تعتبر جراحات الصرع من الجراحات المتقدمة التى تتطلب الكثير من الإمكانات، والمتابعة المستمرة، والفحوص المتعدة والمتقدمة، ولتحديد المرضى الذين قد يستفيدون من هذه الجراحات يعتمد علاج الصرع الجراحي على التشخيص الصحيح لنوع النوبات الصرعية، وتحديد مكان وجود ما يسمى بالبؤر الصرعية في الدماغ، حيث يعتمد علاج الصرع جراحياً على إمكان استئصال هذه البؤر الصرعية، أو ما يسمى بالمنطقة التي تسبب النوبات، وذلك دون التأثير على وظائف رئيسة كالنطق والبصر والذاكرة، وفي هذه الحالة يمكن الشفاء من داء الصرع بنسبة عالية، ويجب إجراء الفحوصات وتخطيط الدماغ والصور المقطعية والتصوير المغناطيسي قبل إجراء هذه العمليات الجراحية، حيث يمكن علاج وشفاء مرض الصرع بنسبة أكثر من 85 % من الحالات ويمكن التحكم في بقية الحالات بالدواء.
وتسجيل نشاط الدماغ كهربائياً بفضل وضع أقطاب كهربائية داخل مخ المريض قبل إجراء الجراحة لقياس نشاط الخلايا العصبية خلال النوبات الصرعية التي يتعرض لها، لاكتشاف وتحديد البؤرة الصرعية بشكل أدق، يعتبر من الفحوصات التي تساعد عل رفع نسبة الشفاء من مرض الصرع بنسبة عالية.
وفي حال عدم إمكان إجراء عملية جراحية استئصالية، نتيجة انتشار البؤر الصرعية على منطقة واسعة، أو نتيجة وجودها في منطقة قريبة من مراكز التحكم بالنطق أو الذاكرة، نلجأ إلى علاج جراحي من نوعٍ آخر هو تحفيز العصب الحائر، من خلال بطارية توضع تحت الجلد وتوصل بالعصب الحائر، وهذا الجهاز بإمكانه تخفيف عدد النوبات وحدّتها على المريض، حيث تعمل هذه العملية على تحسّن نوعية الحياة عند مريض الصرع.