الحمدُ للهِ ربِ العالمين وأتم السلامِ على سيدنا محمدٍ وعلى ءالهِ الطيبينَ الطاهرين، أما بعد:
فإنَّ اللهَ تباركَ وتعالى جَعَلَ هذهِ الحياةَ الدنيا مزرعةً للآخرة فمنْ زرعَ فيها ما ينفعُهُ في الآخرةِ ويكونُ له ذُخراً باجتنابِ المعاصي وأداءِ الطاعاتِ فمزرعتُهُ صارت خيراً لهُ ونجاةً وفوزاً في الآخرة.
فاغتنموا في هذهِ الأيامِ القلائل لتلكَ الأيامِ الطِّوال ما يكونُ ذخراً لكم وهوَ الدُّؤوب على تَعَلّمِ مَا فَرَضَ اللهُ تعالى مِنْ عِلْمِ الدِّين مِنْ حيثُ الإعتقاد ومن حيثُ الأحكام ثم العمل بذلك.
إغتنموا هذا الفراغ، اغتنموا شَبَابَكُم لِتحْصيلِ هذا الذُّخرِ العظيمِ وإيّاكُم والغَفْلةَ بالتنعمِ وتَعَلُّقِ الهِممِ بتكثيرِ المال فإنَ ذلك حِجَابٌ قاطعٌ لكم عنِ اتّخاذِ هذا الذُّخرِ العظيم.