إِن الْرَّب وَالرسُوْل يُحَبَانَا
سَتَجِد فِي خِضَم هذه الْحَيَاة وَمُوَجِّهَا الْمُتَلاطِم شَيْئا يَصْرَعْك .. بَأْسا يَضُرُّك ..ويأسا يَحْزُنْك .. وحَال ازْدِرَاء مُؤْلِم مَن جُذُوْرَك يَقْتَلِعُك .. أو يُهْلِكَك .. أو شيئا يقتلك .. .
أَشْيَاء كَثِيْرَة تُؤْلِم الْطَّيِّبِين ، تُحْزِنُهُم ، تَخْذُلْهُم . أَشْيَاء كَثِيْرَة فِي هَذِه الْحَيَاة قَد تَكُوْن سَبَبا فِي الْإِضْرَار بِحَيَاة أُنَاس طَيِّبِيْن جِدّا .. وَيَكُوْن الْأَلَم اشَد قَسْوَة إِذَا حدث مَن إِنْسَان تثق به أو تعرفه ، وَيَكُوْن بِحَجْم الْكَارِثَة إِذَا صَدَر هَذَا الْشَّيْء الْمُؤْلِم مِن عَزِيْز او قريب أَو حَبِيْب أَو صِدِّيْق حميم ، لَكِن مَع كُل هَذِه الْإِرْهَاصَات الْمُتَوَالِيَة قَد تَخْرُج من بينها بَارِقَة أَمَل تُلَوِّح فِي سَمَاء الْرُّوْح . وَالْوِجْدَان وَتُحيْي فِي الْقَلْب الْعَاطِفَة وحَب الْحَيَاة وَتَلَوُّنُهَا بِأَلْوَان جَمِيْلَة بَدِيْعَة ، تفوح منها أطيب رائحة . يجدها مَن يَعِيْش فِي رُوْح وَوِجْدَان قَلْب هَذَا الْأَمَل الْكَبِير . وَسَيَعِيش فِي خُلُوْد وَنَعِيْم مُتْعَة الْرُّوْح وَيَتَلَذَّذ بِهَذَا الْنَّعِيم مَا بَقِيَت لَه حَيَاة فِي هَذِه الْأَرْض الكريمة .. بَارِقَة الْأَمَل تكمن فِي حُب الْرَّب وَالْرَّسُوْل ، وَالْيَأْس مِمَّا فِي أَيْدِي الْنَّاس ، هَذَا هُو الْمُلْجَأ وَالْعَاصِمّة مِن الْقَاصِمَة وَمِن أَمْوَاج الْحَيَاة الْمُتَلاطِمة .
قَال سُبْحَانَه :إِن الَّذِيْن اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُم طَائِف مِن الْشَّيْطَان تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُبْصِرُوْن
وَقَال تَعَالَى : وَمَن يَعْش عَن ذِكْر الْرَّحْمَن نُقَيِّض لَه شَيْطَانَا فَهُو لَه قَرِيْن ..
فحِيْن يَكُوْن الْأَمَل الْدَّائِم وَالْخَلَاص مِن الْعلل ، والَّتَمَسُّك بِنَهْج الْدِّيْن وَمَا جَاء بِه الْرَّسُوْل ، نَجْد الْأَمَل يكبر في أنفسنا وَحَيَاتَنَا تَرْتَاح بذكر الرب المجد والرسول العظيم وَ يَخْنِس إِبْلِيْس وَأَعْوَانِه وإتباعه من الْنَّاس .
ارْفَع نَظَرِك إلى الْسَّمَاء وَقَل يَا رَب ، وَانْظُر إلى الْأَرْض وَاسْجُد لِلَّه وَاقْتَرِب . وَالْتَفَّت يَمْنَة وَيَسْرَة وَتَفَكُّر فِي عَظَمَة الله الماجد وَحُبُّه لَنَا وَحُب الْرَّسُوْل .
إِن الْرَّب وَالْرَّسُوْل يُحَبَانَا حُبّا عظيما ، لَكِنَّنَا نَحْن مِن يَخْلُق الْعَذَاب وَالْكَبِد وَالْنَّكَد . لأنَفْسِنَا و فِي حَقوق بَعْضُنَا مَا يُوَجِّب مَقْت الْلَّه وَالْرَّسُوْل ، فَإِذَا فَعَلْنَا فَان مَقَت الْلَّه اكْبَر
إن الْحُب الخالص يُنْقِذَنَا مِن الْبَأْس واليأس وكيد الناس؟، ويَزْرَع فِيْنَا نعمة الْحَيَاة وَحُب الْأَمَل الْكَبِير . الحب الخالص هُو حَب الله الكريم وَالْرَّسُوْل الحبيب
يَقُوْل الْلَّه تَعَالَى :
: إِنِّي وَالْإِنْس وَالْجِن فِي نَبَأ عَجِيْب.. أَخْلُق وَيُعَبَّد غَيْرِي, أُرْزَق وَيَشَّكُر سِوَاي , خَيْرِي إِلَيْهِم نَازِل.. وَشَرَّهُم إِلَي صَاعِد.. أَتَحَبَّب إِلَيْهِم بِالْنِّعَم.. وَأَنَا الْغَنِي عَنْهُم.. وَيتُبْغُضُون إِلَي بِالْمَعَاصِي وَهُم أَحْوَج مَا يَكُوْنُوْن إِلَي....
إذا أحْسِن إِلَيْنَا إِنْسَان وَأكْرِمُنَا وَتَفَضَّل علينا بنعمة الله.. فَلَا نَمْلِك إِلَا أَن نُحِبَّه مِن كُل قُلُوْبَنَا , وَ تَلْهَج الألسن بِالْثَّنَاء عَلَيْه , وَشُكْرِه وَحَمْدِه وَنَحْرِص عَلَى عَدَم مُخَالَفَتِه وبغضه......
هَل عَامَلْنَا رَبُّنَا الَّذِي خَلَقَنَا فَسَوّانا فَعَدِّلْنَا بأفضل من تلك الْمُعَامَلَة وهو المستحق لذلك وأكثر ، أَم أَن الْلَّه الحميد لَا يُسْتَحَق هَذَا مِنَّا؟
بل أنت يا ربنا تستحق منا كل الحمد والشكر والتعظيم والتقديس ، فأعف عنا يا رب وصلي على رسولنا وحبيبنا وقرة أعيننا محمد وآل محمد