من القصص الواقعية
من القصص الواقعية التي رويت في بلاد الشام خلال السنوات القليلة الماضية أن رجلا تقيا كان يتاجر ببيع الاقشمة متنقلا بين البيوت والاحياء السكنية .
فبينما كان في أحد الشوارع يعلن بعبارته المعهودة عن بضاعته الجديده إذ نادته أمراة من شرفة منزلها في بناء شاهق مكون من طوابق عده فصعد إليها حتى إذا بلغ الباب لعلها تجد فيها ما يعجبها فتشتريه منه .
كان هذا التاجر قبل أن يدخل المنزل يتوقع أن يكون فيه أحد محارمها ولكنه ما إن دخله حتى غلقت الباب وكانها تريد أن تقول له : هيت لك .. فتذكر لحظتها قصه يوسف عليه السلام مع امراة العزيز .. وتيقن أن المراة لا تريد بضاعته . ولكنها ترغب في إشباع شهوتها في ظلام فلما حاول النجاة بايمانه وتوجه مسرعا نحو الباب . كانت أسرع منه فوقفت دونه وخيرته بين أمرين فاما أن يستجيب لرغبتها المريضه وإما أن تصرخ بأعلي صوتها حتى يجتمع عليه الجيران فتتهمه باغتصابها في بيتها وهو يعلم أن كيد النساء عظيم فكيف يخلص نفسه من هذا البلاء العظيم ؟ طلب منها أن تدله على الحمام حتى ينظف بعض بدنه من روائح العرق فاستحسنت فكرته وقادته إليه فلما خلا بنفسه طفق يفكر في حليه تخلصه من هذا الموقف .
وكان من حسن خظة أن شعر بقضا حاجته فأخذ بيده اليسرى شيئا من برازة فلطخ به ملابسه فخرج واندفع نحو المراة كالاحمق والروائح الكريهة تنبعث منه ففوجئت بمنطره الغريب وكتمت أنفاسها عن روائحه ثم فتحت الباب على مصراعية وامرته بالخروج فورا واحكمت غلقه وراءه فنزل عبر درج سلم البناية يتواري عن الانظار وسار بين الشوارع والازقة الناس تنظر إليه وتفر من روائحه القوية حتى وصل بيته فحمد الله كثيرا وتطهر وسجد شكرا لله تعالي الذي حفظه من الوقوع في معصيته .
ويروي أن هذا الرجل التقي قد أبدله الله برائحة برازه رائحة طيبة في بدنه لازمته طول حياته ,وكان أهله وأصدقاؤه يشمونها وهم يعرفون أنها كرامة من الله ومكافأة هذا الرجل الصالح .
من نقوله من مجلة الكوثر / يحيى المهري