بسم الله الرحمن الرحيم
فشل رابع على التوالي، وأداء متواضع، ونقطة وحيدة هي كل ما خرج به المنتخب الكويتي من كأس الخليج الثامنة عشرة لكرة القدم التي تستضيفها العاصمة الإماراتية أبوظبي حتى الثلاثين من يناير/كانون الثاني الجاري.
وإذا كان تاريخ الدورة يشير إلى تفوق كاسح للمنتخب الكويتي "الأزرق" صاحب النصيب الأكبر من ألقاب البطولة, حيث أحرز اللقب تسع مرات في البطولات الـ17 الماضية، فإن التاريخ المعاصر يشير إلى أن الكويتيين فشلوا في الفوز ببطولتهم المفضلة خلال البطولات الأربع الأخيرة حيث يعود آخر انتصار إلى الدورة الرابعة عشرة التي استضافتها البحرين في 1998.
بذيل المجموعة
ولم يقتصر الأمر هذه المرة على الفشل في استعادة اللقب الأثير، بل إن الكويت لم تتمكن حتى من تخطي الدور الأول، وزاد من صعوبة الأمر على عشاق الأزرق أن فريقهم تذيل فرق المجموعة التي وصفها الكثيرون بالمجموعة الأسهل مكتفيا بنقطة واحدة نالها من تعادل مع نظيره اليمني الذي شاركه موقع المؤخرة.
والمثير أن الكويتيين الغاضبين على التعادل مع اليمن في الجولة الأولى أكدوا أن الأخير لن يحصل إلا على النقطة التي نالها من الأزرق لكن المفاجأة كانت في أن الأزرق نفسه لم يحصل هو الآخر على أي نقطة إضافية بعدما خسر أمام عمان 1-2 ثم أمام الإمارات بنفس النتيجة.
خلافات وجبهات
وبدا لمتابع البطولة الخليجية عن قرب أن هناك خطأ وربما أخطاء تشوب الكرة الكويتية، وتحدث البعض عن خلافات كبيرة على الصعيد الإداري، وبرزت إلى السطح أحاديث عن جبهتين تتنازعان إدارة الكرة الكويتية وتسعى كل منها لانتقاد الأخرى، بينما جاءت الأخبار من الكويت تفيد استقالة سبعة من أعضاء الاتحاد الكويتي لكرة القدم بينهم نائب رئيس الاتحاد.
وكان لافتا للنظر أن يشكو مسؤولو الكرة في الكويت التي تعد من أغنى دول العالم، وفي مقدمتهم رئيس الاتحاد أحمد اليوسف من ضعف ميزانية الاستعداد لكأس الخليج، بل إنه أشار إلى أن هذه الميزانية تقل عن ربع ما أنفق على إعداد منتخب العراق رغم ما يمر به الأخير من ظروف مؤلمة منذ الاحتلال الأميركي لبلاده.
خلافات ونقص بالمال
وتأكد الأمر في حوار للجزيرة نت مع فوزي إبراهيم مساعد المدرب والمتحدث الرسمي للفريق حيث أشار إلى ضعف الإعداد وأرجع ضعف الميزانية المخصصة لذلك إلى وجود "انقسامات حادة" في الكرة الكويتية.
وحاول إبراهيم التماسك في وجه الانتقادات الحادة التي تعرض لها الفريق وجهازه الفني، قبل أن يحاول نقل دفة الحديث إلى مجالات أخرى بدءا من تبني نظام المجموعتين في كأس الخليج وصولا إلى انتقاد إقامة منتخب الإمارات المضيف في مكان مستقل بعيدا عن مكان إقامة بقية المنتخبات السبع الأخرى.
ويبقى أن الفشل في خليجي 18 يمثل جرس إنذار جديدا للكرة الكويتية، فبعد الفشل مجددا في التأهل لكأس العالم والفشل في بلوغ كأس آسيا المقبلة، كانت الساحة الخليجية محط آمال الكويتيين في استعادة الهيبة لكنهم خرجوا بفشل ذريع يؤكد الحاجة لإصلاح حقيقي يعالج الأخطاء ولا يغفل من حساباته التغير الذي طرأ على موازين الكرة الخليجية في السنوات الأخيرة.