العبث بالمسامات يُسهل نمو البكتيريا ويسبب الالتهاب
ينمو شعر الجسم مخترقاً سطح الجلد من خلال ما يعرف بالمسامات. وليست كل المسامات ظاهرة للعيان إلا أن من الممكن ملاحظة البعض منها. يبلغ معدل الشعر الذي يغطي جسم الإنسان حوالي 5 ملايين شعرة. وإذا كانت مسامات بشرتك كبيرة وتشعرين بالسوء حيالها فتذكري أن ما يقارب من 4.9 ملايين من المسامات هي في واقع الأمر صغيرة ولا تبدو واضحة. وبالتالي فإن ما يدعوك للقلق لا يعدو كونه نسبة ضئيلة من إجمالي مسامات جسمك.
فالحفاظ على نظافة المسام مهم للتمتع بجلد صحي وحسن المظهر. تتجمع الأوساخ والدهون - في الوجه مثلاَ - حول المسام، فتؤدي إلى انسدادها نتيجة تراكم الدهون وخلايا الجلد الميت عليها. وسرعان ما تشق البكتيريا طريقها إليها فتنمو وتتكاثر مسببة الالتهاب. ويزيد الأمر سوءاً ما يقوم به البعض من العبث بالمسامات المسدودة كضغطها أو فركها مما يضيف مزيداً من دهون اليد والأوساخ التي تنتقل باللمس فضلاً عما تخلقه أصابع اليدين من ضغط على المسام في محاولة لعصرها، كل ذلك لا يجدي نفعاً بل يدفع المسامات إلى أن تمتد وتتوسع. ومن المحزن أنه لا يوجد ما يمكن القيام به لتضييق مسامات الجلد وتقليصها على نحو دائم. ولكن الخبر السار هو أن هناك طرقاً يمكنك اتباعها تجعل المسامات تبدو أصغر.
وظيفة مسامات الجلد
على الرغم من أن الشعر لا يغمر أجسادنا كالفرو من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين، إلا أن جلد الإنسان يغطيه كمٌّ هائلٌ من بصيلات الشعر- عبارة عن جذور الشعر العميقة التي ينمو منها الشعر وصولاً إلى الجلد. ويمكن استخدام كل من لفظتي "بصيلات" و"مسامات" للدلالة على المعنى ذاته. ولكنهما يستخدمان في أحيان كثيرة للإشارة إلى معنيين مختلفين. فالمسام يعني ببساطة الفتحة على سطح الجلد الواقعة فوق بصيلة الشعر- وهذه الأخيرة تمتد بدورها عميقاً عبر عدة طبقات من الجلد.
تفرز الغدد الدهنية الصغيرة الواقعة داخل المسام مادة تسمى الزهم. وهي عبارة عن خليط من الدهون والبروتين والكوليسترول والأملاح غير العضوية. ينتقل الزهم عبر الشعرة من البصيلة صعوداً عبر المسام إلى الخارج. ويحمل الزهم في طريقه خلايا الجلد الميت الموجوده داخل بصيلة الشعر فينقلها إلى سطح الجلد.
ماذا عن العرق؟ هل يخرج العرق من المسامات ذاتها؟ يتم إفراز العرق من مصدر آخر هو الغدد العرقية المنتشرة على الجلد. وعلى الرغم من أن العرق يخرج من مسامات مختلفة إلا أنه يؤثر في المظهر العام للبشرة. حيث يصل العرق إلى سطح الجلد ثم يجف تاركاً خلفه الأملاح التي يمكن أن تترسب في المسام وتعمل على سدّها.
وتشكل الدهون وخلايا الجلد الميت طبقة تساعد في حماية الجلد من البكتيريا والفيروسات والرياح والمطر. ولكن في بعض الأحيان تنسد المسام بفعلها، وبينما يتعذر على المواد المتراكمة فيها الخروج تتكون البثور التي تظهر على البشرة.
إذا كانت مساماتك واسعة فهنالك جانب إيجابي ولكن ربما تطلب الانتظار لسنوات قبل أن يكون ملموساً. حيث يقل إفراز الجلد للدهون كلما تقدم بك السن مما يسبب جفاف البشرة. وتبدأ علامات الشيخوخة بالظهور على البشرة ومن ضمنها التجاعيد ويرجع السبب في ذلك إلى جفاف الجلد بالإضافة إلى العوامل الخارجية والتأثيرات البيئية. وبما أن المسامات الواسعة تفرز كماً أكبر من الزهم فإن ذلك يصبح مفيداً في تلك المرحلة من العمر التي يحتاج فيها الجلد إلى المزيد من الترطيب. وبذلك تكون المسامات الواسعة التي تعانين منها اليوم عاملاً يضفي عليك نوعاً من الراحة مستقبلاً.
شعر مستقيم أو شعر مجعد؟
إذا كانت بصيلة الشعر والمسامة ذات شكل دائري فإن الشعرة تنمو مستقيمة. وعلى النقيض تنمو الشعرة مجعدة إذا كانت البصيلة والمسامة بيضاوية الشكل.
كيفية العناية بمسامات الجلد الواسعة
لا يحبذ كثير من الناس أن تكون لديهم مسامات واسعة أو ملحوظة على سطح الجلد، وفيما يلي بعض الخطوات التي يمكن اتباعها لتضييق المسام وتحسين مظهر البشرة:
• إذا كنت تضعين الماكياج، تذكري أن تقومي بغسله في آخر اليوم وذلك باستخدام مطهر لطيف منعاً لانسداد المسام.
• احرصي على حماية الجلد من الشمس. حيث تعمل أشعة الشمس إلى جانب الشيخوخة على زيادة سماكة الطبقة الخارجية من الجلد. وتحدث سماكة الجلد نتيجة لتراكم خلايا الجلد على سطح البشرة وحول الحواف الخارجية للمسام مما يوحي بأنها تبدو أكبر من حجمها الحقيقي.
• تلعب البشرة الدهنية دوراً في التأثير على مظهر المسامات فتجعلها تبدو أكبر. ولذلك قومي بغسل وجهك بانتظام للتقليل من دهون البشرة وتحسين مظهرها. وتساعد الأدوية والمحاليل المخصصة لغسول الوجه التي تحتوي على حمض الصفصاف في تجفيف البشرة الأمر الذي يحافظ على المسامات نظيفة وخالية من الدهون.
• تتراكم الشوائب مثل خلايا الجلد الميتة حول حدود المسام فتجعلها تبدو أوسع. يمكن للعلاجات الموضعية المحتوية على فيتامين a أن تمنع خلايا الجلد في المسام من الالتصاق ببعضها البعض وبالتالي تمنع انسداد المسام، كما أنها تساعد في التقليل من القشور الجلدية التي تتكون على حواف المسام.
• عمليات تقشير البشرة مثل صنفرة الجلد (حيث تتم عن طريق وضع مواد خاصة ذات جزيئات دقيقة على بشرة الوجه وتدليكها ومن ثم شفطها) تتيح هذه العمليات إزالة طبقات الجلد الميت بهدف الحصول على بشرة نقية وصافية. ويسعى البعض إلى عمل التقشير الكيميائي أو الليزر السطحي لتحسين البشرة، وفي هذه الحالة يجب مراعاة الآثار الجانبية لمثل هذه الإجراءات التي تعدّ أكثر تطوراً وأعمق مفعولاً.
وهكذا وعلى الرغم من كون المسامات الواسعة مصدراً للإزعاج إلا أن طريقة العناية الصحيحة بها تقلص من مظهرها وتقضي على ما تسببه من إحباط