاثة منظرا.
خلقت مبرءا من كل عيب *** كأنك خلقت كما تشاء
أجمل منك لم تر قط عيني *** وأجمل منك لم تلد النساء
محبة النبي لها أركان تتمثل في طاعته فيما أمر والإنتهاء من كل مانهى عنه وزجر، وتصديق النبي في كل ما أخبر، وأن تكون محبته أكبر من النفس والمال والولد دون غلٍو أو إطراء . نسال الله أن يجعلني وإياكم ممن أحب النبي واقتفوا أثره وساروا على دربه واتبعوا سنته ، اللهم آتي نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها بلغنا مما يرضيك آمالنا واختم بالباقيات الصالحات أعمالنا أحشرنا في زمرة نبينا وتحت لواء حبيبنا ، أشملنا بشفاعته لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده أسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا وصلي اللهم على نبيك ورسولك وعبدك وحبيبك محمد عدد خلقك ورضاء نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علمك يا الله عبدالرحمن شريف { أبوعبدالله }
[/bor]