ما يميز الشعب الياباني عن بقية شعوب العالم هو جرأة أفراده على الإبتكار والدعم الغير محدود من المؤسسات والمجتمع للأفكار الغريبة والخارجة عن المألوف. الإبتكار ليس في الأمور التقنية والميكانيكية فقط, بل يتعدى ذلك ليصل إلى السلوك والعادات اليومية بل وحتى يصل إلى الألعاب الرياضية كما في موضوعنا اليوم. يعود الفضل في إبتكار هذه الرياضة لشخص يدعى (ميوشي تاكاي \ Miyoshi Takei) والذي حرم هو أيضا من نعمة البصر ولكنه مع ذلك كان يمارس لعبة التنس منذ كان طفلا وذلك بتشجيع من معلمة المدرسة الخاصة به حيث كانت قمة طموحاته حينها أن يضرب كرة التنس بأقوى ما عنده حتى وإن كان لا يستطيع رؤيتها !.
http://www.wasse3.com/wp-content/upl...is-550x273.jpg
وبعد محاولات عديدة نجح ميوشي في إيتكار كرة تنس من نوع خاص بحيث تكون كبيرة نسبيا واسفنجية وخفيفة في الوزن وتصدر نوع من صوت الخشخشة بحيث يستطيع الأعمى تحديد مكانها عند سماعها. وقد تكللت بعدها مساعي ميوشي في نشر هذه اللعبة للأشخاص الذين فقدوا أبصارهم بالنجاح وأقيمت أول بطولة تنس وطنية للعميان في اليابان في عام 1990, وأصبحت تقام كل عام بعد ذلك لدرجة أن هناك بعض الدول الأخرى أصبحت تشارك في اللعبة كالصين وكوريا وتايوان وبريطانيا والولايات المتحدة.
http://www.wasse3.com/wp-content/upl...ennis-dive.jpg
تلعب كرة تنس العميان في ملعب تنس الريشة وتلصق حبال عريضة على حفاف الملعب لكي يشعر اللاعب أنه وصل للحد وتستخدم المضارب الصغيرة في اللعبة ويعتبر اللاعبون عميانا بشكل رسمي عند إرتدائهم لقناع على أعينهم وذلك لإختلاف درجة الإصابة بالعمى بين اللاعبين, ويسمح أن تضرب الكرة الأرض مرتين إلى 3 مرات الأرض قبل صدها. للأسف توفي مخترع اللعبة ميوشي عن عمر 42 عاما قبل عام من الآن وذلك بعد أن سقط أمام قطار في طوكيو.