بسم الله الرحمن الرحيم
فرض المنطق نفسه على منافسات الجولة الثالثة الأخيرة للمجموعة الأولى بكأس الخليج الـ18 لكرة القدم وأكدت عُمان جدارتها بالتأهل لنصف النهائي بعدما حققت فوزها الثالث على التوالي بالتغلب على اليمن 2-1، بينما اقتنصت الإمارات المضيفة بطاقة التأهل الثانية بفوز ثمين على الكويت 3-2.
ونظرا لأن منتخب عُمان كان ضمن التأهل منذ الجولة الماضية، فقد تركزت الأضواء اليوم الثلاثاء على لقاء الإمارات والكويت والذي جرى في ملعب الجزيرة بالعاصمة أبو ظبي في ظل حضور جماهيري كبير عكس آمال الإماراتيين في مواصلة التقدم حتى اقتناص لقبهم الأول في الدورات الخليجية.
وأطلت الإثارة برأسها منذ الثواني الأولى للمباراة التي كان بطلها هو النجم الإماراتي الشاب إسماعيل مطر الذي افتتح أهداف فريقه بالدقيقة الأولى واختتمها بالدقيقة الأخيرة، فيما كانت الدقائق من 30 إلى 35 هي الأكثر إثارة حيث شهدت ثلاثة أهداف تناوب عليها الكويتي بدر المطوع ثم الإماراتي فيصل خليل ثم الكويتي فهد الحمادي.
ومع اقتراب المباراة من نهايتها تزايدت سخونتها خاصة مع توتر لاعبي الكويت الذين سعوا لخطف فوز يؤهلهم للمربع الذهبي فخرجوا خاسرين، بينما كان التعادل كافيا لمنتخب الإمارات الشهير بـ "الأبيض" فكان أكثر هدوءا وهو ما ساعده على الاحتفاظ بالتعادل بل وتسجيل هدف فوز أجهز به على طموحات "الأزرق" وجماهيره.
وكان اللافت للنظر أن الكويتيين انتظروا إلى المباراة الثالثة ليتضاعف حماسهم، علما بأنهم فرطوا بالفرصة في واقع الأمر منذ الجولة الأولى عندما تعادلوا مع اليمن 1-1 ثم في الثانية عندما خسروا أمام سلطنة عُمان 1-2.
وكما كان متوقعا انهالت الانتقادات من الإعلاميين الكويتيين خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب اللقاء على المدرب المساعد فوزي إبراهيم الذي ينوب دائما عن المدير الفني صالح زكريا، لكن إبراهيم أكد في المقابل أن فريقه قدم أداء مرضيا لكن الأخطاء الدفاعية "تسببت كالعادة" في خسارة الفريق.
على الجانب الآخر، بدت الفرحة على وجه الفرنسي برونو ميتسو مدرب الإمارات الذي قال إن المباراة جاءت صعبة كما توقعها، مضيفا أنه لا مجال للحديث عن الفريق الذي يفضل ملاقاته في نصف النهائي نظرا لأن من يريد الفوز باللقب عليه أن يكون جاهزا للتغلب على كل المنافسين.
أما المباراة التي جرت على ملعب نادي الوحدة بالعاصمة الإماراتية في نفس التوقيت فشهدت فوزا عُمانيا هو الثالث على التوالي ليصبح الفريق الوحيد في الدورة الذي جمع النقاط التسع الممكنة في الدور الأول، بينما اكتفى اليمن بالنقطة الوحيدة التي حصل عليها من الكويت مقابل خسارتين أمام الإمارات 1-2 وعُمان بالنتيجة ذاتها.
وكما في المباراة الأخرى تقدمت عُمان التي أراحت بعض نجومها، بهدف في الدقيقة الأولى عبر سلطان الطوقي لكن اليمن تعادل سريعا عبر محمد الصالح ثم استعادت عُمان تفوقها بهدف أحمد البوصافي قبيل نهاية الشوط الأول.
وعقب المباراة بدا المصري محسن صالح مدرب اليمن راضيا عن فريقه رغم إضاعته لعدة فرص، واعتبر أن اليمن خرج مرفوع الرأس من الدورة واعدا بعودة قوية في الدورات المقبلة.
واعتبر حمد العزاني الذي ناب عن المدرب التشيكي ميلان ماتشالا أن فوز عُمان بجميع مبارياتها في الدور الأول يمثل حافزا قويا للاعبين خلال الدور المقبل.
وكان المراقبون ينظرون لليمن على أنه الحلقة الأضعف في الدورة لكنه قدم أداء طيبا وتعادل مع الكويت ثم خسر بفارق هدف واحد فقط أمام الإمارات وعُمان ليخرج من البطولة بنقطة وحيدة وهو، للمفارقة، نفس ما حققته الكويت صاحبة التاريخ الكبير المتمثل في تسعة ألقاب كاملة بدورات كأس الخليج.