.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
.. من منا لا يعرف الحجاج بن يوسف الثقفي ..
دعونا أولا نتعرف عليه :
الحجاج بن يوسف الثقفي :
سياسي أموي وقائد عسكري، من الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ الإسلامي والعربي ،و هو خطيب بليغ . لعب دوراً كبيراً في تثبيت أركان الدولة الأموية، سير الفتوح، خطط المدن، و بنى مدينة واسط .
.. لن أتحدث عن حياته في هذا الموضوع فحياته طويلة الاحداث والقصص ..
ولكن سأتحدث عن خطبة معروفة ومشهورة ..
قالها الحجاج بن يوسف عندما ولاه أمير المؤمنين عبدالملك بن مروان
على العراق .. العراق كانت تنقسم إلى عاصمتين .. البصرة والكوفة .. نزل الحجاج بالكوفة .. ودخل أحد المساجد وأمر بجمع الناس لقول الخطبة .. وقد كان متلثما بعمامة حمراء كي لا يعرفه أحد في بداية الأمر ..
ثم اعتلى المنبر وخلع عمامته فجأة و بدأ خطبته المشهورة :
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا .. متى أضع العمامة تعرفوني
أما والله إني لأحمل الشر بحمله ، وأحذوه بنعله ، وأجزيه بمثله ، وإني لأرى رؤوسا ً قد أينعت وحان قطافها ، وإني لصاحبها ، وإني لأنظر الدماء بين العمائم واللحى تترقق :
قد شــمَّــرتْ عن ســاقها فــشــمِّـر
إني والله يا أهل العراق ، ومعدن الشقاق والنفاق ، ومساوىء الأخلاق ، لا يُـغمز جانبي كتغماز التين ، ولا يُـقعقع لي بالشنآن ؛ ولقد فــُررتُ عن ذكاء ، وفـتـشت عن تجربة ، وأجريت إلى الغاية القصوى ، وإن أمير المؤمنين نثر كنانته بين يديه ثم عجم عيدانها ، فوجدني أمرها عودا وأشدها مكسرا ، فوجهني إليكم ، ورماكم بي ، فإنكم قد طالما أوضعتم في الفتن وسننتم سنن الغي ، وأيم الله لألحونكم لحو العصا ، ولأقرعنكم قرع المروة ، ولأعصبنكم عصب السلمة ، ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل ، أما والله لا أعد إلا وفيت ، ولا أخلق إلا فريت ، فإياي وهذه الشفعاء ، والزرافات والجماعات ، وقالا وقيلا . وما يقولون ، وفيم أنتم و ذاك ؟ ، والله لتستقيمن على طريق الحق ، أو لأدعن لكل رجل منكم شغلا في جسده ! .. من وجدته بعد ثالثة من بعث المهلب سفكت دمه ، وانتهبت ماله وهدمت منزله .
إلى هنا انتهى كلام الحجاج ..
هذه الخطبة من أشهر خطب الحجاج وزرعت في قلوب الحاضرين رعبا وجعلت الجنود تتدافع لللإلتحاق في جيش المهلب بعدما كانوا يرفضون ذلك .
.. الخطبة فيها فخر الحجاج بنفسه وتهديده لأهل العراق ..
دعوني أفسر لكم بعض الجمل :
.. [ إني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها ] ..
نقول أينعت الزهرة يعني نضجت .. فهو هنا يشبه رؤوس المعاندين له بالزهور التي نضجت وحان قطفها أي قطعها .. فالزهور رؤوس المعاندين وهو من سيقطع الزهور .. ولاحظ قوة الجملة حيث شبه الرؤوس بالزهور وهي أجمل الأشياء في القطع وأسهلها .
.. [ وإني لأنظر الدماء بين العمائم واللحى تترقق ] ..
يقول كأني أنظر إلى الدماء تسيل بين العمائم واللحى من كثر قطع رؤوس المعاندين .. وهذا تهديد قوي ووعيد شديد لهم .
.. [ وأيم الله لألحونكم لحو العصا ، ولأقرعنكم قرع المروة ، ولأعصبنكم عصب السلمة ، ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل ] ..
انظروا إلى قوة هذه الجملة .. هنا تهديد .. يقول لألحونكم لحو العصا .. لحا الرجل العصا يعني قشرها .. يقول لأقشرنكم كما تـُـقشر العصا .. ثم قال لأقرعنكم قرع المروة .. المروة هي الحجارة البيضاء التي نأتي بحجرين منها ونضربهما مع بعض قرب النباتات فتشعل لنا النار .. يقول سأضربكم كما أضرب هاذين الحجرين .. ثم قال لأعصبنكم أي لألوينكم لوي السلمة وهي شجرة معروفة .. ثم قال لأضربنكم ضرب غرائب الإبل .. يعني لأضربنكم كما تضرب الإبل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
تعريف الحجاج مأخوذ من موقع ويكيبيديا . [ بتصرف يسير ]
.. نص الخطبة مأخوذ من كتاب العقد الفريد الجزء الرابع . بتحقيق محمد عبد القادر شاهين . طبعة المكتبة العصرية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
.. أتمنى أن الموضوع يعجبكم والنقل يكون خفيف مع الشرح الإضافي ..
وشكرا لكم
أخوكمـ..
"الــ عـــطــا"