ملف قطر 2022 يخطف الأنظار في لندن

اختتمت اليوم في قاعة المؤتمرات بنادي تشلسي الإنكليزي فعاليات مؤتمر رواد كرة القدم في العالم بعد أن شهد المؤتمر، الذي يقام سنوياً في لندن منذ عدة أعوام، العديد من المحاضرات التي تناولت مختلف أبعاد لعبة كرة القدم التي تحولت إلى صناعة بمعنى الكلمة في ظل التطور الكبير لوسائل الاتصالات وفي ظل الشعبية الجارفة للكرة المستديرة التي جعلتها بلا منافس اللعبة الشعبية الأولى في العالم.
وقد حظيت ندوة سعادة الشيخ محمد بن حمد آل ثاني رئيس مجلس إدارة لجنة ملف قطر 2022 بمتابعة واهتمام واسعين خصوصاً وأنه ألقى الضوء بكل شفافية وجدية على الملف القطري الذي لاقى تجاوباً كبيراً مع أول إطلالة إعلامية رسمية له خارج حدود قطر.
رئيس مجلس إدارة لجنة ملف قطر 2022 أضاء على العديد من النقاط الهامة من أهمها التحديات الكبيرة التي من المتوقع أن تواجه الملف القطري كاشفاً عن الحلول النظرية التي تجعل تنظيم كأس العالم في قطر تجربة غير مسبوقة، خصوصاً من ناحية المُناخ الذي أكد أنها مسألة قيد المعالجة وفقاً للتقدم العلمي الذي من المؤكد أنه سيتطور أكثر في الأعوام القادمة التي تفصلنا حالياً عن موعد تنظيم نسخة عام 2022 حيث سيتم كما أشار سعادته استخدام التكنولوجيا الحديثة غير المؤثرة على البيئة لصالح تأمين الأجواء المثلى لجميع متابعي كأس العالم ميدانياً على الأراضي القطرية.
المعنى الحقيقي للملف القطري
كما أكد سعادة الشيخ محمد بن حمد آل ثاني على المعنى الحقيقي لملف قطر المونديالي الذي اعتبره نيابة عن جميع دول منطقة الشرق الأوسط وشعوبها. مُشيراً إلى أن على الاتحاد الدولي لكرة القدم أن ينظر إلى هذه المنطقة ويمنحها شرف الاستضافة تماماً كما نظر إلى أفريقيا عبر جنوب أفريقيا وأعطاها الفرصة لتنظيم أول مونديال في القارة السمراء في العام المقبل 2010.

هذا وقد سلط سعادة الشيخ محمد بن حمد آل ثاني الضوء على الفائدة المرجوة الكبيرة لجميع من ستتسنى له الفرصة لحضور نسخة 2022 المونديالية في حالة إقامتها في قطر، وذلك عندما شرح بإسهاب عن الراحة التي ستتوفر لهم لاعبين كانوا أو جماهير أو حتى من أسرة الاتحاد الدولي الفيفا حيث لن يضطرون عند الانتقال من ملعب إلى آخر أو من مدينة إلى أخرى إلى تبديل أماكن إقامتهم، كما أنه ستكون لديهم القابلية الكبيرة لحضور جميع المباريات التي يريدونها دون تحمل أعباء التكلفة المادية التي عادة ما يتكلفها أي مشجع يرغب في الانتقال من منطقة إلى أخرى أثناء بطولة كأس العالم.
وتفاعل الحضور بتوجيه العديد من الأسئلة التي قام سعادته بالإجابة عليها والتي أعطتنا محصلة تقول إن الاهتمام العالمي بملف قطر المونديالي بدا بالتصاعد وأن الإجابات المنطقية والموضوعية تنتظر أي استفسارات من جانب من يقومون حالياً باستكشاف قطر عبر محاولة معرفة مدى قدرتها على ترجمة طموحاتها على أرض الواقع.
محاورة كروية بالغة الأهمية
من جهته، كان حسن عبد الله الذوادي الرئيس التنفيذي لملف قطر حاضراً لإجراء المحاورة الكروية عن الشرق الأوسط التي قادها إعلامياً ريك بيري الرئيس التنفيذي السابق لنادي ليفربول الإنكليزي والتي تشارك بها الذوادي مع الدكتور حافظ المدلج عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم وعضو المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي، حيث تم الحديث بين جميع المتحاورين عن الكرة في الشرق الأوسط سواء كان ذلك من ناحية احتراف لاعبي المنطقة خارج حدودها وتحديداً في القارة الأوروبية إضافة إلى قيام العديد من الشخصيات المالية العربية في التوجه إلى الدوري الإنكليزي الممتاز للاستثمار به عبر شراء أنديته كما تم التطرق إلى الاستعانة بمختلف اللاعبين الأجانب في الدوريات المحلية لدول منطقة الشرق الأوسط.
النقطة الأهم التي أشار إليها المدلج كانت تلك التي تحدث بها رداً على سؤال حول عدم تأهل المنتخب السعودي إلى كأس العالم 2010 حيث أكد أنها لصالح الكرة السعودية لمعرفة نقاط الخلل بها ومعالجتها تماماً كما حصل مع المنتخب الإنكليزي الذي لم ينجح بالتأهل إلى نهائيات بطولة كأس أوروبا 2008 ليعود وينهي بنجاح تجربة تأهله المونديالية لعام 2010.
كما كشف المدلج عن أن أهم نتائج المنتخب السعودي في كأس العالم عام 1994 في الولايات المتحدة الأميركية كانت بسبب عامل الطقس المماثل لمناخ السعودية من ناحية ارتفاع درجة الحرارة حيث تأهل يومها المنتخب السعودي إلى دور الـ 16 بعد أن تخطى عقبة المنتخب البلجيكي.

أما الذوادي فقد تحدث عن اللاعبين الكبار الذين مروا على مختلف الأندية القطرية والذين وجدوا فرصاً لهم بعد ذلك للتألق في الملاعب الأوروبية الكبيرة من أمثال الغاني عبيدي بيليه والايفواري عبد القادر كيتا والأرجنتيني زاراتي إلى آخر الأسماء التي قدمت إلى قطر ووجدت فرصاً كبيرة في التألق أوروبيا.
نتائج أم صلال حاضرة
نتائج فريق أم صلال الآسيوية وجدت مساحة لها في حديث المتحاورين والذي بدأه المدلج عندما قال إنني على أتم الاقتناع أن قطر قادرة على الفوز بشرف تنظيم كأس العالم 2022 بذات العزيمة التي جعلت نادي أم صلال يصل إلى دور الأربعة لبطولة دوري أبطال آسيا متخطياً الهلال السعودي في دور الستة عشر وسيئول الكوري الجنوبي في دور الأربعة مع أنه يقبع حالياً في المركز الأخير للدوري القطري.
ليتابع بعد ذلك الذوادي للحضور الكروي العالمي الحديث عن انجاز أم صلال الذي يسجل للكرة القطرية مُشيراً إلى أن هذه النتائج وغيرها من النتائج القادمة ستكون ثمرة إطلاق دوري نجوم قطر والاستعانة بالأسماء العالمية الكبيرة إن كان ذلك على صعيد اللاعبين أو المدربين على حد سواء.
وعند توجيه سؤال إلى حسن عبد الله الذوادي عن ما يترقبه للكرة القطرية خلال العشر سنوات المقبلة أجرى تعديلاً على السؤال بالقول لو سألتني عن الثلاث عشر سنة القادمة لقلت لك إن ما ينتظر الكرة القطرية هو تنظيم كأس العالم 2022.
اهتمام إعلامي بالملف القطري
ركن قطر 2022 واصل استقبال العديد من الزائرين الذي حرصوا على التعرف أكثر على الملف القطري خصوصاً بعد التغطية الإعلامية الإنكليزية التي أعطت اهتماماً لهذا الملف شرق الأوسطي، وقد قامت العديد من المحطات التلفزيونية بإجراء لقاءات مع سعادة الشيخ محمد بن حمد آل ثاني وحسن عبد الله الذوادي بصفتيهما المتحدثين الرسميين باسم لجنة الملف، فبجانب قناتي الجزيرة والدوري والكأس كان هناك العديد من المحطات الأخرى من انكلترا وخارجها ومنها التلفزيون التشيلي الذي تحدث إلى الذوادي والذي رد على كافة الأسئلة باللغة الإسبانية التي يتقنها تماماً.

فريق عمل لجنة ملف قطر لم يهدأ حتى انتهاء فعاليات المؤتمر حيث كانوا كخلية النحل محاولين بكل ما يمتلكون من حماسة ونشاط ومعايير دبلوماسية أن يقوموا بالواجبات الملقاة على عاتقهم على الوجه الأمثل وهذا بالفعل ما تحقق مع الانطباع الكبير الذي رسم على أوجه جميع من تابعوا الملف القطري والذين بالفعل ينتظرون المزيد من المفاجآت السارة ومن حملات التعريف بالملف القطري الذي دخل مرحلة الترويج الخارجي والذي لن يتوقف عن عمل كل المرسوم له سابقاً حتى الوصول إلى شهر ديسمبر/كانون الأول من العام المقبل 2010 الموعد الرسمي لاختيار الدولتين اللتين ستنظمان نسخة 2018 و2022.