[align=center][table1="width:95%;background-color:blue;border:3px double black;"][cell="filter:;"][align=center]
[align=center][table1="width:95%;background-color:black;border:3px double blue;"][cell="filter:;"][align=center]ياطيور الامل حلقي في سماء الرجاء
عندما يبتعد العبد عن ربه بعد أن كان مُقبلاً عليه .... عندما يجف الدمع من عيونٍ كانت تبكى خوفا من الله وشوقاً لرضاه ولقياه ... عندما يقسو قلبٌ كان يشتاق لله ولرسوله .... بعد أن كان من السابقين للخيرات أصبح فى ركب الغافلين .... بعد أن كان من الذاكرين أصبح من الغاوين .... بعد أن كان من المنكسرين لله أصبح من المتجبرين ....
هذا حال عبدٌ قد ضل بعد هداية ... وانتكس بعد الثبات ... نسى الله فنسيه ... لم يكن له من دون الله ولىٌ ولا نصير .... ابتعد عن صحبة الأخيار وأغلق على نفسه بابه .... قضى يومه فى تغافل ونسيان ... تغافل عن دينه الحق ونسيان للموت والقبر .... ولكنه كان أحياناً ينادى منادى الإيمان بداخله عندما يرى عبداً مخلصاً ساجداً يبكى لله ... عندما يرى عبداً مُقبلا على القرآن .... عندما يرى عبداً رافعا يده يسأل مولاه ... عندما يرى عبداً همه هو كيف ينفق في سبيل الله وآخر همه خدمة الدين والدعوة لله عز وجل .... وآخر همه أن ينصر المظلومين ويقضى حوائج المسلمين .... فكان ينادى منادى الإيمان أن أقبل على الله .. على ربك ومولاك ... على حبيبك سامع نجواك ... أنسيت تلك الليالى التى كانت تمتلأ نوراً بالدعاء .... الأرض تشهد على صلاتك وسجودك والسماء تشهد على دعائك وبكائك ... أين أنت من الصالحين المخلصين أيها التائه الحيران؟؟ أرضيت بالخذلان ؟؟ أرضيت أن تكون من أصحاب النار ؟؟؟
من حين لآخر كان يريد العودة لله تبارك وتعالى ولكن ذنوبه كانت تمنعه واليأس كان يملأ قلبه .... إلى أن منّ الله عليه فبدأيرى طيور الأمل من جديد ... فحلق معها فى سماء الرجاء.... كيف لا يرجو رباً غفوراً رحيماً ... يفرح بتوبة عباده ويرحم ضعفهم ويحب أن يسمع تلك الدعوات الصادقة ويرى الدموع الراجية الخائفة يحب أن يرى عباده يتسابقوا إليه ويرجون رضاه ... رب كريم رحيم لطيف بعباده ... فله الحمد كما ينبغى لجلال وجهه وعظيم سلطانه ....
فالنبى قال : (قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتنى ورجوتنى غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى غفرت لك، يا ابن آدم إنك لو آتيتنى بقراب الأرض خطايا ثم لقيتنى لا تشرك بى شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ) رواه الترمذى ...
رب يحب أن يسمع دعاء عبده ويحب أن يتذلل له عبده ويرجوه فكيف يقول العبد بعد ذلك أنى لن أستطيع أن أتغير وأقف على قدماى من جديد!! هل نسى أن كله من فضل الله تبارك وتعالى وأنه عندما اهتدى أول مرة كان من فضل الله عليه وليس بقدرة العبد ... والله ذو الفضل العظيم ... قادر على أن يهدى من يشاء ويضل من يشاء .... فالله قادر أن يهديه ثانية فقط ليس على العبد إلا أن يسعى للهداية كما يسعى للرزق بالعمل .. ويسعى للشفاء بأخذ الدواء فأيضا من يريد الهداية فعليه أن يسعى إليها والتوفيق من الله بقدر الإخلاص.
ولكن كيف نسعى للهداية؟؟
قال الله تعالى فى الحديث القدسى: (أنا عند ظن عبدى بى وأنا معه حيثُ يذكرنى، والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة، ومن تقرب إلىَّ شبراً، تقربتُ إليه ذراعاً، ومن تقرب إلىَّ ذراعاً، تقربتُ إليه باعاً، وإذا أقبل إلىَّ يمشى، أقبلت إليه أهرول)متفق عليه وهذا لفظ إحدى روايات مسلم.
فهذا هو الطريق :
أولاً: إحسان الظن بالله والإخلاص له واليقين بأن وعد الله حق ...
ثانياً: التقرب إلى الله تعالى بفعل الخيرات وترك المنكرات فكما وضح لنا النبى كيفية التقربلله عز وجل وفضله فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (إن اللَّه تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه. وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه: فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني أعطيته، ولئن استعاذني لأعيذنه) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
ثالثاً: الدعاء والاستعانة بالله عز وجل وصدق اللجوء إليه ....
رابعاً: لا تنسى الموت والآخرة ولا ترضى بالحياة الدنيا فإنها ليست نقطة لنهاية فاحذر أن تُنسيك الدنيا بهموها وزينتها أمور دينك وآخرتك.
خامساً: عليك بصحبة الأخيار وملازمتهم دوماً.
وفى الختام أسأل الله تبارك تعالى أن يهدى المسلمين والمسلمات ويثبتهم على ما يرضاه من القول والفعل وأن يتقبل توبة التائبين ويُعينهم على الطاعة ... اللهم آمين
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك[/align][/cell][/table1][/align][/align][/cell][/table1][/align]