بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الطاهر الأمين الصلاة: أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله ورسوله.
قال الله تعالى: {إنّ الصلاةَ تنهى عن الفحشاءِ والمنكرِ ولذكرُ الله أكبر واللهُ يعلمُ ما تَصنعون} سورة العنكبوت/45.
إنّ الصلاة هي أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله ورسوله. والصلاة من أهم أمور الإسلام وهي عماد الدين من أدّاها كما أمر الله بشروطها وأركانها وآدابها تنهاه عن المعاصي والمنكرات وهذا حال قلة من المصلين، والبقية منهم ينتفعون بها ولا بد أن تمنعهم عن بعض المعاصي.
روى الإمام أحمد أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الصلاة يوماً فقال: "من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأُبي بن خلف".
وقد قال بعض العلماء: وإنما يحشر تارك الصلاة مع هؤلاء لأنه إن اشتغل عن الصلاة بماله أشبه قارون فيحشر معه وإن اشتغل عن الصلاة بملكه أشبه فرعون فيحشر معه وإن اشتغل عن الصلاة بوزارته أشبه هامان فيحشر معه وإن اشتغل عن الصلاة بتجارته أشبه أبيّ بن خلف تاجر كفار مكة فيحشر معه.
وأما الحديث الصحيح الذي رواه الامام مسلم "بين الرجل وبين الشرك أو الكفر ترك الصلاة" فمعناه أنّ المسلم الذي يترك الصلاة يكون قريباً من الكفر.
فإنّ تارك الصلاة كسلاً ذنبه عظيم وكبير لكنه لا يكون كافراً خارجاً عن دين الاإلام بل هو مسلم فاسق قريب من الكفر.وأما من ترك الصلاة إنكارا لفرضيتها فهو كافر ملعون.
تنبيه مهم:ويتوهم بعض الناس أن الشخص إذا كان يقع في المعاصي فإنّ صلاته غير نافعة وهذا فهم غلط. ولا يجوز القول لمن يصلي ثم يقترف الذنوب "خير لك أن لا تصلي" ويحتج البعض بحديث لا صحة له يقولون فيه "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له"
وحديث لا صحة له أيضا "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بُعداً".
وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل يصلي بالليل فإذا أصبح سرق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستنهاه صلاته" رواه أنس بن مالك وأبو هريرة.
فائدة:أما إذا كان هناك شخص كافر يشك في وجود الله سبحانه وتعالى أو يشك في الرسول أو في القرآن أو في الجنّة أو في النار أو وَصَفَ الله بصفة من صفات البشر كأن وصف الله بالعجز أو الجهل أو الفناء، فإنه يجوز أن يقال لهذا الكافر لا تنفعك صلاتك.
لأنّ الكافر لا تصح منه جميع الطاعات حتى يتخلى عن كفره. فلو تبرع الكافر لعمل خيري أو أعطى فقيراً مالاً فليس له ثواب في الآخرة على ذلك.
قال الله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ منَ الصالحاتِ من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فأولئكَ يدخلُون الجنَّةَ ولا يُظْلَمون نقيراً} سورة النساء/124.
أما لو دخل هذا الكافر في الإسلام بالنطق بالشهادتين بنية التبرؤ من الكفر والدخول في الإسلام فكل حسنة يضاعفها الله له بعشرة أمثالها إلى مئة ألف وإلى أكثر من ذلك والله يضاعف لمن يشاء.
إنّ المؤمن لو تصدق بنصف تمرة على فقير لله تعالى أو أطعمها طفلاً فإنّ الله قد يعتقه بهذه الصدقة الخفيفة من عذاب النار ولو كانت هذه الحسنة في أعين الناس قليلة.
فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنّ رجلاً مؤمناً من أتباع الأنبياء السابقين وجد شيئا يؤذي المسلمين في الطريق فأزاحه، وكان هو من أهل الكبائر، فأعتقه الله من النار.
قال الله تعالى: {فويلٌ للمصلينَ الذينَ هُمْ عن صلاتِهِم ساهون} سورة الماعون/5.
والسهو هنا هو إضاعة الوقت أي أن يؤخر الصلاة عمداً لغير عذر شرعي حتى يدخل وقت الصلاة الأخرى.
والويل هو شدة العذاب.
إذا كان هذا هو حال المصلي الذي يؤخر الصلاة عن وقتها فما هو حال تارك الصلاة.
يا من تتركون الصلاة ويا من تؤخرون الصلاة عن وقتها توبوا إلى الله وكلما أخّرتم التوبة كلما تضاعفت الذنوب عليكم بالتأخير فبادروا إلى التوبة قبل فواتها فالله يقبل التوبة من أي ذنب {هو الذي يقبلُ التوبةَ عن عبادهِ ويعفو عن السيئاتِ ويعلمُ ما تفعلون} سورة الشورى/25.
أخي المسلم، بادر إلى نصيحة إخوانك الذين لا يؤدون الصلوات الخمس المفروضة ليلحقوا بركب الصلاح والفلاح، وذك