السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مباحث في سورة الفاتحة
هذه السورة العظيمة التي يقرؤها المسلم في صلاته بعدد ركعات الصلوات لقوله صلى الله عليه و سلم فيما رواه البخاري من حديث عباده :"لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب....." يدل هذا على عظيم شأن هذه السورة و جليل قدرها و أنه ينبغي للمسلم أن يتأمل معانيها فلحكمة بالغة شرع الله تكرارها في الصلوات من بين سور القران آيه.
أسماء سورة الفاتحة :
· سورة الفاتحة فقد سماها النبي صلى الله عليه و سلم "فاتحة الكتاب" و ذلك لانها أول ما يقرأ من القران الكريم
· أم القران وهكذا سماها النبي صلى الله عليه و سلم وأنا سميت أم القران والله أعلم لان معاني القران الكريم ترجع إلى هذه السورة فهي تشمل المعاني الكلية و المباني الاساسيه التي يتكلم عنها القران
· السبع المثاني : وذلك لأنها سبع آيات تقرأ مرة بعد مرة
· القران العظيم و قد سماها الرسول صلى الله علية و سلم ذلك فقال " هي السبع المثاني و القران العظيم الذي اوتيته"
· سورة الحمد : لانها بدأت بحمد اله عز و جل
· الصلاة : كما سماها الله عز و جل في الحديث القدسي " قسمت الصلاة بيني و بين عبدي نصفين" وذلك لانها ذكر و دعاء
المبحث الاول
في هذه السورة ذكر الله عز و جل خمسة من أسمائه الحسنى :
الله - الرب - الرحمن - الرحيم - المالك
أولا الله :
و هو الاسم الأعظم لله عز وجل (على قول طائفة من أهل العلم) الذي تلحق به الأسماء الأخرى و لا يشاركه فيه غيرة
من معاني أسم الله : أن القلوب تألهه (تحن اليه) و تشتاق الى لقائه و رؤيته و تأنس بذكره
من معاني لفظ الجلالة : أنه الذي تحتار فيه العقول فلا تحيط به علما و لا تدرك له من الكنه و الحقيقة إلا ما بين سبحانه في كتابه أو على لسان رسوله و اذا كانت العقول تحتار في بعض مخلوقاته في السماوات و الأرض فكيف بذاته جل و علا
و من معاني الله : أنه الإله المعبود المتفرد باستحقاق العبادة و لهذا جاء هذا الاسم في الشهادة فان المؤمن يقول : (أشهد ان لا اله الا الله) و لم يقل مثلا أشهد أن لا اله الا الرحمن
ثانيا : الرب
فهو رب العالمين رب كل شي و خالفه و القادر عليه كل من في السماوات و الأرض عبد له و في قبضته و تحت قهرة
ثالثا و رابعا : الرحمن الرحيم :
و أسم الرحمن كأسم الله لا يسمى به غير الله و لم يتسم به أحد . فالله و الرحمن من الأسماء الخاصة به جل وعلا لا يشاركه فيها غيرة أما الأسماء الأخرى فقد يسمى بها غير الله كما قال سبحانه عن نبيه "بالمؤمنين رؤوف رحيم"
و الرحمن و الرحيم مأخوذان من الرحمه , الرحمن : رحمة عامة بجميع الخلق
و الرحيم : رحمة خاصة بالمؤمنين
و في تكرار الإنسان "بسم الله الرحمن الرحيم " في جميع شؤونه و لم يقل أحد "بسم الله العزيز الحكيم " مع أنه حق إشارة إلى قول الله سبحانه في الحديث القدسي "إن رحمتي سبقت غضبي" و كثيرا ما كان الرسول صلى الله علية و سلم يعلم أصحابه الرجاء فيما عند الله و أن تكون ثقة الإنسان بالله و برحمته أعظم من ثقته بعمله , قال صلى الله عليه و سلم " لن يدخل أحدا الجنه عمله و لا أنا إلا أن يتغمد ني الله برحمته"
فهذه الأسماء الثلاثة : الله - الرب - الرحمن هي أصول الأسماء الحسنى , فأسم الله متضمن لصفات الالوهيه و أسم الرب متضمن لصفات الروبيه و أسم الرحمن متضمن لصفات الجود و البر و الاحسان
فالربوبيه : من الله لعباده
والتأليه : منهم اليه
و الرحمه سبب واصل بين الرب و عباده
خامسا : المالك :
وذلك قي قوله "ملك يوم الدين" أي يوم يدان الناس بعملهم وفيه ثناء على الله و تمجيد له و في تذكير للمسلم بيوم الجزاء و الحساب