أفراح وأحزان في نهائي خليجي 18
خليجي 18 أنصف صاحب الأرض والجمهور (الجزيرة نت)
أنس زكي-أبوظبي
الكفة كانت متعادلة والأحلام كانت واحدة، لكن الجمهور قال كلمته، وفعلها إسماعيل مطر كعادته، ففازت الإمارات بكأس الخليج الثامنة عشرة لكرة القدم بينما اكتفت عمان بلقب الوصيف للمرة الثانية على التوالي.
ومنذ أن تحدد طرفا المباراة النهائية قبل يومين، لم يتمكن أحد من التكهن بهوية الفائز نظرا لتقارب مستوى الفريقين، فبينما تتفوق عمان نسبيا فيما يتعلق بالأداء الجماعي فإن الإمارات تعوض ذلك بالجمهور المتحمس وبهدافها مطر الذي كان صاحب الفضل في جميع انتصارات الفريق الماضية.
وعلى صعيد الآمال فإن كلا من الإماراتيين والعمانيين كان يشعر أنه آن الأوان لوضع نهاية لصبرهما الطويل والفوز باللقب الخليجي الذي استعصى عليهما واقتصرت قائمة الفائزين به من قبل على أربع دول هي الكويت والسعودية والعراق وقطر.
وقبل ساعات من انطلاق المباراة النهائية لخليجي 18 في العاصمة الإماراتية أبوظبي، كان ملعب مدينة زايد الذي يتسع لستين ألف متفرج قد أوشك على الامتلاء فيما بدت شوارع المدينة شبه خالية على غير عادتها، ليواصل الجمهور الإماراتي ما فعله منذ انطلاق الدورة بمساندة هائلة كان لها مفعول السحر.
حذر متبادل
المباراة غلب عليها الحذر من الجانبين (الفرنسية)
ومع انطلاق المباراة كان الحذر هو المسيطر على الأجواء وبالتالي غابت الإثارة والمتعة عن الملعب لكنها وجدت في المدرجات الغاصة بالجماهير الإماراتية المتحمسة، فيما حاول العمانيون الذين سمح لهم بألفي مقعد فقط إيصال هتافاتهم إلى اللاعبين دون جدوى في معظم الأحيان.
ومر الشوط الأول بطيئا مملا، فتوقعت الجماهير أن تشهد شوطا أفضل لكنه بدأ كسابقه بسبب الحذر المتبادل والحرص على تأمين الدفاع، قبل أن تبدأ عمان في تنشيط هجومها ويهدر لاعبوها أكثر من فرصة، بينما كانت للإمارات كالعادة فرص أقل لكن نجمها إسماعيل مطر لم يكن بحاجة إلا لفرصة أو اثنتين ليهز من إحداهما الشباك ويقود فريقه إلى اللقب الثمين.
ولا تسل عن فرحة الإماراتيين بعد أن أطلق الحكم السلوفاكي ميشال لوبوس صافرة النهاية، وتسلم القائد محمد عمر كأس البطولة من رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بحضور الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي حل ضيفا على العرس الختامي للدورة التي ستستضيف بلاده نسختها العشرين عام 2011.
وكان مطر هو صاحب النصيب الأكبر من الحفاوة الجماهيرية، بينما تكفل اللاعبون برفع مدربهم الفرنسي برونو ميتسو على الأعناق بعد أن حقق لهم الحلم وأضاف "الأبيض" إلى قائمة أهل القمة في كأس الخليج.
أما العمانيون فلا تسل عن حزنهم وهم يشاهدون فريقهم يخسر نهائي كأس الخليج للدورة الثانية على التوالي بعد أن خسروا نهائي خليجي 17 أمام قطر المضيفة عام 2004، وباتت آمالهم معلقة على أن تواصل الأرض "اللعب مع أصحابها" عندما يستضيفون الدورة المقبلة في بداية عام 2009.