بسم الله الرحمن الرحيم
وجدت دراسة طبية جديدة أن ترافق ارتفاع الكوليسترول وتنشق أبخرة عوادم السيارات يسبب تصلب الشرايين، ويؤدي إلى نوبات وسكتات قلبية.
ويقول باحثون من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس إن وجود هذين العاملين معا يؤدي إلى مخاطر أكبر ضررا بكثير من التأثيرات السلبية للغبار المحتوي على ذرات أبخرة الديزل وحده، أو ارتفاع مستويات الكوليسترول منفردا.
والمعلوم أن العلاقة بين أبخرة الديزل المحتوية ذرات قطرها أصغر من 2.5 ميكرومتر (جزء من مليون من المتر) وبين أمراض القلب والشرايين لا تزال غير واضحة تماما. وأظهرت الأدلة الوبائية أن هناك ارتباطا ما، لكن الباحثين لم يتأكدوا بعد من الآلية البيولوجية لذلك الارتباط.
وكانت بعض الدراسات أشارت إلى أن ذرات أبخرة الديزل -كالكوليسترول الضار منخفض الكثافة- تقوم بإطلاق جذور أوكسجين حرة، وهي جزيئات أوكسجين تسبب عطب الأنسجة البشرية.
نتائج متطابقة
قام الباحثون بتعريض عينات من أنسجة شريانية بشرية لغبار أبخرة الديزل، أو للكوليسترول منخفض الكثافة، أو لكليهما في نفس الوقت.
وجد الفريق أن مزيج غبار أبخرة الديزل مع الكوليسترول هو الأكثر مهارة في تنشيط وإطلاق الجينات (المورثات) المسببة لالتهاب الأوعية الدموية وتصلب الشرايين، المسمى أثيروسليروسِس (atherosclerosis).
ولاختبار هذه المعطيات على الحيوانات الحية، أخذ الباحثون فئران مختبر معدلة وراثيا بحيث ترتفع لديها مستويات الكوليسترول، ووضعوها في إحدى بيئات ثلاث.
تعرضت المجموعة الأولى لهواء منقى (مفلتر) لمدة شهرين، بينما تعرضت المجموعة الثانية لذرات أبخرة الديزل بالغة الصغر، وتم تعريض المجموعة الثالثة لنفس ذرات أبخرة الديزل بالغة الصغر وكذلك للذرات المتوسطة الحجم أيضاً.
أظهرت الاختبارات التي أجريت على رئات حيوانات التجربة أن المجموعتين المعرضتين لأبخرة الديزل قد اصابهما نفس العطب الذي أصاب عينات الأنسجة البشرية ونفس تأثير تنشيط جينات التهاب الأوعية الدموية. أما الفئران المعرضة لذرات أبخرة الديزل بالغة الصغر، فقد أصيبت بأعلى مستويات العطب حدة.
مضادات الأكسدة
ويشير فريق البحث إلى أن هذه أول دراسة تذهب لحد تناول العملية البيولوجية الناجمة عن تأثير ملوثات الهواء على نظام القلب والشرايين. لقد رجح كثيرون وجود عملية بيولوجية ما، لكن هذه الدراسة تعطي دليلا ملموسا على ذلك.
ويأمل في الدراسات المستقبلية أن يستكشف إذا ما كانت مضادات الأكسدة، وهي مركبات موجودة في بعض الفاكهة والخضروات وتمنع أضرار جذور الأوكسجين الحرة، قادرة أيضاً على منع العطب الناجم عن أبخرة الديزل.
كذلك يخطط فريق البحث لدراسة تؤدي إلى التعرف على الجينات التي تجعل الناس أكثر عرضة للتأثيرات الضارة لملوثات الهواء، بحيث يمكن فرز الأشخاص الأكثر عرضة لمخاطر تأثيرات التلوث بواسطة اختبار الحامض النووي، دي إن أي.