العوامل التي تؤدي إلى الجزّ على الأسنان أثناء النوم عند الأطفال

أسباب الجزّ على الأسنان أثناء النوم عند الأطفال
الجزّ على الأسنان أثناء النوم، المعروف طبيًا بـ صرير الأسنان (Bruxism)، هو حالة شائعة بين الأطفال، وتتراوح أسبابها بين العوامل النفسية والجسدية. في هذا المقال، سنناقش أسباب الجزّ على الأسنان أثناء النوم عند الأطفال، مع تسليط الضوء على العوامل المرتبطة بها، تأثيراتها، وطرق التعامل معها.

ما هو الجزّ على الأسنان؟
الجزّ على الأسنان هو حركة غير إرادية تُسبب احتكاك الأسنان ببعضها أثناء النوم أو الاستيقاظ. عادةً ما تكون هذه الحالة أكثر شيوعًا أثناء مرحلة النوم العميق أو عند الاستيقاظ المفاجئ. قد يحدث الجزّ على الأسنان بشكلٍ مؤقت أو مستمر، وقد يصاحبه أعراض أخرى مثل ألم الفك أو الصداع.

أسباب الجزّ على الأسنان أثناء النوم عند الأطفال
1. التوتر والقلق
يُعتبر التوتر والقلق من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الجزّ على الأسنان. قد يعاني الأطفال من ضغوط نفسية نتيجة الدراسة، مشاكل عائلية، أو تغيرات في الروتين اليومي، ما يؤدي إلى إفراز الجسم لهرمونات تؤثر على العضلات وتسبب حركة غير طبيعية للفك.

2. النمو الطبيعي للفك والأسنان
في مرحلة تبديل الأسنان اللبنية إلى الأسنان الدائمة، يمكن أن يشعر الطفل بعدم الراحة أو الحكة في اللثة. هذه التغيرات قد تُحفّز الأطفال على الضغط على أسنانهم أثناء النوم لتخفيف الشعور بالانزعاج.

3. الاختلالات العصبية
بعض الأطفال يعانون من اضطرابات عصبية تؤدي إلى حركات عضلية لا إرادية، مثل الجزّ على الأسنان. يُلاحظ ذلك بشكل خاص لدى الأطفال الذين يعانون من فرط النشاط أو اضطرابات مثل التوحّد.

4. مشاكل التنفس أو الحساسية
انسداد مجرى الهواء بسبب الحساسية، اللحمية، أو انقطاع التنفس أثناء النوم، قد يجعل الطفل يلجأ إلى الجزّ على أسنانه كجزء من محاولة تحسين تدفق الهواء.

5. الأسباب الوراثية
تلعب العوامل الوراثية دورًا في حدوث الجزّ على الأسنان؛ فإذا كان أحد الوالدين يعاني من هذه المشكلة، قد يكون الطفل عرضة للإصابة بها أيضًا.

6. اضطرابات النوم
الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نوم مثل المشي أثناء النوم أو الكوابيس قد يكونون أكثر عرضة للجزّ على الأسنان بسبب النشاط الزائد للدماغ أثناء النوم.

7. تأثير الأدوية أو الكافيين
بعض الأدوية المنشطة أو تناول الكافيين (مثل الشاي أو المشروبات الغازية) قد يؤدي إلى زيادة النشاط العصبي العضلي، ما يحفّز الجزّ على الأسنان.

8. آلام أخرى في الجسم
في بعض الحالات، يكون الجزّ على الأسنان رد فعل تلقائي للتعامل مع آلام أخرى، مثل التهابات الأذن أو صداع الرأس.

كيف يمكن التعرف على الجزّ على الأسنان؟
في كثير من الأحيان، يكتشف الوالدين المشكلة بعد سماع صوت احتكاك الأسنان أثناء نوم الطفل. تشمل الأعراض الأخرى:

ألم في الفك أو الوجه عند الاستيقاظ.
صداع الصباح.
تآكل الأسنان.
صعوبة في فتح أو إغلاق الفم بشكل طبيعي.
تأثيرات الجزّ على الأسنان عند الأطفال
إذا لم يتم التعامل مع الجزّ على الأسنان بشكل صحيح، فقد يسبب مضاعفات مثل:

تآكل طبقة المينا، ما يزيد من حساسية الأسنان.
مشاكل في مفصل الفك.
التهابات اللثة أو الأسنان نتيجة الضغط الزائد.
تأثير سلبي على نوعية النوم للطفل ولأفراد الأسرة.
طرق علاج الجزّ على الأسنان
1. التقليل من التوتر
احرص على خلق بيئة مريحة للطفل قبل النوم، مثل قراءة قصة مهدئة أو الاستماع إلى موسيقى هادئة. التحدث مع الطفل عن مشاعره يمكن أن يخفف من التوتر.

2. زيارة طبيب الأسنان
إذا كان الجزّ يسبب أضرارًا للأسنان، يمكن لطبيب الأسنان أن يصمم حارس ليلي (Night Guard) لحماية الأسنان أثناء النوم.

3. العلاج السلوكي
قد يحتاج الطفل إلى جلسات علاج نفسي أو سلوكي لتعليم تقنيات الاسترخاء والتعامل مع التوتر.

4. تحسين عادات النوم
تأكد من أن الطفل يحصل على قسطٍ كافٍ من النوم في بيئة هادئة ومظلمة. يمكن أن يساعد تقليل وقت الشاشة قبل النوم على تحسين جودة النوم.

5. التعامل مع المشاكل الصحية
إذا كانت المشكلة ناتجة عن الحساسية أو اضطرابات التنفس، يجب استشارة طبيب أطفال لعلاج السبب الجذري.

6. تقليل استهلاك الكافيين
تجنب إعطاء الطفل مشروبات تحتوي على الكافيين خاصةً قبل النوم.

7. مراقبة الأدوية
إذا كان الطفل يتناول أدوية معينة تسبب الجزّ، يمكن للطبيب تعديل الجرعة أو تغيير الدواء.

متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا استمر الجزّ على الأسنان لفترة طويلة أو كان مصحوبًا بأعراض مثل الألم الشديد أو تآكل الأسنان، يجب استشارة طبيب أسنان أو طبيب أطفال لتقييم الحالة ووضع خطة علاجية.

الخلاصة
الجزّ على الأسنان أثناء النوم عند الأطفال قد يكون مؤقتًا وغير ضار في معظم الحالات، ولكنه أحيانًا يشير إلى مشكلة تحتاج إلى اهتمام خاص. معرفة أسباب الجزّ على الأسنان أثناء النوم عند الأطفال هي الخطوة الأولى للتعامل مع هذه المشكلة بفعالية. من المهم أن يكون هناك تواصل مستمر بين الأهل والأطباء لضمان صحة الطفل وراحته النفسية والجسدية.

شكرا لك
على الموضوعات القيمه

يـــــعــــطـــيك العافـــيــه
___________