حكمة معدد :إنما مثل الحياة الزوجية كمثل مركب وبحر وجزيرة .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بالإخوة والأخوات الكرام والكريمات
في رحلة عمل قريبة ، بين حقول الزيت المغمورة في مياه الخليج ، وبين أمواج تتصافق ،
نطق متعدد " متزوج بثلاث " بحكم ، حينما كان أحد الإخوة " المتزوجين " يريد أن يعدد " عبطا " لا "حاجة ".
كنا ثلاثة و " البوت " يمشي بسرعة هادئة ونحن الثلاثة في مقدمته ، هما يتحدثان وأنا مستمع .
صاحبنا الراغب في التعدد تحدث قائلا للمعدد :
أي فلان .. حقيقة أرغب في أن أتزوج بأخرى ..
حقيقة لم أجد من زوجتي ما يسوؤني .. وعندي منها بنت ..
المعدد : وما حاجتك في التعدد ؟ .. أقصد هل أنت مستعدد للزواج بأخرى ؟
مستعد نفسيا؟ .. بحيث تستطيع أن تصرح بزواجك .. مستعد عدلا؟ .. بحيث لا تظلم أحد الأطراف ..
مستعد ماليا؟ .. بحيث توفر سكنا لكل واحدة منهن وتنفق عليهن وعلى أبنائهن ؟
ثم هل وجدت من الأولى ما يحثك على فعل مثل هذا ؟ تقصير في أي جانب ؟
لو بررت لي ما تريد الإقدام عليه لكنت أول من يساعدك وينصحك بالزواج بأخرى
ولو لم تكن مستعدا لا ماليا ولا عدلا ولا نفسيا .
فأجابه صاحبنا " بالصمت " ولم يجد سوى الصمت جوابا لتلك الأسئلة الكاوية .. معلنا بصمته
عدم استعداده .. لا عدلا ولا نفسيا ولا ماليا ... وقلت في نفسي " بهت " ..
ثم نثر عليه المعدد ابن ال 46 سنة حكما سردها نصائح لصاحبنا واحدة تلو الأخرى :-
الأولى
قال : ياأخي إنما مثل الحياة الزوجية كمثل مركب وبحر وجزيرة .
الجزيرة بعيدة هناااك ، والبحر هو كما تشاهد حولنا ، والمركب هو ما نحن عليه الآن .
ذلك المركب عليه أنت وزوجتك وابنتك ، فإن استطعت أن تصل بهم آمنين سالمين إلى الجزيرة فلن
تجد بين الناس من هو أسعد منك وأكثر راحة واطمئنانا ..
تلك الجزيرة أنت فقط ربان السفينة من يستطيع الوصول إليها ، أنت من يقود ويخطط حتى تلامس أقدامه ترابها ..
تراب الحياة الآمنة الرغيدة ، تراب المستقبل المشرق المغدق ، تراب التكاتف والإبتسامة والألفة .
الثانية
قال له : أنت من يصنع الحب في المنزل ، وأنت من يقتله ويئده ..
فإن كنت قد وأدته يوما فسارع إلى انتشاله وأحيه بحياة قلبك ، وكن عازما من الأعماق
أن تسعد نفسك وتسعد من هم حولك ، زوجتك وابنتك ، واجعل كل همك هو ذاك ولا تلتفت إلى غيره ،
حينها سيتحقق لك ذلك وستجد ممن هم حولك عطاءا بحجم عطائك وربما أكثر ، وحبا بقدر حبك وربما أجمل .
الثالثة
قال له " ألم يقولوا : اسأل مجرب ولا تسأل طبيب "
ها أنت يا صاحبي قد سالتني ولم تسأل أعزبا أو متزوجا بواحدة .. بل سألت
معددا بثلاثة واحدة منهن مطلقة .. تزوجت بالثانية ولم أخبرها .. وعندما علمت لم ترد البقاء
معي وأصرت على الطلاق .. فطلقتها وشتت بيدي ما كنت أظن يوما أنه سيلتم .. أسرتي وكياني .
عرفت بعد فراقها أني أحبها !! .. وأني إلى الآن أحتاجها وأريدها !! ..
صرت مشتت الأفكار .. مشتت الأبناء .. ولي سنين ما زلت أسدد فيها ديونا علي ..ثمان ساعات من يومي
نوم .. وثمان أخرى مشاكل .. وثمان ثالثة هم وتفكير ، وغير ذلك من مسئوليات العمل ومسئوليات " المنازل "..
فقبل أن تقع في مثل هذا يا صاحبي أعد نفسك جيدا وكن أهلا لما ستقدم عليه وإلا تنحى .
ومع كل ما تقدم : أنا لست هنا ضد التعدد الذي أحله الله للرجال ، ولكنني
ضد من يسعى إليه دون تفكير ولا استعداد .
وضد من سيئول به حاله بعد زواجه بأخرى إلى تشتيت أسرته وأبنائه.
فمصلحة الحفاظ على أسرة قائمة أولى من " التسرع " تحت وطأة الجهالة والشهوة .
أسعدكم الله جميعا ووفقكم.